السلطات الليبية تعلن الاستيلاء على 100 دبابة وصواريخ من جماعة «انقلبت على الثورة»

روايات متضاربة حول هوية المجموعة التي كانت بحوزتها الأسلحة

TT

قالت مصادر وثيقة الاطلاع، إن مصادرة مائة دبابة من مجموعة، تضاربت المعلومات حول هويتها قرب ترهونة التي تقع جنوب شرقي العاصمة طرابلس على بعد 60 كيلومترا، يدخل في إطار عمليات تمشيط واسعة النطاق تقوم بها قوات الجيش والأمن الليبيين، وفق خطوة يشرف عليها شخصيا اللواء يوسف المنقوش، رئيس هيئة أركان الجيش الليبي. وأشارت المصادر التي كانت تتحدث مع «الشرق الأوسط» من طرابلس عبر الهاتف إلى أن وضع الخطة كان سابقا لاكتشاف هذه الأسلحة في معسكر يوجد في منطقة «سوق الأحد» قرب ترهونة، التي قالت وزارة الداخلية الليبية إنها كانت بحوزة مجموعة «انقلبت على الثورة».

وقالت المصادر إن هذه الخطوة تدخل في إطار عملية واسعة النطاق تهدف إلى تقفي أثر الأسلحة التي انتشرت في البلاد وتسربت إلى خارجها بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي في أكتوبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وتحاول السلطات الليبية بسط هيمنتها على جميع الأراضي الليبية، ويحظى هذا التوجه بعدم ومساعدات أميركية فرنسية بريطانية، وإخضاع مجموعات الثوار السابقين لسلطة الدولة، لكن هذه المحاولات تتسم بالبطء.

وأشارت المصادر إلى أن معلومات استخبارية غربية أفادت بأن أسلحة المجموعات المسلحة في شمال مالي جاءت من ليبيا، خاصة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وجماعة أنصار الدين التي يقودها إياد غالي الذي كان يوجد في ليبيا إبان فترة نظام العقيد معمر القذافي.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن استفادت من معلومات استخبارية غربية أدت إلى مصادرة الدبابات، على الرغم من أن المعلومات الرسمية في طرابلس تقول، إن تحقيقات حول تفجير سيارتين هو الذي أدى إلى اكتشاف وجود هذه الأسلحة.

وكان مسؤولون رسميون ليبيون من وزارة الداخلية الليبية، قالوا إنه إضافة إلى الدبابات استولت القوات الليبية كذلك على 30 صاروخا عند مهاجمة معسكر في ترهونة. وربطت وزارة الداخلية بين المجموعة التي كانت بحوزتها الدبابات والصواريخ وجماعة تعرف باسم «كتيبة الوفاء» وأحيانا «كتيبة الشهيد معمر القذافي» قامت بتفجير سيارتين في وقت متزامن في طرابلس في أول أيام عيد الفطر، وأدى الانفجار إلى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين. وانفجرت السيارة الأولى بالقرب من المباني القديمة للكلية العسكرية للفتيات، في حين انفجرت الثانية قرب مقر وزارة الداخلية. ويبدو أن الانفجارين كان القصد منهما قتل أكبر عدد من الناس لأنهم تزامنا مع وقت أداء الناس لصلاة عيد الفطر. وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن اشتباكات وقعت بين قوات الأمن في ترهونة، والمجموعة التي يعتقد أن لها علاقة بتفجير السيارتين المفخختين في طرابلس.

وجاء الإعلان عن مصادرة الدبابات والصواريخ خلال ندوة صحافية، وتحدث في تلك الندوة الصحافية عبد المنعم الحر المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا في وزارة الداخلية الليبية، وفي التفاصيل قال إن شخصا قد قتل في حين جرح آخرون لم يحدد عددهم خلال عملية اقتحام معسكر ترهونة التي جرت يوم الأربعاء الماضي. وقال الحر كذلك، إن 13 شخصا من بينهم قائد المجموعة القي القبض عليهم بما في ذلك قائد المجموعة ويدعى خالد إبراهيم القريض، لكن ثلاثة من أعضاء المجموعة فروا إلى جهة غير محددة.

وكانت المعلومات تضاربت حول هوية المجموعة التي بحوزتها الدبابات والصواريخ، إذ قدمت المصادر الرسمية روايتين تقول الأولى إنهم مجموعة ثوار انقلبوا ضد النظام، في حين قالت مصادر أخرى إنهم مجموعة موالية للعقيد معمر القذافي. وقال عبد المنعم الحر «نعتقد أنها كانت مجموعة تدافع عن ليبيا وثورتها، لكنها تحولت إلى النقيض». ولم يوضح ماذا يقصد بتعبير «النقيض».