خبراء سويسريون يصلون إلى الضفة لفحص رفات عرفات.. بوجود أرملته

سيبحثون عن آثار «البولونيوم» مشترطين عدم استخدام النتائج سياسيا

شرطي يقف بجانب قبر عرفات في رام الله (ا.ب)
TT

قال معهد الفيزياء الإشعاعي في المركز الطبي الجامعي في لوزان في سويسرا أمس، إنه سيبدأ في وقت قريب فحوصات مخبرية على رفات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعدما طلبت السلطة منه رسميا ذلك، وحصل على موافقة أرملته، سهى عرفات. ومن المقرر أن يتوجه خبراء إلى الضفة الغربية هذا الأسبوع، لبحث ترتيبات إخراج الجثمان وأخذ عينات من الرفات، لإجراء فحوصات حول أسباب محتملة لوفاة عرفات، من بينها فحص وجود آثار مادة البولونيوم في جسده.

وعمليا، لا توجد موانع لأخذ عينة من رفات عرفات، فقد وافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على ذلك، وأوعز بتسهيل أي مهمة وعمل من شأنه الكشف عن أسباب وفاة الرئيس الراحل، ووافقت عائلته، وطلبت الاستعجال، وأعطى مفتي البلاد فتوى دينية بالأمر. بل طلبت السلطة من المعهد في رسالة رسمية بداية الشهر الحالي إجراء فحوصات على رفات عرفات بعد إجرائه فحوصات على مقتنيات شخصية له أثبتت وجود البولونيوم بنسبة مرتفعه.

وقال الناطق باسم المركز، دارسي كريستن، إن المعهد ينتظر حاليا ردا خطيا ورسميا من محامي سهى عرفات، كي يتوجه الخبراء فورا للضفة.

وأكد المحامي مارك بونان في جنيف للتلفزيون السويسري أن أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل «أرادت هذا التحقيق وهي التي تدفع في اتجاه القيام به» وأضاف، «النتيجة هي أننا سنتوجه إلى رام الله، يجب أن نتمكن من الوصول إلى هناك الشهر المقبل». ورد كريستن، بعدما تلقى موافقة أرملة عرفات، «المسألة هي مسألة أيام فقط»، وأضاف أن «الخبراء سيذهبون في مهمة استطلاع للقاء ممثلي السلطة الفلسطينية، أولا على أن يجروا الفحوص لاحقا». ويريد المركز تنفيذ المهمة بأسرع وقت، وأوضح كريستن، «الوقت يضيق، لأن إمكان الكشف عن آثار البولونيوم يتراجع بمعدل النصف كل 138 يوما».

ووافق المركز على إجراء هذه الفحوصات بعدما تلقى ضمانات أن لا تستخدم أي نتائج لأغراض سياسية، وكان هذا شرطه الوحيد.

وتحقق السلطة في وفاة عرفات منذ أكثر من 8 سنوات، لكنها لم تعلن ولا في مرة عن أي نتائج توصلت إليها. وفي يوليو (تموز) الماضي، بعد تقرير بثته قناة «الجزيرة» القطرية، أظهر وجود مادة البولونيوم في مقتنيات لعرفات، كانت تحتفظ بها أرملته سهى، تعهدت السلطة بمتابعة الأمر من حيث انتهى التقرير التلفزيوني.

واعترفت السلطة لأول مرة الشهر الماضي بأن وفاة عرفات، كانت ناجمة عن مادة سمية غير معروفة، غير أنها لم تؤكد ما إذا كانت هذه المادة هي مادة «البولونيوم» التي اكتشفتها التحاليل المخبرية السويسرية في ملابس وأغراض عرفات أم لا. وقال الدكتور عبد الله البشير، رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في ظروف وفاة عرفات «الأعراض التي ظهرت على الرئيس الراحل تؤكد وفاته بمادة سمية، ولكن ليس بالضرورة أن تكون مادة البولونيوم المشعة» وأضاف «لا نستطيع أن نجزم بأن الأعراض التي مر بها الرئيس ناتجة 100 في المائة فقط عن مادة البولونيوم. إنها أعراض ليست مرضية؛ فقد يكون البولونيوم، وقد يكون مادة أخرى والنتائج ستظهر الأمر». ومن شأن الفحوصات التي سيجريها المركز السويسري حسم الأمر.

وكان عرفات قد توفي في مستشفى بيرسي الفرنسي في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، من دون إعلان سبب الوفاة، وتتهم أوساط في السلطة وفي عائلة عرفات المستشفى بحجب معلومات طبية.

ومن غير المعروف كيف ستستفيد السلطة من نتائج التقرير السويسري، إذ لا تملك أي معلومات حول مشتبهين بتسميم عرفات أو ما هي الطريقة.

وتقول السلطة إنه إذا ثبتت رواية التسميم، فإنه يعرف كيف توفي، لكن الآلية ومن يقف وراء ذلك يبقى مجهولا وبحاجة إلى مزيد من التحقيق. ولم تتهم السلطة ولو في مرة إسرائيل بشكل رسمي، غير أن قناعة شعبية واسعة لدى الفلسطينيين، بأن إسرائيل هي التي قتلته، ويلمح مسؤولون في السلطة إلى ذلك، ويحذرون اليوم من تكرار سيناريو التخلص من عرفات مع الرئيس الحالي عباس.