100 ألف فلسطيني من الضفة يعملون في إسرائيل ومستوطناتها

يضاهي عدد العمال قبل انتفاضة الأقصى

TT

كشف تقرير للإدارة المدنية في الجيش الإسرائيلي، التي تتولى شؤون الفلسطينيين في المناطق المحتلة من الضفة الغربية، أن عدد الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل حاليا يصل إلى 100 ألف عامل، وأن هذا العدد لا يشمل نحو 15 ألف تاجر ورجل أعمال يحملون تصاريح دخول إلى إسرائيل مدة كل منها سنة كاملة ليل نهار.

وجاء في التقرير أن ثمة 60 ألف عامل يحملون تصاريح عمل رسمية من إسرائيل بينهم 22 ألفا يعملون في المستوطنات القائمة في الضفة الغربية. وهناك 30 ألف عامل يعملون بشكل غير قانوني، لكن السلطات الإسرائيلية تغض الطرف عنهم، طالما أنه لا توجد أحداث أمنية ضد إسرائيل. وهناك 5 آلاف شخص آخر حصلوا على تصاريح عمل جديدة، و5 آلاف ينتظر صدور تصاريح لهم في الأيام القريبة المقبلة.

وللمقارنة، فإن عدد العمال الفلسطينيين الذين عملوا في إسرائيل بشكل قانوني قبل الانتفاضة الثانية (أي حتى سنة 2000)، بلغ 110 آلاف عامل، ما يعني أن إسرائيل تتبع سياسة جديدة في هذا الشأن.

وقال مصدر في الجيش الإسرائيلي لصحيفة «هآرتس»، أمس، إن هذه السياسة تطبق بشكل تدريجي وتترافق مع خطوات أخرى على الأرض تستهدف دعم الاقتصاد الفلسطيني في الضفة، منها دفع أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل من الجمارك على واردات السلطة الفلسطينية (في الشهر الأخير تم دفعها قبل الموعد لكي تستطيع السلطة الفلسطينية دفع رواتب الموظفين قبل عيد الفطر)، وأزالت الحاجز الشمالي لمدينة أريحا بعد 12 عاما من الإغلاق كما أزالت المزيد من الحواجز والإغلاقات أمام البلدات والقرى وسمحت لنحو 300 ألف فلسطيني بزيارة إسرائيل للاستجمام خلال أسبوع عيد الفطر.

ونفى الناطق بلسان الجيش أن تكون هذه خطوات ذات طابع أمني، لكنه قال «إنها ناتجة عن وضع أمني. فالاستقرار الأمني القائم حاليا في الضفة الغربية والتنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية، وما نجم عنه من انخفاض حاد في أعمال الإرهاب، جعلا إسرائيل مستعدة أكثر للانفتاح تجاه الفلسطينيين وإدخالهم في تجارب وتحديات أمنية جديدة».

ولفتت صحيفة «معاريف»، أمس، النظر إلى وجود لقاءات دائمة في الشهور الأخيرة بين مسؤولين كبار ميدانيين، إسرائيليين وفلسطينيين. وقالت: «في الوقت الذي تسود المفاوضات بين الطرفين حالة جمود تامة وتسود القطيعة بين الزعيمين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يدير مساعدوهما علاقات وثيقة واجتماعات دورية في تل أبيب ورام الله، ويسكت جميع المعارضين في الطرفين، من حماس في قطاع غزة إلى اليمين المتطرف في إسرائيل، على هذه اللقاءات، لأن الجميع مستفيد منها. فبفضل هذه اللقاءات يدخل إسرائيل نحو 30 ألف مواطن من قطاع غزة في كل سنة من أجل التجارة أو تلقي العلاج الطبي وعدد مماثل من الضفة الغربية، وبفضل هذا التنسيق يتجول المستوطنون بحرية ما بين تل أبيب والخليل».