شرطي إسرائيلي يصعق فلسطينيا وهو مقيد بالأغلال

استخدم مسدسا يطلق ضربات كهربائية بقوة 50 ألف واط

TT

شكا المواطن الفلسطيني ابن القدس الشرقية المحتلة، طلال سياد، 42 عاما، من اعتداء جنوني تعرض له في آخر أيام عيد الفطر، إذ ضربه شرطي إسرائيلي وأوقعه أرضا، وبعد أن قيد يديه بالأغلال وجه إليه خمس ضربات كهربائية متواصلة.

وروى سياد ما جرى له أمام دائرة الشكاوى ضد رجال الشرطة في وزارة القضاء الإسرائيلية، أول من أمس، مسندا شكواه بشريط فيديو مصور يوثق الاعتداء بشكل واضح، فقال: «توجهت يوم الثلاثاء الماضي، مع زوجتي وأربعة من أطفالي إلى حديقة الألعاب المائية (هميميديون) في القدس لنمضي وقتا للمتعة بمناسبة عيد الفطر. وشهدنا شجارا بين عدد من الشبان، لم تكن لنا أي علاقة به. ولكن عندما حضرت الشرطة، لاحظت أن أحد رجالها راح يرش وجه فتى فلسطيني بغاز الفلفل بشكل مبالغ فيه ويوجه له ضربات قاسية. فتوجهت، وكان يمسك بيدي ابني الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات، وقلت للشرطي إنه يقضي على الفتى. وطلبت منه أن يرحمه. فصرخ في وجهي قائلا: (انصرف من هنا وإلا فإنني سأفعل بك مثله). فأجبته بأن عليه هو أن يرحل من هنا، لأنه يكاد يرتكب جريمة قتل. فما كان منه إلا أن راح يهاجمني وأوقعني أرضا، غير آبه بالفزع الذي أصاب طفلي. وانقض علي سوية مع زميل له وقيدني بالأغلال. ثم وجه إلي ضربات كهربائية موجعة، كنت مع كل ضربة منها أشعر بزلزال يهز جسدي. ورحت أتقيأ. وأغمي علي. ولم يكتف بذلك، فعندما أفقت أخذني إلى المعتقل وفي الطريق وجه إلي ضربات إضافية».

وكان شاهد العيان على الاعتداء مواطنا عربيا من فلسطينيي 48. اسمه سعيد كبوب، 40 عاما، فقام بتصوير الاعتداء بكاميرا فيديو. فأكد رواية سياد قائلا: «لم يقترف الرجل أي ذنب. كل ما هناك أنه قال للشرطي إن الفتى الذي يضربه لم يكن شريكا في الشجار وإنه يضربه بشكل مبالغ فيه. فراح يوجه الضربات الكهربائية إليه، حتى كاد يقتله. فصرت أبكي ألما عليه. الصورة هزتني. الشرطة لدينا مقرفة ومتوحشة. إحدى الشابات التي شاهدت الحادث مثلي سقطت أرضا وأغمي عليها من الخوف ونقلت إلى المستشفى بسيارة إسعاف».

وأضاف كبوب: «لقد بلغت من العمر أربعين عاما وشاهدت في حياتي الكثير من الأمور الرهيبة. لكن مثل هذا المشهد لم أر في حياتي».

ونفت الشرطة الإسرائيلية هاتين الروايتين وادعت أن الشريط مفبرك ورفضت إعطاء اسم الشرطي لمحاكمته. وقالت: إنها وصلت إلى المكان بعد تلقي بلاغ بنشوب شجار بين عائلتين عربيتين من القدس الشرقية وكل ما فعله رجال الشرطة هو التفريق بين المتشاجرين لمنع سفك الدم. وقد واجهوا عدوانا من أشخاص كانوا يحرضون المتشاجرين، والرجل الذي يظهر في الشريط اعتدى بنفسه على رجال الشرطة.

وتبين لجمعية حقوق الإنسان الإسرائيلية «بتسيلم» أن الشرطي استخدم مسدسا للضربات الكهربائية من طراز «تيزر إم - 26»، الذي صنع في سنة 1999 ودخل إلى أجهزة الشرطة الإسرائيلية في سنة 2009. وتبلغ قوة ضربته الكهربائية 50 ألف واط. وهو يستخدم لشل حركة شخص مشبوه من أجل السيطرة عليه. ويحظر استخدامه بتاتا عندما يستسلم الشخص أو عندما يتم تقييده بالأغلال.