دبلوماسيون غربيون: الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ترى تفتيش قاعدة بارشين غير مجد

وسط اتهامات لإيران بـ«تنظيف» الموقع استعدادا لزيارة المفتشين

TT

صرح دبلوماسيون غربيون بأن إيران قامت «بتنظيف» قاعدة عسكرية يشتبه في أنها أجرت فيها أبحاثا على الأسلحة النووية، لدرجة أنه يتوقع أن تسجل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع المقبل، في تقرير لها، أنه لا فائدة من تفتيشها.

وبذلت الوكالة عدة محاولات لدفع إيران إلى السماح لها بدخول قاعدة بارشين، كان آخرها في اجتماع فاشل في فيينا، أول من أمس، حيث تشتبه في إجراء تجارب على قنبلة نووية في تلك القاعدة. وتنفي إيران، التي تخضع لعقوبات غربية غير مسبوقة، وسط تزايد التكهنات بضربة إسرائيلية محتملة ضدها، سعيها للحصول على أسلحة نووية، ولكنها رفضت طلبات الوكالة زيارة الموقع لتفتيشه.

واتهمت دول غربية إيران بهدم أجزاء من القاعدة القريبة من طهران، وقالت الوكالة الدولية في مايو (أيار) إن النشاطات التي رصدتها الأقمار الاصطناعية هناك «يمكن أن تعيق قدرة الوكالة على القيام بعملية تفتيش حقيقية».

وفي الأول من أغسطس (آب)، نشر معهد العلوم والأمن الدولي الأميركي صورا من قمر اصطناعي تظهر «ما يبدو أنه نتيجة نهائية لعملية تنظيف وتبديل تربة». وأظهرت الصور التي نشرها المعهد على موقعه الجمعة مبنى يشتبه في أن تجارب تفجيرية جرت فيه تحت غطاء بلاستيكي وردي اللون، وهو ما قال دبلوماسيون غربيون إنه محاولة لإخفاء تلك الأنشطة عن الأقمار الاصطناعية. ووصف سفير إيران في الوكالة علي أصغر سلطانية، تلك الاتهامات بأنها «صبيانية وسخيفة وليس لها أساس».

وصرح دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، أول من أمس، بأن الوكالة تشعر بالإحباط لدرجة أنه من المتوقع أن تقول في تقريرها الدوري المقبل بشان إيران والمتوقع صدوره الأسبوع المقبل، أن زيارة موقع بارشين الآن لن تكون مفيدة. وقال: «أتوقع أن يقول التقرير: أنتم تقومون بتطهير الموقع، ويتضح ذلك من صور الأقمار الاصطناعية، وبصراحة عندما تسمحون لنا بالدخول، فإن عمليات التنظيف الكبيرة التي قمتم بها ستجعل دخولنا للموقع بلا فائدة».

وصرح دبلوماسي آخر بأنه من المنطقي أن تقول الوكالة الدولية ذلك «رغم أننا لا نعلم بصورة مؤكدة كيف سيعبرون عن ذلك في تقريرهم». وأضاف «نعتقد أنه لم تعد توجد أي قيمة كبيرة لزيارتنا موقع بارشين».

وقال الدبلوماسي الأول إنه نتيجة لذلك، وبعد فشل اجتماع الجمعة، فإن الدول الغربية قد تطرح مشروع قرار ينتقد طهران بشدة في اجتماع مجلس حكام الوكالة الذي يبدأ في العاشر من سبتمبر (أيلول). وتابع: «نحن لا نصل إلى نتيجة بسرعة.. علينا أن نوضح نتيجة فشل المحادثات بين الجانبين، وهو ذنب الإيرانيين».

وزار مفتشو الوكالة موقع بارشين مرتين في عام 2005، إلا أنهم يرغبون في زيارة الموقع مرة أخرى بعد ظهور معلومات جديدة. وعلى الرغم من أن محللين قالوا إن مواقع أخرى هي أكثر أهمية، إلا أن الوكالة الدولية ركزت على موقع بارشين لأن معلوماتها عن الموقع بعكس المواقع الأخرى، مصدرها الوكالة نفسها وليس أجهزة استخبارات خارجية. وقالت إيران إنها ستسمح للمراقبين بدخول الموقع، ولكن فقط في إطار ترتيب أوسع يحكم العلاقات بين إيران والوكالة الدولية، وهو ما يقول خبراء ودبلوماسيون إنه سيحد حقوق الوكالة في التفتيش إلى درجة غير مقبولة.

ويتوقع أن يقول تقرير الوكالة الذي سيصدر الأسبوع المقبل إنه على الرغم من الضغوط التي تتعرض لها إيران، فإنها تستمر في توسيع برنامجها النووي من خلال تركيب عدة مئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في مفاعل فوردو الواقع داخل أحد الجبال مما يجعل من الصعب قصفه.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس إن المشاركين في قمة دول عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية طهران سيتفقدون كثيرا من المراكز النووية والعلمية والصناعية الإيرانية للتعرف على آخر الإنجازات العلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. جاء ذلك خلال اجتماع عقدته لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني بحضور صالحي، حسبما ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية.