عالم الأزياء بين الـ«آرت ديكو» والـ«باروك»

المصممون يشركون الفن في الموضة

TT

بدأت العلاقة بين الموضة والفن منذ العشرينات، منذ أيام المصمم بول بواريه ثم إلسا سكابيريلي والسيد كريستيان ديور وغيرهم ممن صادقوا أمثال سلفادور دالي وكوكتو وتعاونوا معهم. هذه العلاقة لم تتوقف واستمرت منذ أيام إيف سان لوران في السبعينات، إلا أنها في المواسم الأخيرة أصبحت أكثر ديمقراطية بعد أن انتقلت من عروض الأزياء إلى شوارع الموضة. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى تراجعت هذه الحركة لصالح الـ«آرت ديكو» بعد أن سئم الناس البساطة والخطوط المحددة. كانت هذه الفترة متعطشة إلى الزخارف والألوان المتوهجة والحياة المترفة، الأمر الذي تجسد في المباني وشتى الفنون، بما في ذلك الأزياء والإكسسوارات. ثم دخلت هذه الحركة عالم الموضة في عام 2008، ولم تتزحزح عن مكانتها حتى الآن وإن شهدت أوجها هذا الصيف. ما يثير في الأمر أن هذه الحركة التي ولدت في العشرينات من القرن الماضي، وعاشت في بداية الثلاثينات، واحدة من كبرى الأزمات المالية العالمية، مما يجعل تزامن ظهورها مرة أخرى في عام 2008، ومع اندلاع أزمة اقتصادية عالمية أخرى، مثيرا للتساؤل. هل أعادها المصممون كوسيلة هروب من الواقع الكئيب؟ أم هي مجرد هروب من التصاميم المحددة التي تعقد الحياة أكثر مما هي معقدة؟ أم هي فقط رغبة في السفر إلى حضارات بعيدة مثل مصر القديمة أو الأزتيك لإضفاء البهجة على النفس من خلال الألوان والزخرفات؟ سواء كان هذا أو ذاك أو مجرد صدفة، فإن الواضح أن جماليات هذه الحقبة شكلت منجما للكثير من المصممين، الذين استلهموا منها خطوطا هندسية وألوانا متوهجة براقة ترجموها في تصاميم تتراقص حينا على إيقاعات الجاز وتستند حينا آخر إلى المكعبات وفن العمارة والزخرفات التي لا دور لها سوى الزينة والبريق وذلك الإحساس بالترف والتميز. ما أدركه المصممون في العشرينات من القرن الماضي أن الناس يتوقون للانعتاق من حالة البؤس والمآسي التي عاشوها خلال الحرب العالمية الأولى.