السفير الأميركي الأسبق في تل أبيب: إسرائيل لن تضرب

رئيس الأركان يلوح بالقوة الفتاكة لجيشه ضد إيران

TT

في الوقت الذي أعلن فيه السفير الأميركي الأسبق في تل أبيب، مارتن أنديك، عن قناعته بأن الإدارة الأميركية لم تعد تصدق التهديدات الإسرائيلية بضرب إيران، وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، تهديدات إلى طهران مفادها إن الجيش الإسرائيلي مستعد لمواجهة أي خطر يهدد أمن إسرائيل ومواطنيها بالضربة القاضية.

وكان غانتس يتكلم خلال مراسم خاصة لإحياء ذكرى الجنود القتلى من لواء جفعاتي في جيشه، الليلة قبل الماضية. وحرص المقربون منه على التأكيد أنه بهذا التهديد يرد على تصريحات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، «الذي بشر شعبه في الأسبوع الماضي بأنه سيتم القضاء على الكيان الإسرائيلي» ولم يقصد تغيير موقفه المعروف ضد توجيه ضربة لإيران. وقال غانتس: «إن من يعتقد أن بمقدوره أن يتخلص من إسرائيل ويحاول المساس بنا، سيكتشف القوة الفتاكة للجيش الإسرائيلي». وأضاف: «تصدر في هذه الأيام تهديدات صريحة لأمن إسرائيل وسلامة مواطنيها، هذه التهديدات تدل على تقديرات خاطئة عند أصحابها لقواتنا ولقدراتنا. إننا نقف على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه التهديدات، ومستعدون على امتداد حدودنا».

وكان أنديك، المعروف بقربه من الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد كشف أمس لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الإدارة لم تعد تصدق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، إيهود باراك، في تهديداتهما بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

وأضاف أنديك إن هذه الإدارة كانت تعتقد أن نتنياهو وباراك ينويان فعلا شن هجوم عسكري على إيران في أشهر الربيع القادم. ولكنها، بعد أن تابعت الأمور وراقبت طريقة التهديدات وما رافقها من تسريبات غير مألوفة لوسائل الإعلام، توصلت إلى قناعة بأن هذه التهديدات هي مجرد خدعة سياسية كبرى كان هدفها أن يهرع الجميع لتهدئة إسرائيل. وقد نجحت هذه التهديدات إلى حين، ولكن الآن لم يعد أحد يتأثر بذلك.

وسئل أنديك إن كان هناك أي احتمال لنجاح إيران في تطوير سلاح نووي ويتقبل العالم ذلك راضخا للأمر الواقع. فأجاب: «يمكن أن يكون مثل هذا الاحتمال بالنسبة للعالم. وأما بالنسبة للرئيس الأميركي الحالي، فالأمر غير ممكن. فهو ملتزم بشكل جدي في الموقف بمنع إيران من تطوير سلاح نووي. لأنه يدرك أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيضع حدا للانضباط القائم في العالم حول منع انتشار السلاح النووي وسيجهض كل الجهود للحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل».

واستبعد أنديك أن يستطيع الرئيس أوباما التفرغ للقيام بزيارة لإسرائيل من أجل تهدئة الأوضاع بين البلدين. وقال: «الرئيس معني بتهدئة الأوضاع. ولكنه يخوض معركة انتخابات على الرئاسة. والانتخابات في أميركا لا تدور حول قضايا السياسات الخارجية، بل إن الخبراء يجمعون على أن كل يوم يمضيه أحد المرشحين في الانشغال بالقضايا الخارجية، يعد إضاعة وقت هباء». كما نفى أنديك أن تكون إسرائيل قد تدخلت بشكل زائد عن الحد في الانتخابات الداخلية الأميركية، وقال: «حتى لو فعلت، فإن ذلك لن يؤثر على نتيجة الانتخابات».