ظهور «الشرع» في دمشق

بدا متجهما ولم يدل بأي تصريح

TT

بعد انتشار شائعات عن انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، بث التلفزيون السوري صورا ظهر فيها الشرع للمرة الأولى منذ عدة أسابيع، وذلك خلال استقباله في مكتبه الواقع في حي أبو رمانة وسط العاصمة رئيس لجنة الأمن الوطني والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي. وشوهدت سيارات دبلوماسية وأمنية تشغل الشارع حيث يقع المكتب، كما رأى مراسلون وجدوا في المكان الشرع يترجل من سيارته ويدخل مكتبه.

ويشار إلى أن آخر مرة شوهد فيها الشرع كانت في مراسم تشييع جنازة 4 من كبار مسؤولي الحكومة السورية ممن قتلوا في انفجار بالعاصمة دمشق، 18 يوليو (تموز) الماضي.

وفي الصور التي عرضها التلفزيون الرسمي وبعض القنوات الأخرى بدا على الشرع التعب والتجهم، ولم يدل المسؤول السوري بأي تصريح، في حين ذكرت معلومات صحافية في وقت سابق أن رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي سيلتقي، الأحد، الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم.

وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني سميح المعايطة نفى في تصريحات صحافية نشرت أن «يكون الشرع قد وصل إلى الأردن».

كما أن مكتب الشرع نفى نبأ انشقاقه وفراره إلى خارج الأراضي السورية في وقت سابق، مؤكدا أن الشرع موجود في دمشق، ويمارس مهام عمله، وقد تضاربت الأنباء بشأن انشقاق نائب الرئيس السوري، بعدما ذكرت مصادر صحافية أنه انشق عن حكومة الأسد، وقالت إنه موجود خارج سوريا بعد انتقاله إلى درعا برفقة 3 عمداء.. وأن القصف العنيف الذي تعرضت له بلدتا الحراك وداعل كان على خلفية إحباط عملية تهريب الشرع خارج البلاد لإعلان انشقاقه، إلا أن معلومات أخرى من مصادر في دمشق أكدت أن الشرع رهن الإقامة الجبرية، ولا يغادر منزله إلا بأمر من الرئيس بشار الأسد شخصيا، كما أنه مريض. مع الإشارة إلى أن الشرع يعاني من مرض قلبي منذ فترة طويلة، وسبق أن خضع لعمل جراحي قبل نحو 15 عاما. ويعتبر الشرع (ابن درعا) من السياسيين المقربين للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وشغل منصب وزير الخارجية منذ 1984.

وجاء ظهور الشرع لدحض شائعات انشقاقه غداة يوم شهد عنفا غير مسبوق، حيث قتل أكثر من 440 قتيلا 300 منهم في مدينة داريا في ريف دمشق، وقال ناشطون إن لجوء النظام إلى إظهار الشرع بعد تأخر أسابيع كانت فيه الشائعات تملأ وسائل الإعلام، للتغطية على المجازر المروعة التي ارتكبها النظام في مدينة داريا، ولشغل الرأي العام بقضية ثانوية، بينما يستمر بالقصف والقتل في عدة مناطق من البلاد من داريا ومحيط العاصمة إلى حمص والقصير ودرعا والحراك وداعل وحلب.