باكستان: 15 قتيلا على الأقل في ضربة لطائرات أميركية من دون طيار

6 صواريخ استهدفت 3 مجمعات شمال وزيرستان

TT

أعلن مسؤولون أمنيون أن طائرات أميركية من دون طيار ق،صفت مجمعا لمسلحين أمس، مما أدى إلى مقتل 15 متمردا على الأقل في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان، قرب الحدود الأفغانية، بحسب حصيلة جديدة.

وجاءت الغارة الجديدة التي استهدفت قرية توندار في شمال وزيرستان، المنطقة التي تعد معقلا لتنظيم القاعدة، بعد يوم واحد من استدعاء باكستان دبلوماسيا أميركيا لإبلاغه باحتجاجها على هذه الهجمات التي اعتبرتها «غير قانونية». وأدت هذه الهجمات بالصواريخ إلى سقوط ثلاثين قتيلا على الأقل منذ بدء عيد الفطر. وتعتبر إسلام آباد أن هذه الهجمات تشكل انتهاكا لسيادتها الوطنية وتؤجج المشاعر المناهضة لأميركا لدى الشعب. وقال مسؤول أمني باكستاني كبير، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الطائرات من دون طيار أطلقت 6 صواريخ على الأقل، استهدف كل اثنين منها واحدا من 3 مجمعات. وأضاف: «حصيلة هجمات الطائرات الأميركية الثلاث بلغت 15 قتيلا على الأقل»، مصححا بذلك حصيلة أولى تحدثت عن سقوط 3 قتلى. وأكد مسؤول آخر هذه الحصيلة. وقال: «تلقينا معلومات مفادها أن الهجمات أوقعت 15 قتيلا وعددا من الجرحى»، موضحا أن عدد المتمردين الذين قتلوا قد يُعدّل مجددا. وذكر مسؤولون أن المنطقة التي استهدفت يستخدمها ناشطون في حركة طالبان باكستان المتحالفة مع شبكة حقاني وجماعة حافظ غل بهادور. وأكد مسؤول أمني ثالث الضربات، موضحا أنه لم يتم التعرف بعد على جثث القتلى. وقال: «نتلقى المعلومات تدريجيا من منطقة الضربات الجديدة، وهي جبلية وتغطيها غابات كثيفة». وتشكل منطقة القبائل الحدودية مع أفغانستان، لا سيما شمال وجنوب وزيرستان قاعدة خلفية لحركة طالبان أفغانستان، خصوصا شبكة حقاني. وتحاول باكستان والولايات المتحدة تجاوز أزمة خطيرة في العلاقات بينهما، نشأت العام الماضي إثر العملية الأميركية السرية التي قتل خلالها أسامة بن لادن، وغارة شنتها قوات حلف الأطلسي وراح ضحيتها 24 جنديا باكستانيا.

وتعتبر باكستان أن غارات الطائرات من دون طيار تأتي بنتيجة عكسية، وتنسف جهود الحكومة من أجل الفصل بين القبائل والمتمردين، وتنتهك سيادة باكستان، كما أنها تقتل مدنيين وتزيد مشاعر العداء للولايات المتحدة. لكن واشنطن لا تعتزم في الوقت الراهن وقف هذه العمليات الهادفة خصوصا إلى تجنب قيام عناصر طالبان ومقاتلي «القاعدة» بإعادة تجميع صفوفهم لشن هجمات، في أفغانستان أو الغرب.

وانتقد الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية، معظم أحمد خان غارات أمس. وقال: «نعتبر هذه الضربات غير شرعية وغير مثمرة». وأضاف أن «هذه الهجمات تنتهك أيضا سيادة ووحدة وسلامة أراضينا وتخالف القانون الدولي». وزار الجنرال ظهير الإسلام رئيس الاستخبارات الباكستانية واشنطن، مطلع أغسطس (آب) الحالي، حيث أجرى محادثات تركزت على هجمات الطائرات من دون طيار. وأكد خان أن باكستان تعمل مع القيادة الأميركية حول قضية هجمات الطائرات.

وقال: «نعمل على مقترحات كثيرة، ونأمل في التوصل إلى حل مقبول من الطرفين».

إلا أنه رفض كشف طبيعة المقترحات، قائلا إنه من الصعب تقاسم هذه المعلومات مع وسائل الإعلام.