التضارب مستمر حول انشقاق الشرع.. ومصيره ما زال مجهولا

معلومات عن وصوله الأردن.. وزير الإعلام الأردني لـ «الشرق الأوسط»: نفينا وصوله أكثر من 6 مرات هذا الشهر

فاروق الشرع
TT

في وقت أعلن فيه التلفزيون السوري أن «هناك جهات تنشئ بريدا إلكترونيا وهميا باسم وكالة (سانا) وترسل خبرا كاذبا إلى بعض المواقع عن صدور مرسوم بإقالة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وهو أمر عار عن الصحة»، لا تزال المعلومات الصحافية من جهة والمعارضة من جهة أخرى، تحاول «فك شيفرة» غياب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في ظل غياب أي معلومات رسمية أو مؤكدة من شأنها أن تفيد بالخبر اليقين. وفي حين أعلنت قناة «العربية» أمس أن الشرع وصل إلى الأردن، لم ينف مصدر في المجلس الوطني السوري الخبر لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «المعلومات التي حصلنا عليها تفيد بأن الشرع وصل إلى الأردن لكن التأخير في الإعلان عن انشقاقه يعود إلى عدم تأمين خروج أفراد عائلته الذين لا يزالون موجودين لدى أقربائهم في الحراك في درعا، وهذا ما يجعل النظام يكثف من حملاته العسكرية على المدينة».

من جهته، لفت مصدر في الجيش السوري الحر إلى أن الشرع قيد الإقامة الجبرية وأصبح في خطر منذ أن أعلنت بنود المبادرة العربية فيما يتعلق بانتقال السلطة في سوريا لصالح نائب الرئيس السوري. في المقابل، وعلى الرغم من تأكيده على عدم وضوح مصير الشرع، أكد نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» «أنه لا معلومات أكيدة لغاية الآن عن مصير الشرع»، لكنه اعتبر في الوقت عينه «أنه لن يكون أمام الشرع وأمثاله الذين كانت لهم اليد الطولى في قتل المواطنين السوريين وتشريدهم مكان في صفوف المعارضة السورية، وهذا ما لن يقبل به لا الشعب السوري ولا الأطراف المعارضة على اختلاف توجهاتها».

وفي غضون ذلك، حذرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس وسائل الإعلام من التعامل مع بريد إلكتروني «وهمي» ورد باسمها يعلن صدور مرسوم رئاسي يقضي بإقالة الشرع «بعد هروبه إلى خارج القطر».

وذكرت الوكالة على موقعها أن «جهات مضللة» نشرت بريدا إلكترونيا باسم «سانا» وأرسلت «خبرا كاذبا ومفبركا» إلى بعض الوسائل الإعلامية في سوريا.

ولفتت الوكالة الرسمية إلى أن الخبر يتعلق بإقالة نائب الرئيس السوري «بعد هروبه إلى الخارج»، مؤكدة أن هذا الخبر «عار عن الصحة ولا أساس له». وأكدت أن عنوان هذا البريد «وهمي ومفبرك وليس لديها أي إيميل بهذا العنوان».

وحذرت الوكالة من استغلال البريد الإلكتروني الخاص بموقعها، وأشارت إلى أنها لا تقوم بإرسال أخبار عبر هذا البريد الإلكتروني، وأن لديها موقعا خاصا بالأخبار، «وهو المعتمد الرئيسي لنشرتها الإخبارية».

وكانت دمشق نفت الأسبوع الماضي نبأ انشقاق الشرع في بيان صادر عن مكتبه وبثته حينذاك الوكالة، وذلك بعد تداول معلومات تفيد بانشقاقه وفراره إلى الأردن.

وترأس الشرع في يوليو (تموز) 2011، أي بعد أربعة أشهر من اندلاع الحركة الاحتجاجية في البلاد، لقاء تشاوريا للحوار الوطني السوري شارك فيه نحو 200 شخصية تمثل قوى سياسية حزبية ومستقلة، إضافة إلى أكاديميين وفنانين وناشطين، بغياب المعارضة التي ترفض أي حوار في ظل استمرار أعمال العنف.

وفي الأردن، نفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة، أن يكون الشرع قد وصل الأردن.

وقال المعايطة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الخبر عار عن الصحة، وإن هذه الأنباء تأتي من باب الحرب الإعلامية بين الجانبين المتصارعين، مشيرا إلى أنه تم خلال الشهر الحالي نفي الخبر أكثر من ست مرات.

وأوضح المعايطة أنه «إذا كان الشرع قد وصل الأردن فإننا سنعلن عنه ولا يوجد هناك مبرر لإخفاء ذلك».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول اكتشاف خلايا نائمة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، قال المعايطة إن هذه الأخبار عارية عن الصحة، وترويجها نوع من الصبينة (الولدنة)؛ لأن اللاجئين القادمين من سوريا عبر الشريط الحدودي يتم تحويلهم إلى الأمن العام قبل إيداعهم المخيم.

وكانت السلطات الأردنية قد استحدثت مركزا أمنيا داخل مخيم الزعتري للقيام بالخدمات الأمنية للاجئين السوريين.

وبالنسبة للحدود الأردنية السورية قال إنها تعمل بشكل رسمي ومفتوح، ولكن حركة تنقل المسافرين عبرها ضعيفة جدا، مشيرا إلى تأثر حركة التنقل بالأحداث في سوريا.

وأعلن المعايطة أن العدد الإجمالي للاجئين السوريين منذ اندلاع أعمال العنف بلغ 170 ألف لاجئ، منهم نحو 14 ألفا في مخيم الزعتري في المفرق.

وقال المعايطة إن عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا الأردن الليلة قبل الماضية سجل رقما قياسيا منذ بدء الأزمة في سوريا، حيث وصل إلى 2324 لاجئا.

وأضاف المعايطة: «إن هناك تزايدا في أعداد اللاجئين السوريين الذين يدخلون إلى الأراضي الأردنية يوميا»، مشيرا إلى أن ذلك يشكل ضغوطا متزايدة على الأردن في شتى المجالات.

وأشاد المعايطة بالجهود التي تبذلها القوات المسلحة الأردنية في استقبال اللاجئين السوريين القادمين من خلال المنافذ غير الرسمية وتأمين الحماية لهم، وتقديم كل الاحتياجات الإنسانية لهم إلى حين نقلهم إلى أماكن وجودهم في المخيمات، لافتا إلى أن أعداد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم القوات المسلحة عبر المنافذ غير الرسمية تجاوز 55 ألف لاجئ منذ بداية الأزمة.

وأشار إلى أن هذه الجهود الإنسانية الكبيرة للقوات المسلحة الأردنية تأتي إضافة إلى دورها لوطني في تأمين سلامة الحدود وأمن الأردن والأردنيين.

ودعا المعايطة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى زيادة مساعدته للأردن الذي يتحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين.

يذكر أن عدد السوريين الذين لجأوا إلى الأردن والمسجلين لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصل إلى نحو 50 ألفا.

وفي شأن ذي صلة، ذكر شهود عيان في منطقة الرمثا الحدودية أن طائرة مروحية سورية عبرت الأجواء الأردنية مساء أول من أمس، وأن إطلاقا كثيفا للنيران تزامن مع تحليقها فوق مركز حدود الرمثا يعتقد أنه من قبل الجيش الأردني الذي تصدى لمحاولة توغلها داخل الحدود الأردنية.

ولفت الشهود إلى أن صوت الطائرة الذي بدا واضحا في حي البشابشة القريب من المركز الحدودي بدأ يتوارى بعد سماع إطلاق كثيف للنيران التي وصفت بأنها من عيار 500، حيث كان الشهود قد رجحوا أنه من طرف حرس الحدود في الجيش الأردني، وما لبثت أن لاذت الطائرة بالفرار.

وبحسب شهود العيان فقد أتبع محاولة الطائرة عبور الأجواء الأردنية سلسلة من التفجيرات داخل الحدود السورية بمنطقة درعا، سمع دويها بشكل واضح.

ولم ينفِ مصدر عسكري ما ذكر الشهود حول محاولة طائرة مروحية سورية عبور الأجواء الأردنية، لكنه أكد أن الإطلاق الكثيف للنيران كان مصدره من الجانب السوري باتجاه أهداف داخل الأراضي السورية، مرجحا أن تكون الطائرة قد ضلت طريقها وعادت من فورها باتجاه درعا، إذ لم يستبعد أن تكون هي من أطلق عيارات 500 على أراضيها.