اليمن: «الجوف» خارج سيطرة الدولة.. ومطالبات لحكومة الوفاق بتسلم المحافظة

زعيم قبلي لـ «الشرق الأوسط» : هدنة «مؤقتة» مع الحوثيين.. وإيران تتدخل في شؤوننا

جنود يمنيون بالقرب من ساحة التغيير التي لا تزال تشهد مظاهرات أسبوعية للمطالبة بإبعاد أقارب صالح من مناصبهم (إ.ب.أ)
TT

طالب عدد من الفئات القبلية والاجتماعية البارزة في محافظة الجوف اليمنية المحاددة للمملكة العربية السعودية، حكومة الوفاق الوطني في صنعاء، بتسلم المحافظة منها، وقالت هذه المصادر التي انضمت للثورة التي أسقطت نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح إنها تريد من حكومة الوفاق الوطني تسلم المحافظة التي لا توجد فيها أية مؤسسات للدولة اليمنية منذ أكثر من عام.

وعقد عدد من أعيان ووجهاء ومشايخ محافظة الجوف، أول من أمس، لقاء في عاصمة المحافظة مدينة الحزم لمناقشة أوضاعها، وقال الشيخ الحسن أبكر، رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي في المحافظة، إن مبررات عقد مثل هذا اللقاء ترجع إلى أنه «وبعد أن قمنا بإسقاط النظام في بداية الثورة بالمحافظة (مطلع عام 2011)، طالبنا الحكومة والثوار بتسلم المحافظة التي أسقطنا فيها النظام وأخرجنا المحافظ وقادة الألوية العسكرية وأجهزة الأمن منها والمعسكرات، وطالبنا باستبدال قوات من الجيش والأمن المنضمين للثورة بهم، ولكن لم يصلوا إلينا، حتى اللحظة».

وأكد الحسن أبكر أن محافظة الجوف اليمنية الواقعة إلى الشمال من صنعاء، يقوم أفراد من الثوار بإدارة شؤونها إلى الآن ويعملون على حفظ الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن هذه المحافظة التي عرفت بمشاكلها واقتتالها القبلي، باتت شبه آمنة في ظل غياب الدولة، وأن الصراعات والاقتتال القبلي توقفا منذ قرابة عام «ما عدا بعض الحوادث العرضية»، مؤكدا توقف أهم الصراعات والثأر القبلي بين كبرى القبائل في المحافظة وهما «همدان والشولان» اللتان لم يكن يمر يوم واحد على حدوث عمليات قتل متبادلة خلال العقود الماضية.

وكشف الزعيم القبلي، في تصريحاته لـ «الشرق الأوسط»، أن المواجهات التي دارت بين بعض القبائل والتيارات السياسية والحوثيين، العام الماضي، خلفت نحو 89 قتيلا، في طرف القبائل وحلفائهم، وقرابة 190 جريحا، مشيرا إلى هدوء المواجهات بين الطرفين إثر الهدنة التي أبرمت، وقال الشيخ الحسن أبكر: «التقيت الأستاذ محمد سالم باسندوة، رئيس حكومة الوفاق واللواء الركن علي محسن الأحمر قائد الجيش المنشق عن نظام صالح السابق، وطالبنا بأن يرسلوا ألوية عسكرية وشرطة إلى محافظتنا، ولم يرسلوا حتى موظفين أو محافظ، والمحافظ الأخير المعين من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، يحيى غوبر، يدير الأمور من العاصمة صنعاء ويتسلم هو وكافة مسؤولي المحافظة مستحقاتهم ومستحقات المحافظة من صنعاء بصورة طبيعية ولا يعملون شيئا».

وحول اللقاء الذي عقده مشايخ المحافظة، قال أبكر إنهم توصلوا إلى قرار بتحريك مسيرة إلى العاصمة صنعاء، لكنه أكد أنه جرى تأجيل المسيرة بعد اتصالات وضغوط من صنعاء وبالأخص من اللواء علي محسن الأحمر الذي قال إنه طالبهم بعقد مؤتمرهم، لكن دون اتخاذ إجراءات، وقال أبكر: «أجلنا المسيرة كي لا نضغط على الحكومة في الظروف الراهنة»، مؤكدا أنهم إذا لم ينظروا إليهم وإلى مطالبهم فسوف يصعدون إجراءاتهم «إلى حد أكبر مما يتصورون».

وكانت الجوف شهدت مواجهات عنيفة بين المجاميع الثورية التي تنتمي أغلبها إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي وجماعة عبد الملك الحوثي التي تسيطر على محافظة صعدة المجاورة، واتهم أبكر إيران بالوقوف وراء حركة الحوثيين ودعمها لهم في معاركهم وتحركاتهم في اليمن، وقال إن إيران داعم قوي للحوثيين وندعوها إلى أن «ترفع يدها عنا وتتركنا وحالنا، فنحن في بلد لا يحتمل الكثير من المشاكل، نحن متعبون ومنهكون وما تقوم به إيران سترتد انعكاساته عليها نفسها إذا استمرت في التدخل في شؤون اليمن، وسوف تتحول الناس إلى كراهيتها ومن ينتمي إليها ويناصرها».

واتهم أبكر عناصر جهاز الأمن القومي (المخابرات) وعناصر الحوثي في الجوف وغيرها من المحافظات بالسعي إلى حرب مذهبية وطائفية في اليمن، وأشار إلى أن الوضع الأمني في الجوف مستقر «أفضل مما كان عليه قبل الثورة، فلا تقاطعات قبلية أو نزاعات، و(الأمن القومي) هو من كان يغذي تلك الصراعات والاختلالات الأمنية»، وأكد أن رجال القبائل في المحافظة هم من يقومون بحماية المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية في ظل غياب الدولة.