رجال دين وناشطون شيعة يطالبون بالتضامن مع الشعب السوري

وقعوه باسم «شيعة عرب من أجل الحرية»

TT

أصدرت مجموعة من الناشطين في الطائفة الإسلامية الشيعة في لبنان بيانا عبروا فيه عن «دعمهم المطلق لكل الشعوب العربية التي تبحث عن حريتها بعد سنوات من القمع والظلم الممارس بحقها»، وشددوا على أن الطائفة الشيعة «لا يمكن إلا أن تكون مع المظلوم في وجه الظالم».

وجاء في البيان: «لو افترضنا أن الجمهور الشيعي تمكن من التعبير عن رأيه بحرية، فماذا يمكن أن يقول، بعيدا عن أساليب الترغيب والترهيب؟ سوف يجاهر بأنه يريد دولة مواطنة في لبنان، لا خائفة ولا مخيفة، ودولة جامعة مستقلة ومنفتحة على الجميع في العراق، ودولة ديمقراطية عصرية واصيلة بديلة في سوريا، بعدما فقدت سلطتها الحاكمة بالاستبداد المزمن والمجازر المتعاقبة، أهليتها للإصلاح، ويريد للعقلاء من السنة والشيعة في السعودية، حكاما ومحكومين، أن لا يكرروا تبادل الأخطاء والانفعالات، كما حصل سابقا.. ويريد حوارا جادا من أجل الإصلاح في البحرين وسوف يتساءل هذا الجمهور، عما إذا كان يناسب صورة الشيعة وسمعتهم التاريخية أن لا يمر نهر الحزن والغضب الإنساني الكربلائي بالحولة والتريمسة ؟».

وشدد البيان على أن «موقفا شيعيا معبرا عنه بقوة وحكمة ومحبة ورحمة واعتدال وتوازن، مع الشعب السوري، من شأنه أن يسهم بقوة، في تلافي الفتن الطائفية، في كل البلاد العربية، وخاصة في سوريا، حيث لم يعد هناك مجال لإخفاء الوقائع المقلقة والممهدة للفتنة، والتي يرتكبها أشقياء وأغبياء بثياب مذهبية مهلهلة وأدوات جريمة مسمومة». ورأى أن «الحريصين على الحفاظ على الصورة الحقيقية والمتوارثة للشيعة، باعتبارهم مكونا أصيلا وشريكا في أوطانهم، مدعوون إلى تصحيح المشهد، لجهة تظهير الموقف الشجاع والصحيح المتعاطف مع انتفاضات الشعوب العربية وحقوقها، من دون تفريق بين مستبد هنا أو هناك، وأن يعبروا بشجاعة عن موقف عقلاني، ثوري وواقعي، آخذين في اعتبارهم أن للشعب السوري حقا عليهم، كما هو حقهم عليه، وأن هذه اللحظة هي لحظة الوفاء بالحقوق، وهي لا تتحمل تأجيلا أو تسويفا أو صمتا أو تهربا أو تهورا، أو خضوعا لابتزاز السائد السياسي الشيعي بالقوة، والحافل باحتمالات الخطر على سلامة الوجود الشيعي والحضور الشيعي في أي حركة نهوض وطني، والمؤثر سلبيا على أمثالهم من مكونات الاجتماع الوطني في البلاد العربية.. هذه المكونات التي لا تقل مطالبتها بالانحياز النهائي للديمقراطية والتغيير، إلحاحا عن مطالبة غيرها، نفيا للشبهات التي تأتي من مواقف وخطابات تجير مكونات دينية بعينها لصالح الاستبداد من دون أن يكون ذلك مطابقا للواقع أو حائزا على رضا الجماعات المعنية بدورها الوطني وتاريخها في المشاركة وشوقها إلى الحرية والعدالة».

وإذ دعا البيان إلى «استيعاب بعض المواقف وتجاوزها من الطرف السوري وإلى إعادة النظر فيها من الطرف اللبناني المعني»، أكد أننا لن نفرط بالدم السوري، ونطالب بإطلاق سراح إخواننا المحتجزين تطبيقا لسد ذرائع الفتنة.

ووقع البيان 8 رجال دين شيعة، في مقدمهم السيد محمد حسن الأمين والسيد هاني فحص اللذان كانا أصدرا الشهر الماضي بيانا مشابها، بالإضافة إلى مجموعة من الناشطين في الشأن السياسي والاجتماعي.