حماس «المحرجة» تقرر عدم مشاركة هنية في «عدم الانحياز» بعد نفي القمة توجيه دعوة له

طهران بررت بأن الدعوة وجهت من نجاد.. وعباس: لن نسمح لأحد بتمزيق تمثيلنا

TT

أعلنت حركة حماس أمس قرارها بعدم المشاركة في قمة دول عدم الانحياز بطهران بعد الإحراج الكبير الذي أصيبت به عندما أعلنت القمة أنها لم توجه الدعوة للحركة للمشاركة فيها، وذلك على خلفية الجدل بين رام الله وغزة حول الجهة التي ستمثل فلسطين في فعاليات القمة. وبررت طهران تغيير موقفها من مشاركة هنية لصالح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بأن الدعوة التي وجهت للأول كانت من قبل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد باعتباره «ضيفا خاصا».

وقال طاهر النونو الناطق باسم حكومة غزة إن «رئيس وزراء غزة إسماعيل هنية اعتذر عن المشاركة في قمة عدم الانحياز في طهران حتى لا تكون مشاركته مدخلا لتعميق الانقسام الفلسطيني والعربي والإسلامي حول القضية الفلسطينية». وفي تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قال النونو إن هنية «غلب المصلحة العليا للقضية وتحلى بالمسؤولية العالية»، مشددا على أن إيران «وجهت دعوة كريمة ومقدرة من الرئيس الإيراني لهنية للمشاركة في القمة». وأوضحت المصادر أن «عاملين رئيسيين كانا سببا في اتخاذ هذا القرار. أولهما الحرص على توحيد الصف الفلسطيني وعدم ترسيخ الانقسام، والحرص على عدم ظهور غزة وكأنها كيان منفصل عن الوطن». وجاءت هذه التطورات بعد أن نقلت وكالات الأنباء الإيرانية أمس عن محمد رضا فرقاني، المتحدث باسم اللجنة المشرفة على قمة دول عدم الانحياز، أمس، قوله إن الجمهورية الإسلامية لم ترسل حتى الآن، أي دعوة رسمية إلى رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية، نافيا بذلك إعلانا سابقا للنونو بأن الأخير مدعو إلى المؤتمر وسيحضره. وأضاف فرقاني أن «وحده الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعي إلى القمة» بوصفه الممثل الرسمي للكيان الفلسطيني الذي يعتبر أحد أعضاء حركة عدم الانحياز. وهدد عباس السبت بمقاطعة القمة إذا حضرها هنية، في بادرة جديدة على توتر العلاقات بين السلطة الفلسطينية وحكومة حماس. وكان النونو أعلن السبت أن هنية قرر حضور قمة دول عدم الانحياز بناء على دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وفي غضون ذلك أفادت مصادر مسؤولة في مطار القاهرة أمس أن وفدا فلسطينيا من قطاع غزة أنهى إجراءات سفره على الطائرة التركية المتجهة إلى إسطنبول ومنها إلى طهران للمشاركة في الفعاليات الشعبية التي تواكب اجتماعات المسؤولين الرسميين في الحركة.

وبينما لم تؤكد طهران أسباب تغيير موقفها من توجيه الدعوة لهنية فإنها بدت، بعد الإحراج الذي أصيب به أيضا، وكأنها تحاول التفريق بين الدعوات التي وجهتها الحكومة الإيرانية لحضور القمة وبين تلك التي وجهها المسؤولون القائمون على إدارة القمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أمس إن «السيد هنية تلقى دعوة باعتباره ضيفا خاصا فقط»، في إشارة إلى الدعوة التي تلقاها هنية من نجاد.

وبدوره، أكد وزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي، أن نظيره الإيراني ومسؤولا في الرئاسة الإيرانية، أبلغا القيادة الفلسطينية أن طهران لم تقدم أي دعوة لحركة حماس لحضور قمة دول عدم الانحياز. وقال المالكي لإذاعة «صوت فلسطين» أمس، إنه سيتوجه اليوم الاثنين إلى إيران ليشارك في اجتماعات وزراء خارجية دول عدم الانحياز.

أما الرئيس محمود عباس فسيشارك في اجتماع لجنة فلسطين في حركة عدم الانحياز في إيران، بعد أن تم إلغاء عقده برام الله جراء منع سلطات الاحتلال الإسرائيلية ممثلي الوفود المشاركة من الدخول إلى الأرض الفلسطينية، مشيرا إلى أنه سيتم تبني إعلان رام الله الذي يتضمن دعم توجه فلسطين للجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل صفة دولة غير عضو.

من ناحيته، قال الرئيس محمود عباس إنه «لن يسمح لأحد في العالم بتمزيق التمثيل الفلسطيني»، في إشارة إلى الدعوة التي وجهتها إيران لهنية لحضور قمة دول عدم الانحياز في طهران. وقال عباس خلال «مهرجان ياسر عرفات لدعم التعليم وتكريم المتفوقين في امتحان الثانوية العامة»: «نحن قادرون أن نحافظ على أنفسنا وكرامتنا». وأضاف: «نريد وحدتنا والعودة إليها وأن نتخلص من وصمة عار الانقسام بطريقة قانونية، ولدينا ما قدمناه وما أيدنا العالم فيه، وسنسير في هذا الخط ولن نيأس حتى نصل إلى الوحدة». وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها عباس إيران بوصفه رئيسا للسلطة الفلسطينية. ويزور قادة حماس إيران بانتظام التي تدعم الحركة. وكان مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خص هنية باستقبال حار في فبراير (شباط) لدى زيارته طهران وحذره من أي تسوية مع الفصائل الفلسطينية المعتدلة المستعدة لقبول قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.