تونس: «المؤتمر من أجل الجمهورية» يعقد مؤتمره الثاني في غياب المرزوقي وإقصاء السبسي

محمد عبو: ننتظر انطلاقة جديدة في مسار الحزب.. وإعادة هيكلته

TT

في غياب لافت للرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وفي ظل إقصاء حزب «نداء تونس» الذي يقوده الباجي قائد السبسي من دعوات الحضور، يعقد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ثاني أحزاب الترويكا الحاكمة في انتخابات المجلس التأسيسي (29 مقعدا بعد حركة النهضة الحاصلة على 89 مقعدا) مؤتمره الثاني الذي بدأ أمس ويتواصل على مدى ثلاثة أيام تحت شعار «ملتزمون». ويحضر المؤتمر الذي يحتضنه قصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية 168 نائبا أفرزتهم انتخابات المكاتب المحلية والجهوية التي جرت خلال شهري يوليو (تموز) الماضي وأغسطس (آب) الحالي، ومن المنتظر انتخاب أمين عام جديد ومكتب سياسي وترشيح وجوه جديدة لعضوية المجلس الوطني.

بشأن المؤتمر وما سيتمخض عنه من قرارات، قال محمد عبو المرشح الوحيد لمنصب الأمانة العامة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر سيمثل انطلاقة جديدة في مسار الحزب، وأضاف أن القيادات ستسعى في المقام الأول إلى إعادة هيكلة الحزب وتحديد صلاحيات كل طرف. كما ستعمل على توسيع صلاحيات المجلس الوطني للحزب في اتجاه سحب الثقة من أي عضو من أعضائه في صورة ارتكابه تجاوزات بهدف إعادة الهيبة إلى مؤسساته، وكذلك توسيع تركيبة المجلس من 60 إلى أكثر من 100 عضو. ويناقش المؤتمرون ثلاث لوائح أساسية تتمثل في لائحة «منوال التنمية» ولائحة «التشريع» ولائحة «السياسة العامة»، ومن المنتظر أن تسيطر على جلساته مجموعة من المحاور الأساسية على غرار الطبيعة الآيديولوجية للحزب والتحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، بالإضافة إلى طبيعة النظام الأساسي المناسب للواقع السياسي. في ذات السياق، وبشأن عدم حضور الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أعمال المؤتمر باعتباره مؤسس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، قال محمد عبو إن المرزوقي فضل عدم حضور فعاليات المؤتمر سعيا منه للحفاظ على نفس المسافة بين مختلف الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية، وقال إن «أثره السياسي والروحي في الحزب لن يغيب عن المؤتمر حتى بعد استقالته». وكان المرزوقي قد قدم استقالته من رئاسة الحزب قبل مباشرته مهام رئاسة الجمهورية وهو ما خلف تصدعات وصراعات بين بقية القيادات السياسية انتهت إلى مجموعة من الاستقالات وإلى انشقاق عبد الرؤوف العيادي أحد مؤسسي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وتكوينه حزب «حركة وفاء» وانتهت الصراعات بعقد الحزب مؤتمرا أول له خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي وانتخاب محمد عبو أمينا عاما جديدا للحزب.

وحول نية ترشيح حزب المؤتمر للمنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال عبو إن المرزوقي لا يزال يحظى بـ«الشعبية» بين التونسيين وهو يتصدر كل استطلاعات الرأي، ويضيف أن «المرزوقي قد أثبت خلال فترة توليه الرئاسة لمدة قاربت الثمانية أشهر أنه شخصية وفاقية وتونس في حاجة ماسة إلى شخصية وفاقية لا عدوانية».