قلق حول صحافي أميركي في سوريا

وفرت كتاباته شهادات حية حول الحرب الدائرة في المدن السورية

المراسل الأميركي أوستن تايس (أ.ف.ب)
TT

قالت عائلة أوستن تايس، المراسل الصحافي الأميركي المستقل الذي كان يقوم بتغطية الأحداث في سوريا لصالح صحيفة «واشنطن بوست» وغيرها الكثير من وكالات الأنباء، يوم الخميس الماضي إنها فقدت الاتصال معه منذ أسبوع وإنها تشعر بالقلق على سلامته.

قام أوستن تايس، وهو طالب في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون يبلغ من العمر 31 عاما وخدم سابقا كضابط مشاة في سلاح مشاة البحرية الأميركية، بالعمل كمراسل صحافي في سوريا منذ بداية الصيف الجاري، حيث وفرت كتاباته، التي نشرت في صحيفة «واشنطن بوست» والصحف التابعة لشركة «ماك كلاتشي» وغيرها من وكالات الأنباء، شهادات حية حول الحرب الأهلية الدائر رحاها في سوريا.

وعقب دخوله إلى سوريا عبر الحدود التركية في شهر مايو (أيار) الماضي، قضى تايس بعض الوقت مع الثوار المسلحين في شمال سوريا، ثم سافر بعدها إلى دمشق في أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي، ليصبح بذلك واحدا من المراسلين الصحافيين الغربيين القلائل المتواجدين داخل العاصمة السورية. كان تايس ينوي مغادرة سوريا في منتصف شهر أغسطس (آب)، ولكن أفراد عائلته والمحررين الذين عملوا معه يؤكدون أنهم فقدوا الاتصال به منذ ذلك الحين.

أكد مارك وديبرا، والدا تايس اللذان يعيشان في هيوستن، في البيان الذي أصدراه: «نحن نتفهم شغف أوستن بتغطية الصراع الدائر في سوريا ونحن فخوران بالعمل الذي يقوم به هناك».

ساهم تايس بكتابة أكثر من عشرة مقالات في الصحف التابعة لشركة «ماك كلاتشي»، التي تمتلك 30 صحيفة أميركية، حيث نشرت صحيفة «واشنطن بوست» ثلاثا من هذه المقالات. ساهم تايس أيضا ببعض التقارير الإخبارية لشبكة «سي بي سي نيوز» الإخبارية وقناة «الجزيرة» الإنجليزية ووكالة الصحافة الفرنسية وخدمة الصور الخاصة بـ«ماكلاتشي تريبيون».

أعربت صحيفة «واشنطن بوست» عن قلقها حول سلامة تايس واعترفت بفضله في المساهمة بكتابة «التقارير الهامة على الأرض» في سوريا. قال ماركوس بروكلي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «واشنطن بوست» في بيان أصدره: «نقوم بالتركيز بصورة مكثفة على محاولة التأكد من مكان وجوده وضمان عودته سالما»، مضيفا: «أوستن هو صحافي موهوب وشجاع ساعد العمل الذي يقوم به في تشكيل فهم العالم لهذه الكارثة الإنسانية والسياسية».

أكد أندرس جيلينهال، نائب رئيس شركة «ماك كلاتشي» للشؤون الإخبارية، في بيان أصدره أن الشركة «تشعر بقلق عميق» حيال سلامة الصحافي وأنها طالبت وزارة الخارجية الأميركية بتقديم المساعدة في العثور عليه. أضاف جيلينهال: «يواجه الصحافيون أمثال أوستن المخاطر كل يوم لنقل الأخبار إلى بقية العالم. لقد كانت تغطية أوستن للأحداث الدائرة في سوريا قوية بشكل كبير وكشفت عن السبب الحقيقي وراء اعتبار هذا العمل أمرا حيويا».

قامت السفارة الأميركية في دمشق بتعليق أعمالها في شهر فبراير (شباط) الماضي، بينما تقوم السفارة التشيكية بتمثيل المصالح الأميركية في سوريا في الوقت الراهن. قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أصدرته إن المسؤولين الأميركيين «يعملون من خلال البعثة التشيكية التي تمثلنا في سوريا على الحصول على المزيد من المعلومات حول سلامة ومكان تواجد (تايس). وبالنيابة عن المواطنين الأميركيين، نعلن تقديرنا العميق للجهود التي تبذلها البعثة التشيكية».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»