قتيل في تجدد الاشتباكات وعمليات القنص في طرابلس والجيش يرد على مصادر النار ويطارد مطلوبين

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: الوضع الأمني هش.. ومناطق التوتر تعج بالمسلحين

TT

الهدوء الحذر الذي خيم على مدينة طرابلس، ولا سيما مناطق باب التبانة والقبة وجبل محسن، والتي كانت مسرحا للاشتباكات العنيفة طيلة أيام الأسبوع الماضي، خرقه أمس إطلاق عدد من القذائف الصاروخية والاشتباكات المحدودة وعمليات القنص، التي أدت إلى سقوط قتيل جديد.

وأفادت معلومات بأن عمليات القنص التي حصلت أمس في مناطق التوتر الساخنة، وإن كانت بشكل متقطع، أسفرت عن مقتل المواطن عادل عثمان برصاص القنص وتم نقل جثته إلى مستشفى سيدة زغرتا، في حين طال القنص جامع الناصري وشارع سوريا في منطقة التبانة، وهو ما أعاد أجواء التوتر والظهور المسلح إلى هذه المحاور، على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف، وتسيير الجيش اللبناني لدوريات مؤللة وراجلة وإقامة الحواجز العسكرية.

وفي تفاصيل اليوم الأمني في طرابلس، أفيد بوقوع اشتباك في منطقة الملولة بين مسلحين من منطقة التبانة وآخرين من جبل محسن، مما أدى إلى قطع الطريق الدولية مجددا التي تربط طرابلس بعكار والحدود السورية، وهو ما استدعى تدخلا سريعا للجيش اللبناني الذي رد على مطلقي النار من الجهتين، وعمل على تطويق الاشتباك. كما تبادل مسلحون إطلاق النار في سوق القمح وطلعة العمري، أتبعت بقنبلة ألقيت في الحارة البرانية في التبانة، أعقبها طلقات رصاص قنص عمل الجيش على وقفها وقام بمداهمات للبحث عن مطلقي النار، في حين سير دوريات في الأحياء والطرق الرئيسية والفرعية كافة في المناطق الساخنة وفي باقي أحياء مدينة طرابلس، وقام بتوقيف عدد من المطلوبين ممن اشتركوا بالقتال، في مناطق باب التبانة وجبل محسن والبقار والريفا والمنكوبين والملولة، وصادر كمية من الأسلحة.

وأفادت مصادر ميدانية في طرابلس بأن «الجيش يلاحق الخروقات الأمنية التي تحصل بين منطقة وأخرى، ويعمل على تعقب المسلحين ويداهم أماكن وجودهم». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع الأمني لا يزال هشا، وأن مناطق الاشتباكات لا تزال تعج بالمسلحين، خصوصا أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يترافق مع إجراءات تنظيف مناطق التوتر من المسلحين ونزع فتيل التفجير»، مشيرة إلى أن «الأهالي الذين هجروا منازلهم في باب التبانة والقبة والمنكوبين غير راغبين بالعودة إليها، لعدم وجود ضمانات أمنية بعدم تجدد القتال في أي لحظة».

بدوره، وصف مصدر أمني الوضع في طرابلس بـ«الحذر»، وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عوامل التصعيد ما زالت قائمة». وسأل المصدر «ما المبرر لعدم اتخاذ قرار سياسي حازم وحاسم بنزع السلاح من كل المناطق والأحياء، وجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح؟». ورأى أن «العلاجات القائمة حاليا ليست أكثر من مسكنات ربما ينتهي مفعولها بعد ساعات أو أيام قليلة؛ لتعود الأمور إلى ما كانت عليه الآن»، مشددا على أن «الحل ليس برفع الغطاء عمن يخرق وقف إطلاق النار، والدعوة إلى الضرب بيد من حديد، إنما بقرار قاطع من الدولة بنزع السلاح من الجميع وفي وقت واحد».

إلى ذلك، نفذت نقابات المهن الحرة في الشمال والفعاليات الاقتصادية وهيئات المجتمع المدني، اعتصاما سلميا مفتوحا دعت إليه بلدية طرابلس دفاعا عن أمن واستقرار المدينة، وتكريسا للعيش الوطني الواحد ضمن حملة «طرابلس مدينة آمنة ومستقرة»، وذلك في داخل باحة دائرة الهندسة في بلدية طرابلس.

وألقى رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال كلمة شدد فيها على أهمية «العيش تحت سقف الدولة وجناحها»، مستنكرا «ما يجري على أرض المدينة من انتهاك للكرامات وزهق للأرواح واعتداء على الممتلكات جراء التفلت الأمني الحاصل، وكأنه يراد لهذه المدينة أن تبقى دائما صندوق بريد للآخرين على المستويين الوطني والإقليمي»، مؤكدا أن «طرابلس ترفض أن يكون لها أجنحة عسكرية غير جناح الدولة اللبنانية»، مطالبا الدولة بـ«بسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كافة، لا سيما الشمال، وأن تقوم بدورها في حماية الممتلكات».