وفد من مركز «روبرت كيندي» الأميركي يبدأ زيارة للصحراء لتفقد الأوضاع

وزير الإعلام المغربي: موقف المغرب لم يتغير

TT

بدأ وفد من مركز روبرت كيندي للعدالة وحقوق الإنسان تقوده كيري كيندي، ابنة السياسي الأميركي روبرت كنيدي، أول من أمس (الجمعة)، زيارته إلى مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، ومخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، حيث توجد قيادة «البوليساريو».

ومن المقرر أن يصدر الوفد تقريرا يتضمن ملاحظاته حول وضعية حقوق الإنسان في المنطقة عقب انتهاء الزيارة التي ستستمر حتى الجمعة المقبل.

وفي غضون ذلك، قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد سيلتقي مع ممثلي السلطات المحلية والجمعيات الحقوقية والمجتمع المدني، مشيرا إلى أن الوضع في مدينة العيون عادي جدا، ولا وجود لأي حصار أمني في المدينة بسبب الزيارة، وكل ما نشر بهذا الصدد عار من الصحة، وأضاف: «ما ننتظره من هذا الوفد وغيره من الوفود هو تقديم رؤية موضوعية غير منحازة سواء بالنسبة للوضع الداخلي في العيون أو في مخيمات تندوف، وهو ما سيمكن من إيجاد تسوية دائمة وحل سياسي لهذا النزاع المفتعل، والتمهيد لشروط إقامة حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، وهو المشروع الذي قدمه المغرب للأمم المتحدة عام 2007، ومنح مسلسل التفاوض مرحلة جديدة».

ونسب إلى كيري كنيدي قولها: «سيقوم وفدنا بتقييم وضعية حقوق الإنسان على الأرض، وذلك بالحديث مع نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان، والسلطات الحكومية، وبعض العائلات التي وجدت نفسها مقسمة بين الجانبين»، وأضافت: «نأمل إثارة الانتباه حول هذه المسألة، ودعم منح تفويض وصلاحيات لمراقبة حول حقوق الإنسان للبعثة الأممية (مينورسو)». وردا على سؤال حول موقف الحكومة المغربية من اعتزام الوفد الحقوقي دعم منح تفويض صلاحيات بعثة «مينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة، قال الخلفي إن موقف المغرب ثابت ولم يتغير، وهو ما عبر عنه في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن المملكة قامت بخطوات كبيرة في مجال إرساء حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية من خلال فتح فروع للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، كما أن زيارة الوفد الحقوقي لمدينة العيون تدخل في هذا الإطار.

من جهتها، قالت مصادر محلية بمدينة العيون لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد التقى، أمس، بنشطاء صحراويين أو ما يطلق عليهم «انفصاليو الداخل» وأبرزهم أميناتو حيدر وعلي سالم التامك.

وأوضح المصدر ذاته أن الوضع الأمني كان هادئا أمس، بيد أن حالة من الترقب تسود وسط المدينة، بعدما أشيع عن اعتزام تنظيم مظاهرات من قبل المؤيدين للبوليساريو. ومن المقرر أن تدوم زيارة الوفد للعيون ثلاثة أيام تنتهي غدا، ومن ثم يتوجه الوفد إلى مخيم تندوف.

وبالتزامن مع هذه الزيارة، بدأ سجناء صحراويون بسجن (لكحل) بمدينة العيون إضرابا عن الطعام لمدة 48 ساعة احتجاجا على ما وصفوه بـ«سوء المعاملة التي يتعرضون لها من قبل إدارة السجن»، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الصحراوية.

وفي موضوع ذي صلة، تعتزم عدد من الجمعيات المحلية والدولية تنظيم مسيرة للأطفال بعد غد بالرباط، للمطالبة بفك الحصار على الأطفال المحتجزين في مخيمات تندوف، و«تمكينهم من حقوقهم الحياتية في الكرامة وحقوق الإنسان».

وأفاد بيان لـ«الحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية» بأن المشاركين في المسيرة سيوجهون رسالة إلى كل من الجزائر والأمم المتحدة عبر سفارتيهما في الرباط.

تجدر الإشارة إلى أن المغرب ظل يطالب باستمرار إجراء إحصاء للاجئين الصحراويين عن طريق الأمم المتحدة، لكن الجزائر وجبهة البوليساريو ترفضان ذلك، ويقول المغاربة إن إحصاء اللاجئين سيبين أن الأرقام التي تتحدث عنها البوليساريو ليست صحيحة، ويتم تضخيم عدد اللاجئين من أجل الحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية من الدول والمنظمات الخيرية.

وضم الوفد الحقوقي في عضويته إلى جانب كيري كنيدي، كلا من ماري لولور وهي مديرة في منظمة «فرون لاين»، ومارغريت ماي ماكولي قاضية في المحكمة الأميركية لحقوق الإنسان، وإيريك سوتاس السكرتير العام السابق للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، وماريا دل رخوي عضو مجلس أمناء مؤسسة «خوسي سارماغو»، وماريالينا مارشي رئيس المركز الأوروبي لمركز «روبرت كيندي للعدالة وحقوق الإنسان»، وسيرافق الوفد كل من مارسيلا جونسلفيس وستيفاني بوستر من مؤسسة «روبرت كيندي».