أوباما ينتقد آراء رومني «المتطرفة»

رومني يشكك في أميركية أوباما

رومني المنافس الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية يصافح مؤيديه في إيداهو بينما يصافح الرئيس أوباما مؤيديه في كولمبوي أوهايو (أ.ب)
TT

صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن منافسه الجمهوري ميت رومني يحبس نفسه في «مواقف متطرفة» تجاه القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وأنه سيفرضها بالتأكيد إذا ما تم انتخابه، وذلك في محاولة منه للنيل من خصمه في أكبر لحظة سياسية يمر بها في حياته.

وفي حوار أجرته معه وكالة «أسوشييتد برس» أول من أمس، قال أوباما إن رومني يفتقر إلى الأفكار الجادة، ويرفض «الاعتراف» بمسؤوليات ما يتطلبه الوصول إلى الرئاسة، ويقدم حججا غير مطابقة للحقيقة يمكن أن تلازمه قريبا في المناظرات العلنية قبل الانتخابات المقررة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقد بدا الرئيس مصمما على مواجهة رومني قبل المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري، الذي من المقرر أن يبدأ أوائل الأسبوع المقبل، وجاء هذا الحوار الذي استغرق 25 دقيقة في إطار حملة يشنها فريق أوباما من أجل جذب بعض الأضواء قبل أن يقدم رومني نفسه أمام ملايين المشاهدين عبر شاشات التلفزيون يوم الخميس المقبل لإعلان قبول ترشيح حزبه له لمنصب الرئاسة.

وصور أوباما خصمه بأنه شخص تراكمت لديه أفكار بعيدة تماما عن الفكر السائد، ولم يعد أمامه أي مجال للتراجع عنها، وأضاف: «لا يمكنني أن أتحدث عن دوافع الحاكم رومني. كل ما يمكنني قوله هو أنه حبس نفسه في مواقف، مواقف متطرفة، تتفق كثيرا مع المواقف التي اتخذها عدد من الأعضاء الجمهوريين داخل مجلس النواب. وسواء كان يؤمن بتلك المواقف أم لا، فليس لدي أي شك في أنه سوف يحضر معه بعض الأشياء التي تحدث عنها».

وقدم أوباما كذلك لمحة عن الطريقة التي سيحكم بها إذا ما فاز بفترة ولاية ثانية لحكومة منقسمة، حيث قال إنه سيكون على استعداد لقبول مجموعة من الحلول الوسط مع الجمهوريين، واثقا من أن البعض سيفضلون إبرام صفقات عن أن يبقوا جزءا من «واحد من أقل مجالس الكونغرس إنتاجية في التاريخ الأميركي».

وجاء إدلاء أوباما بهذا الحديث إلى وكالة «أسوشييتد برس» قبل أن يتوجه مع أسرته لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي المنعزل الذي يقع وسط جبال ميريلاند. وذكر أوباما أن كل ما يؤمن به رومني حقا في الحياة يحتل مكانة ثانوية أمام الوعود التي قطعها رومني على نفسه أثناء حملته الانتخابية، وعند توضيح اتهامه بخصوص المواقف «المتطرفة»، استشهد الرئيس بدعوة رومني إلى تخفيض شامل للضرائب، قال أوباما إنه في الغالب سيساعد الأغنياء على حساب كل من عداهم وسيكلف البلاد 5 تريليونات دولار. وخص أوباما بالذكر معارضة رومني لتقديم تسهيلات ضريبية إلى شركات إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، وهي من نوعية القضايا التي يكون لها صدى سياسي كبير في ولاية تشهد معركة انتخابية محتدمة، مثل ولاية أيوا.

ولمح أوباما إلى قضية الإجهاض المثيرة للجدل، التي طفت مرة أخرى إلى السطح خلال الأيام القليلة الماضية بعد تصريحات السيناتور الجمهوري تود آكين.

وسعى أوباما أيضا إلى التشكيك في مصداقية رومني، مجددا الانتقادات التي وجهت إلى رومني برفض الإفصاح عن العائدات الضريبية. وقال إن موقفة كان مؤشرا على أنه مرشح يفتقر إلى الرغبة في تحمل ما تملية عليه وظيفته، فحتى الآن لم يفصح رومني سوى عن عائدات ضريبة لعام واحد، لكنه أوضح أنه سيعلن عن عام آخر.

بيد أن الحالة الاقتصاد لا تزال اللاعب الأبرز في هذه الانتخابات، ومن ثم هيمنت على رسالة أوباما بشأن إعادة إحياء الطبقة المتوسطة.

وقال أوباما الذي ورث اقتصادا يعاني من سقوط، ويتحمل الآن مسؤولية انتعاشة لا تزال ضعيفة «نقف الآن في موضع غير الذي كنا نطمح إليه، والكل يتفق معي في ذلك، لكن سياسات رومني ستزيد الأمور سوءا بالنسبة للطبقة الوسطى ولن تقدم أي إمكانية لفرص بعيدة المدى لأولئك الذين يجاهدون للدخول إلى الطبقة الوسطى».

وعبر أوباما عن ثقته في أنه حتى الناخبون الذين لم تتحسن أوضاعهم المعيشية خلال فترة رئاسته سيظلون على تأييدهم له لدى تقييمهم لكلا المرشحين.

وقال أوباما: «إذا رأوا أن رومني يقدم مقترحات جادة يمكن من خلالها مساعدة عائلات الطبقة المتوسطة، حينئذ يمكنني تفهم السبب وراء خيارهم، لكن هذا لن يحدث».

وتبدو وجهة نظر أوباما بشأن ديناميكية مختلفة لفترة رئاسية ثانية في واشنطن، على الرغم من استمرار سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، امتدادا لما سبق في ظل الأوضاع السياسية المتأزمة التي تعاني منها حكومة منقسمة. وقالت إن التغييرين (حقيقة أن الشعب الأميركي سيصوت وأن الجمهوريين لن يعودوا بحاجة إلى التركيز على التغلب عليه) يمكن أن يؤديا إلى ظروف أفضل لعقد الصفقات.

وقال أوباما: «إذا توافرت النية لدى الجمهوريين فأنا على استعداد للتفاهم حول نطاق كامل من التسويات»، قد تؤدي إلى إثارة الغضب داخل حزبه، لكنه لم يتطرق إلى تفاصيل هذه التسويات.

ونفى أوباما ما تردد على نطاق واسع وإن كان قد ظل متداولا داخل الدوائر الدبلوماسية أن الرئيس الذي يقاتل بشراسة في الانتخابات لا يخشى رومني، وقال أوباما «أنا لا أعرفه جيدا، لكن المناظرات الرئيسة التي ستجري بيننا يجب أن تتعلق بكيفية المضي قدما بهذه الدولة». في حين شكك المرشح الجمهوري ميت رومني في أن أوباما مولود في الولايات المتحدة، وأعاد إلى الأذهان حملة عدائية لأوباما كانت بدأت عندما ترشح لرئاسة الجمهورية في سنة 2008. تقول الحملة إن أوباما ولد في كينيا، وطن والده الذي كان طالبا في جامعة هاواي الأميركية عندما قابل وتزوج والدته الطالبة في نفس الجامعة. وتشكك الحملة في مصداقية شهادة الميلاد التي توضح أن أوباما ولد في هاواي.