أنباء متضاربة عن اغتيال رئيس المخابرات الجوية بمكتبه في دمشق

الجيش الحر لم يؤكد ولم ينفِ.. ومستشاره السياسي اعتبر الخبر «تسريبا» لضرب مصداقية وسائل الإعلام المؤثرة

TT

تضاربت المعلومات أمس عن اغتيال مدير المخابرات الجوية في سوريا اللواء جميل حسن في مكتبه في دمشق. وبينما نقلت قناة «العربية» - عن مصادر مطلعة - تأكيدها أن كتيبة «أحفاد الرسول» التابعة للجيش السوري الحر في دمشق اغتالت اللواء حسن في مكتبه أول من أمس (السبت)، نفت القناة الإخبارية السورية الرسمية خبر اغتياله، مؤكدة أنه «على رأس عمله ويواصل مهامه بشكل اعتيادي».

وأفادت قناة «العربية» نقلا عن مصادرها أن كتيبة عبد الله بن مسعود من لواء «أحفاد الرسول» التابعة للجيش السوري الحر تقف وراء العملية، التي وصفتها المصادر بـ«النوعية».

ويتهم المعارضون اللواء حسن الذي يشغل منصب مدير المخابرات الجوية منذ عام 2009، بأنه متورط بشكل كبير في قمع الثورة السورية، وخصوصا في ضواحي مدينة دمشق ودرعا. ويعد واحدا من الأذرع الحديدية للرئيس السوري بشار الأسد، كما وصفه معارضون وناشطون سوريون في أكثر من مناسبة. كما أن المخابرات الجوية اتهمت قبل أشهر أنها قتلت مؤسس الجيش السوري الحر المقدم حسين هرموش المعتقل لديها.

في هذا السياق، أكدت 3 مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» عدم تبلغها رسميا بعد بخبر اغتياله. وأجمعت المصادر، وأحدها من دمشق، واثنتين من تركيا، على أنها لا تؤكد ولا تنفي الخبر، طالما أنها لم تبلغ رسميا بالعملية.

من جهته، رأى المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادا أن تسريب خبر كهذا في هذا التوقيت «يهدف إلى صرف النظر عن مجزرة داريا التي يتحمل العالم الحر مسؤوليتها كونه لم يردع النظام السوري عن قتل الشعب السوري من خلال قرارات حاسمة». وإذ شدد على غياب أي معلومات مؤكدة عن العملية، اعتبر في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «خلية الأزمة الإعلامية التي ابتكرها النظام، تعمل ليل نهار لضرب مصداقية وسائل الإعلام المؤثرة في العالم والمتضامنة مع الشعب السوري، عبر بث أخبار غير مؤكدة لصرف النظر عن بعض الأحداث المهمة، ومنها مجزرة داريا»، داعيا وسائل الإعلام المؤيدة للثورة السورية إلى «الحذر من التسريبات المشبوهة الهادفة إلى ضرب مصداقية القنوات المؤثرة بدورها».

وتتولى إدارة المخابرات الجوية، بحسب ناشطين، مهمة قمع الاحتجاجات منذ البداية، كما أن معظم الاعتقالات العشوائية وفرق الشبيحة كانت تحت تصرف اللواء حسن. وهي وكالة استخبارات سوريا، ويتداول السوريون معلومات تؤكد أنها واحدة من فروع المخابرات الأكثر قوة، نظرا لأهمية دور الرئيس السابق حافظ الأسد قائد القوات الجوية فيما مضى.

وذكر ناشطون أن الجهاز يتولى المهمات الخارجية، إذ طالما اعتمد الرئيس حافظ الأسد - ومن بعده بشار - على هذا الجهاز، خاصة عندما يخرج الرئيس في زيارة خارجية، إذ تقع على عاتق هذا الجهاز معظم المسؤوليات الأمنية في البلاد.

وذكرت «العربية» أن اللواء حسن «هو صاحب المقولة الأشهر حول الثورة السورية»، عندما قال للأسد «اسمح لي بقتل مليون متظاهر لأنهي الثورة، وسأذهب إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بدلا منك».

وعلى الرغم من اسمها، فإن دورها غير مقصور على الاستخبار على سلاح الجو، حيث قامت بدور نشط في قمع تمرد الإخوان المسلمين. أما اللواء حسن فقد حل محل عبد الفتاح قدسية في رئاسة مخابرات سلاح الجو في عام 2009. وتولى في وقت سابق منصب مسؤول الأمن في محافظة دير الزور، شرق سوريا.

وفي شهر مارس (آذار) الماضي، أعلنت المجموعة الأوروبية أن اللواء حسن متورط بقمع المتظاهرين المدنيين، وفرض عليه حظر سفر وجمدت أمواله.