الداخلية السعودية تكشف عن خليتين تابعتين للقاعدة في الرياض وجدة

القبض على 6 يمنيين وسعوديين اثنين والبحث عن آخرين لمعرفة علاقتهما بالتنظيم

المطلوب الأمني صالح السحيباني و علي ناصر عسيري
TT

كشفت السلطات الأمنية السعودية أمس عن إحباطها لخلية إرهابية جديدة في العاصمة السعودية تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، عملت على الدعاية للفكر التكفيري الضال، وتجنيد عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة، وأيضا الكشف عن خلية أخرى في محافظة جدة؛ حيث ألقي القبض على أحد عناصرها عمل على إعداد مواد كيميائية متفجرة وتجربتها. وكانت العملية التي أعلن عنها أمس المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية أسفرت عن القبض على اثنين من المواطنين السعوديين بالإضافة إلى 6 من عناصر الخلية، وجميعهم من الجنسية اليمنية، بينما دعت الوزارة السعودية اثنين من مواطنيها المتواريين عن الأنظار للمثول أمامها لإيضاح حقيقة موقفيهما؛ حيث تم إبلاغ ذويهما بذلك.

بينما جاء الكشف عن هذه المجموعة الإرهابية بعد أن تمكنت قوات الأمن من القبض على مواطن يتزعم هذه الخلية، والذي أدلى بمعلومات تفصيلية عن عناصرها ومخططاتها والتجهيزات التي عملوا على إعدادها، ومعرفات كانوا يتواصلون من خلالها مع التنظيم الضال، وآخرين ممن هم على شاكلتهم ومنها «الأسد الهصور» و«فارس المعركة» و«نمر الجهاد» و«أبو جندل اليماني».

وجاءت الرواية الرئيسية لوزارة الداخلية السعودية التي وردت على لسان المتحدث الأمني بالوزارة بالتأكيد على أن الجهات الأمنية المختصة رصدت وعلى مدى عدة أشهر أنشطة لعناصر مشبوهة لها اتصال بالتنظيم الضال في الخارج؛ حيث اتضح من المتابعة قيام هذه العناصر «بتشكيل خلية إرهابية في مدينة الرياض عملت على الدعاية للفكر التكفيري الضال، وتجنيد عناصر لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف رجال أمن ومواطنين ومقيمين ومنشآت عامة».

وأضاف المتحدث الأمني: أنه «بتكثيف المتابعة لهذه العناصر اتضح بلوغهم مرحلة متقدمة في السعي لتحقيق أهدافهم، بما في ذلك إعداد وتجهيز المتفجرات وتجربتها خارج مدينة الرياض، الأمر الذي أدى إلى إصابة أحدهم بحروق وبتر في أصابعه، كما عملوا على التواصل مع التنظيم الضال في الخارج تمهيدا للبدء في عملياتهم الإجرامية النوعية».

مبينا أنه «بتوفيق من الله فقد تمكنت قوات الأمن من القبض على مواطن يتزعم هذه الخلية والذي أدلى بمعلومات تفصيلية عن عناصرها ومخططاتها والتجهيزات التي عملوا على إعدادها، ومعرفات كانوا يتواصلون من خلالها مع التنظيم الضال، وآخرين ممن هم على شاكلتهم ومنها: (الأسد الهصور) و(فارس المعركة) و(نمر الجهاد) و(أبو جندل اليماني)».

مضيفا بأنه «نتج عن ذلك القبض على ستة من أعضاء هذه الخلية، وجميعهم من الجنسية اليمنية، وقد استكملت التحقيقات مع هذه العناصر وصدقت اعترافاتهم شرعا، كما تم تفتيش ثلاثة مواقع أحدها عبارة عن غرفة ملحقة بأحد المساجد في مدينة الرياض عثر فيها على مواد كيميائية تستخدم لتصنيع المتفجرات وجوالات مشرّكة لاستخدامها في التفجير عن بعد ووثائق ومبالغ نقدية تم التحفظ عليها».

وقال المسؤول الأمني بالداخلية السعودية «كما أنه وفي إطار التحقيقات القائمة على خلفية هذه الوقائع فقد تم العثور على روابط لهذه الخلية مع خلية أخرى في محافظة جدة ألقي القبض على أحد عناصرها وهو سعودي الجنسية عمل على إعداد مواد كيميائية متفجرة وتجربتها، وفقا لأقواله المصدقة شرعا، ولا يزال الموضوع محل المتابعة الأمنية».

وبين أنه «عطفا على ما تقدم، فإن الجهات الأمنية المختصة ترغب في استدعاء كل من المواطن صالح محمد عبد الرحمن السحيباني، والمواطن علي ناصر عبد الله آل عرار عسيري، المتواريين عن الأنظار لإيضاح حقيقة موقفيهما، وقد أبلغ ذووهما بذلك». وشددت وزارة الداخلية على كل من يعرف عنهما أي معلومات المبادرة للإبلاغ عنهما على الرقم 990 أو لدى أقرب جهة أمنية، وحذرت في الوقت نفسه «كل من يؤويهما أو يتعامل معهما من الوقوع تحت طائلة المساءلة النظامية».

وكانت السعودية شهدت في أواخر يوليو (تموز) من العام الماضي محاكمة لامرأة عضو في تنظيم القاعدة، وجه الادعاء العام في السعودية لائحة اتهامية لأخطر نساء التنظيم في السعودية، التي تم الإعلان عن القبض عليها في مارس (آذار) 2010، ضمن مجموعة خلايا يبلغ قوامها 113 شخصا.

أما في الرابع عشر من أبريل (نيسان) من العام الحالي فقد نظرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، في الدعوى المرفوعة من الادعاء العام ضد 21 متهما سعوديا ومتهم واحد من البحرين، وجهت لهم تهم اعتناق المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، والانضمام إلى خلية إرهابية داخل البلاد تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة «يوسف العييري»، ودعم وتمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية، والاستعداد للقيام بأعمال إرهابية، وتشكيل الخلايا الإرهابية والتجنيد لها، وتدريب المجندين على القتال وطرق استخدام أجهزة الاتصال والأسلحة الحربية بقصد الإفساد، وإيواء أشخاص مطلوبين أمنيا ونقلهم وإخفائهم، ومقاومة رجال الأمن مقاومة مسلحة، وحيازة الأسلحة وذخائرها والاتجار فيها من دون ترخيص بقصد الإفساد، وإقامة وتجهيز معسكر للتدريب في منطقة برية، والخروج إلى مواطن القتال والفتنة، والمشاركة في القتال والتدرب على الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمهارات القتالية.

واكتسب الجهات الأمنية السعودية المختصة خبرة كبرى في كشفها وإحباطها لكثير من العمليات الإرهابية التي تستهدف داخل المملكة وخارجها، وتجلى ذلك في الثامن من مايو (أيار) عندما أعلنت السلطات الأميركية أنها أحبطت مخططا أعد له تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» المتمركز في اليمن لتفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى الأولى لمقتل أسامة بن لادن؛ حيث أكد تلفزيون «سي إن إن» على لسان مسؤولين في الاستخبارات الأميركية طلبوا عدم نشر أسمائهم أو وظائفهم: أن بداية كشف المخطط كانت معلومات من السعودية، عندما قام عميل متخف أفشل المخطط، بعد أن تمكن من إخراج العبوة الناسفة المعدة لهذا الغرض من اليمن، وسلمها إلى عاملين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في السعودية، بينما يأتي الكشف عن هذه الخلية في الرياض وجدة في إطار الحرب التي تشنها المملكة على الإرهاب بلا هوادة في مختلف الصعد.