السفير السوري لدى لبنان يرى أن ما يجري على الحدود يتناقض مع سياسة «النأي بالنفس»

نفى انشقاق الشرع وإصابة ماهر الأسد

TT

رأى السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي أن «ما يجري على الحدود بين لبنان وسوريا يعاكس تماما سياسة النأي بالنفس التي تتبناها السلطات اللبنانية تجاه الوضع في سوريا». واعتبر أن «ما يجري على الساحة اللبنانية وعلى الحدود السورية اللبنانية يستدعي معالجة سريعة ومسؤولة».

وأوضح عبد الكريم علي، في حديث لإذاعة «النور» التابعة لحزب الله، أن «هذا ما طالبت به سوريا منذ البدء، فتحصين الساحة اللبنانية يعني تحصينا للساحة السورية لأن هناك تكاملا، فهناك عائلات مشتركة وحدود متداخلة، واحتضان بيئة متطرفة ينعكس سلبا على البلدين معا وعلى الأمن الداخلي في لبنان». وقال: إن «ما يسمى بالحالات الإنسانية استغل ليكون ممرا لتزويد المتطرفين بالسلاح ولتهريب المسلحين ولاستقدام مسلحين من جنسيات عربية وأجنبية»، آملا «أن يكون التفكير بالمصلحة اللبنانية والمصلحة السورية ومصلحة أمن المنطقة هو المعيار، وليس البحث عن كلام التحريض وما إلى ذلك».

وعن تصريح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأنه في انتظار اتصال من الرئيس السوري بشار الأسد وتقويمه للعلاقة معه، قال: «المطلوب تحصين الوضع الداخلي اللبناني وتحصين الحدود ومنع تسريب السلاح والمسلحين وعدم الاستجابة للضغوط الدولية للتصويب على سوريا ولو أخذت أي عنوان من العناوين أكانت إنسانية أو إغاثية أو أي شيء آخر هناك علاقة أخوية تربط البلدين، هناك اتفاقات ناظمة لهذه العلاقة وسوريا حريصة على احترامها وعلى أفضل علاقة أخوية مع هذا البلد الشقيق. هناك تنسيق نرجو أن يبقى حارا ومستمرا على مستوى القيادات كلها وهذا فيه مصلحة لسوريا كما للبنان. أنا أظن أن النشاط المحموم الذي تقوم به الوفود الأميركية والأوروبية والضغوط التي تنشرها وسائل الإعلام اللبنانية والدولية تحمل هذا الجواب».

وردا على «الدعوات المتصاعدة والحملات ضده ودعوة فريق 14 آذار إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين»، قال: «هذه الحملات تحمل الردود بذاتها، من يعرف حجم التصعيد لإقامة العلاقات الدبلوماسية ويرى الآن التصعيد النقيض وخصوصا أن نشاط السفارة السورية في لبنان وسلوك السفير السوري في لبنان لم يقدم أي دليل على خرق دبلوماسي، أنا والسفارة أحرص البعثات الدبلوماسية على الالتزام بالأعراف الدبلوماسية انطلاقا من حرصنا على علاقة أخوية بين البلدين وعلى نجاح هذه العلاقة وعلى انعكاساتها الإيجابية لأن مصالح الشعبين متكاملة وأمن الشعبين يكمل بعضهما الآخر أيضا وبالتالي الكلام غير المسؤول بتقديري يجب عدم الرد عليه».

وعن تصويت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قمة مكة على تجميد عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، قال: «لم تصل الأمور دقيقة بالكامل كونه لم يجر التصويت بالمعنى المفروض، وما وصلني من تقارير حول قمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة أن هناك دولا كانت تتحفظ وتعترض. الصورة لم تصل واضحة في هذا الاتجاه ولكن الحكومة في لبنان أعلنت بلسان رئيسها وبلسان فخامة الرئيس وكل المقامات بأن هناك انتهاجا لسياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية وهذا نتمنى ترجمته عمليا لأن ما يجري انتهاك شبه يومي وأحيانا أكثر من يومي للحدود السورية بالمسلحين والنيران، وبالأمس سقط أربعة قتلى كانوا يقاتلون في داخل الحدود السورية من اللبنانيين، كل هذا يجب أن يترجم عمليا نأيا بالنفس وليس زجا ولا شراكة بالأذى والعدوان على سوريا».

وقال: «أن يأتي الصحافيون وأن يأتي الخبراء الغربيون وأن يأتي بعض المسلحين من جنسيات مختلفة تعبر الحدود وبعضهم يضبط ويعتقل وبعضهم يعترفون بأنهم قتلوا وذبحوا بالسكاكين وبالسواطير نراهم بعد فترة قصيرة يخلى سبيلهم وربما لا يتورع بعض المسؤولين اللبنانيين عن رفع الصوت في توفير الحصانة لهؤلاء ويعتبرونهم معارضين، مثل هذه الحقائق المقلوبة والتزوير المتعمد ليس نأيا بالنفس. طبعا أنا لا أتهم القيادة، فخامة الرئيس أو دولة الرئيس هم يريدون النأي بالنفس ولكن هذه الترجمة تقول عكس معنى النأي بالنفس. سوريا حريصة على أن تكون هنالك مراجعة دائمة ومنصفة لهذه الأمور لأنها حريصة على أمن لبنان لأن في ذلك مصلحة لسوريا ولكن أيضا حريصة على حقها وترفض أن تسمي الأشياء بغير أسمائها».

وعما أشيع حول انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ومقتل مسؤول عسكري كبير في إشارة إلى ماهر الأسد، قال: «هذه الحروب النفسية ناتجة عن صلابة الموقف السوري والنجاحات التي يحققها الأمن السوري والجيش السوري والشعب السوري في مواجهة هذه الحرب المدمرة التي تشارك فيها المخابرات الغربية والأميركية والخليجية وتتشارك فيها وسائل الإعلام التي تقلب الحقائق وتزورها وتعمد إلى التحريض وبث الفتنة».

أضاف: «إن النجاحات التي يحققها السوريون جيشا وشعبا وقيادة على المؤامرة والحرب الكونية هي التي تدفع إلى مثل هذه الفبركات والاختراعات، يعني نائب الرئيس الشرع موجود في بيته ويداوم في مكتبه وقد نفى مكتبه مثل هذه الإشاعات وبالتالي هذا الأمر يكررونه عندما يحتاجون إليه». وتابع: «النجاح الذي تحققه سوريا بصمودها وصلابتها وتماسكها الداخلي هو الذي أربك كل المخططات والرهانات ومنها بعض الرهانات في هذا البلد الشقيق الذي نتمنى له استقرارا وعافية وأمنا وسقوطا للرهانات لهؤلاء الذين ربطوا أنفسهم بمخططات خارجية نراها تتداعى وسوف تتداعى أكثر، فالوجهة يجب أن تبقى السيادة والكرامة والحفاظ على الأرض والتفكير بأن هناك أطماعا أميركية وصهيونية وغريبة تريد تمزيق المنطقة وتفكيكها لمصلحة عدو يتربص بالأرض وبالكرامة معا».