الإفتاء المصرية وشيوخ بالأزهر يحتجون على هدم أضرحة تاريخية في ليبيا

قيادات دينية قالت إنها أفعال ناتجة عن أفكار منحرفة واعتقادات باطلة

TT

أدان علماء دين في مصر الاعتداء على أضرحة تاريخية في ليبيا. وبينما استنكرت دار الإفتاء المصرية بشدة تفجير ضريح ومسجد «العارف بالله عبد السلام الأسمر الشريف الحسني» والمكتبة الأسمرية في بلدة زليتن، و«ضريح العارف بالله أحمد زروق» وهما من كبار علماء المسلمين ومن أولياء الله الصالحين. وقال علماء أزهريون إن «مثل هذه الأفعال نتيجة لأفكار منحرفة واعتقادات باطلة وتوهمات لا أساس لها». وكان إسلاميون متشددون قاموا بهدم جزء من ضريح ولي يستخدمه الناس كمزار للتبرك في العاصمة الليبية طرابلس أول من أمس (السبت) وذلك بعد يوم واحد من هدم أهم ضريح في مدينة زليتن غرب ليبيا.

واستنكر الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية برئاسة الدكتور حسن الشافعي، كبير مستشاري شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الهجمات الشرسة على أضرحة ومساجد الأولياء خصوصا الاعتداء الآثم على جامع وجامعة وضريح العارف الرباني عبد السلام الأسمر الشريف الحسني، قائلا: «الأمة كلها اتفقت على فضله وتعد جامعته بزليتن أقدم الجامعات الإسلامية بأفريقيا». وأضاف الدكتور الشافعي في بيان له أمس (الأحد) أن «مثل هذه الأفعال ليست إلا نتيجة أفكار منحرفة، واعتقادات باطلة، وتوهمات لا أساس لها من الصحة؛ إلا في عقول مرتكبيها المظلمة، التي تتهم الأمة في دينها وتلصق بهم خرافات يتبرأ منها كل مسلم».

وأهاب الشافعي بجميع المؤسسات الإسلامية وعلى رأسها الأزهر الشريف بمصر، والزيتونة بتونس، والقرويون بالمغرب، أن يتخذوا كل التدابير لحماية تراث الأمة من هجمات الجاهلين واعتداء الآثمين، وأن يقفوا صفا واحدا في مواجهة هذا الفكر المنحرف ومواجهته بكل الوسائل الشرعية الممكنة.

من جانبه، قال محمد مهنا، عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر، أمين عام الاتحاد: «لا شك أن هذه الاعتداءات من شأنها توسيع هوة الشقاق بين المسلمين وبث روح الاختلاف والتنافر، ولا تصب إلا في مصلحة أعدائهم»، مضيفا: «الشرع الحنيف نهى عن نبش قبور المسلمين وحرم الاعتداء عليهم أحياء وأمواتا».

وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان لها أمس: «إن ما قام به مجموعة من خوارج العصر، هي فعلة شنعاء، يسعون بها في الأرض فسادا، وتهديمًا لبيوت الله ومقدسات المسلمين، وانتهاكًا لحُرُمَات أولياء الله، وتحريقًا للتراث الإسلامي ومخطوطاته، ومحاولة لإسقاط أهل ليبيا في الفتن الطائفية والحروب الأهلية».

ووصفت دار الإفتاء تلك الممارسات بأنها ممارسات «إجرامية جاهلية لا يرضى عنها الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أحد من العالمين»، مؤكدة أنه يجب على كل مسلم غيور أن يتصدى بكل ما أوتي من قوة لهذه الممارسات الإجرامية؛ قولا وفعلا حسبما يقدر عليه في ذلك.