مصر تنفي مطالبة حماس بتسليم سلفيين ووفد من غزة للمشاركة في التحقيق باعتداء رفح

معاناة الغزيين العالقين في الخارج تتفاقم و«مصر للطيران» ترفض نقلهم للقاهرة

TT

نفى مصدر أمني مصري كبير الأنباء حول طلب السلطات المصرية من حكومة حماس تسليمها 3 فلسطينيين سلفيين ممن تتهمهم بالمشاركة في اعتداء رفح الذي راح ضحيته 16 من عناصر الأمن مطلع أغسطس (آب) الحالي. ونقلت وكالتا الأنباء الفلسطينية المستقلة «سما» والألمانية «دبا» عن المصدر قوله إن هذه الأنباء عارية تماما من الصحة لأنه لم يتم حتى الآن تحديد هوية أشخاص بعينهم ارتكبوا الجريمة، ولم يتم الطلب من حماس تسليم أي فلسطينيين حتى الآن.

وأوضح المصدر أنه سيتم الكشف عن هوية جميع المتورطين في الحادث في وقت لاحق كما وعد وزير الدفاع المصري اللواء عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته لسيناء مؤخرا. وأشار المصدر إلى أن عملية «نسر 2» مستمرة في ملاحقة ومطاردة منفذي الهجوم في سيناء وسوف تتواصل الحملة الأمنية إلى حين تطهير سيناء تماما من المجرمين والخارجين عن القانون.

من ناحيتها نفت وزارة الداخلية والأمن الوطني في حكومة غزة صحة ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية عن تورط ثلاث شخصيات من غزة في الهجوم المسلح الذي استهدف الجنود المصريين في سيناء. وقالت الوزارة في تصريح نشر على موقعها الإلكتروني مساء أول من أمس إن ما أوردته الوكالة الإسبانية عن مصدر أمني غير صحيح، مؤكدة عدم تصريح أي كادر من كوادر الوزارة بأي حديث أو تصريح بالخصوص. وطالبت الداخلية وسائل الإعلام: «بعدم التورط بما تقوم به بعض الجهات المغرضة بنشر أخبار مشبوهة لا صحة لها». ودعت الداخلية المقالة الوكالة الإسبانية للتأكد من صحة ودقة الأخبار من الجهات الرسمية المختصة.

وعلى صعيد ذي صلة أعلن القيادي في حركة «حماس» صلاح البردويل أن وفدا أمنيا من قطاع غزة غادر معبر رفح ليشارك الجهات الأمنية المصرية للتحقيق في جريمة سيناء، موضحا أنه تم تشكيل لجنة أمنية مشتركة من الحركة ومصر بهدف الوصول إلى مرتكبي الجريمة ومحاسبة المتورطين في الحادث. وأكد البردويل أن تشكيل اللجنة المشتركة لا تعني ضلوع فلسطينيين في الجريمة بل تأتي في إطار تأكيد التعاون بين الجانبين للحفاظ على أمن الحدود المصرية الفلسطينية. وشدد البردويل على أن المستفيد من هذه الجريمة هو الاحتلال الإسرائيلي متهما إياه بالوقوف خلف ترتيبها أو العلم المسبق بوقوعها، مشددا على أن ما يؤكد ذلك هو قرار إسرائيل إخلاء السياح الإسرائيليين من سيناء وعملية التمشيط المسبقة للحدود.

وأضاف البردويل: «أن العدو الإسرائيلي لم يرق له التواصل بين الفلسطينيين والمصريين بصورة إيجابية فأراد أن يعكر صفو هذه العلاقة بالوقوف خلف هذه الجريمة بصورة مباشرة أو غير مباشرة». وأشار إلى أن اتصالات مع مصر جرت عقب الحادث لإثبات موقف حماس من الجريمة التي استنكرتها وقامت على الفور بإغلاق منطقة الحدود والأنفاق والتعاطي مع إغلاق معبر رفح البري.

إلى ذلك، تواصلت معاناة المسافرين الغزيين جراء جريمة رفح. وعبر عدد من الأكاديميين والمواطنين الفلسطينيين العالقين في دول أجنبية وعربية عن غضبهم إزاء رفض شركات الطيران لا سيما «مصر للطيران» نقلهم من أماكن وجودهم إلى القاهرة ليتسنى لهم الوصول إلى معبر رفح البري، بسبب إغلاق المعبر من الجانب المصري.

وأوضح الدكتور ناجي الداهودي أستاذ الفيزياء المشارك بجامعة الأزهر أن شركة مصر للطيران في مطار فرانكفورت الألماني، منعته ومجموعة من أساتذة الجامعات الفلسطينية الذين كانوا في رحلات علمية إلى ألمانيا أول من أمس من ركوب طائرتها المتجهة إلى القاهرة، بحجة أن سلطات مطار القاهرة هي من أوعزت بهذه الأوامر لجميع خطوط الطيران.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية المستقلة «معا» عن الداهودي قوله: «لقد أكدنا للجميع أن معبر رفح مفتوح السبت حسب ما هو معلن على موقع وزارة الداخلية المقالة بغزة، إلا أن الإجابة كانت دائما بالرفض وأنه لا أوامر جديدة بهذا الشأن». وتابع الداهودي: «أوجه صرخة في وجه كل مسؤول فلسطيني أن هذه الإهانات المتواصلة والإذلال الممنهج لا يمكن السكوت عليه ويبدو أن سياسة العقاب الجماعي هي ليست سياسة الاحتلال الإسرائيلي وحده، بل أصبح الجميع بمن فيهم العرب والمسلمون يتعاملون معنا بها».