بروجردي من دمشق: أمن سوريا من أمن إيران.. وصالحي يعلن استعداد طهران مجددا لاستضافة المعارضة السورية

الأسد: ما يجري في سوريا ليس موجها ضدها بل ضد المنطقة بأسرها

الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي في دمشق أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي التقى فيه رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وشدد على «المصالح المشتركة بين سوريا وإيران» وأن «أمن سوريا من أمن إيران»، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال استقباله وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية، في طهران، على استعداد إيران لاستضافة المعارضة السورية.

وقال الأسد عقب لقائه مع بروجردي أمس إن «ما يجري في سوريا ليس موجها ضدها، بل ضد المنطقة بأسرها التي تشكل سوريا حجر الأساس فيها»، مشيرا إلى أن «الشعب السوري لن يسمح لهذا المخطط بالمرور والوصول لأهدافه». وأكد أن «سوريا ثابتة في نهجها المقاوم، مهما كان حجم التعاون بين الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية لثنيها عن موقفها»، فيما أكد بروجردي أن سوريا «ستخرج منتصرة من أزمتها، فيما ستبوء محاولات وإجراءات كل الدول المعادية لها بالفشل»، معتبرا أن تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي «حركة انفعالية».

وشدد بروجردي بعد لقائه الأسد على «المصالح المشتركة بين سوريا وإيران»، مؤكدا، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، «دعم بلاده لسوريا حكومة وشعبا، ومواصلة التشاور بخصوص أية مبادرات تطرح للخروج من الأزمة». وأضاف: «كما عانت إيران من الإرهاب وتجاوزت هذه المرحلة الصعبة، فإن سوريا قادرة على ذلك لأنها وإيران كالفولاذ الصلب، ولن تستطيع القوى الخارجية مهما بلغت مؤامراتها النيل من دورها المقاوم في المنطقة».

ووصل المسؤول الإيراني إلى دمشق صباح أول من أمس، والتقى عددا من المسؤولين السوريين، وذلك قبل أن يلتقي أمس وزير الخارجية وليد المعلم قبل لقائه مع الرئيس الأسد، ثم التقى نائب الرئيس فاروق الشرع. وبعد لقاء وزير الخارجية وليد المعلم، قال بروجردي إن «أمن سوريا من أمن إيران.. وعلى هذا الأساس، كنا وسنكون إلى جانب الإخوة السوريين».

من جانبه، قال المعلم إن دمشق لن تطلق مفاوضات مع المعارضة إلى حين «تطهير» البلاد من «المجموعات المسلحة»، مشيرا إلى أن الشرط لأي مفاوضات سياسية هو «وقف عنف المجموعات المسلحة وصدور إعلان يتضمن رفض أي تدخل عسكري خارجي في سوريا». وتأتي زيارة المسؤول الإيراني أثناء الاجتماعات التحضيرية لقمة «دول عدم الانحياز»، المزمع عقدها في طهران يومي 30 و31 أغسطس (آب) الحالي.

وقالت مصادر إيرانية في دمشق إن زيارة بروجردي إلى دمشق تأتي في إطار زيارات يقوم بها مسؤولون إيرانيون للترويج للمبادرة الإيرانية لحل الأزمة في سوريا، حيث تعتزم إيران تقديم اقتراح على هامش قمة عدم الانحياز لحل الأزمة السورية، غير أنها لم تكشف عن تفاصيل هذا الاقتراح بعد. إلا أن المصادر أشارت إلى أن «المبادرة الإيرانية جدية، وتقوم على التأكيد على الحوار الوطني الداخلي ووقف نزف الدم ورفض التدخل الخارجي».

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن بروجردي كان التقى السبت رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام، وبحث معه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، و«أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وتستهدف أمنها واستقرارها ودورها المقاوم في المنطقة». ونقلت الوكالة عن بروجردي عقب لقائه اللحام أن بلاده «لن تدخر جهدا في المحافل الدولية في الوقوف إلى جانب سوريا للخروج من الأزمة، وهو ما جرى من خلال العديد من لقاءات المسؤولين الإيرانيين» خلال الفترة الماضية.

وأكد المسؤول الإيراني أن سوريا «ستخرج منتصرة من أزمتها، فيما ستبوء محاولات وإجراءات كل الدول المعادية لها بالفشل»، معتبرا أن تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي «حركة انفعالية»، بحسب الوكالة السورية.

وتعد زيارة بروجردي هي الثانية لمسؤول إيراني هذا الشهر، بعد تلك التي قام بها سعيد جليلي مبعوث المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي لدمشق في 8 أغسطس الحالي، والتقى خلالها الأسد.

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال استقباله وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، استعداد إيران لاستضافة المعارضة السورية. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن صالحي بحث خلال استقباله أمس حيدر العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، خاصة الأزمة السورية وسبل تحقيق الاستقرار المستديم.

وأشار صالحي في اللقاء إلى السياسة المبدئية لإيران في المساعدة على حل قضايا المنطقة، مؤكدا على مواقف طهران لعودة الاستقرار إلى سوريا عبر الطرق السلمية. وتطرق إلى خطة المبعوث الدولي السابق كوفي أنان، المكونة من ستة بنود، ومبادئ بيان اجتماع طهران حول القضية السورية، موضحا أن مشكلة سوريا قابلة للحل فقط عن طريق الحوار.

وشدد على ضرورة وقف العنف وبلورة آلية لتحقيق مطالب الشعب، وإيجاد حوار بين النظام والأحزاب والتيارات السياسية، والمساعدة في عملية المشاركة السياسية لجميع القوى والأحزاب، والمساعدة على إجراء الحوار الوطني لتحقيق المصالحة الوطنية بوصفها سبيل تحقيق الاستقرار المستديم في سوريا. وأعلن مجددا استعداد إيران لاستضافة المعارضة السورية لتحقيق هذا الأمر.

من جانبه، أعرب حيدر عن شكره لمواقف إيران ومساعدتها على إعادة الاستقرار المستديم في سوريا، مؤيدا وجهة نظر صالحي. كما التقى حيدر أمس مع ممثل خامنئي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن جليلي أشار خلال اللقاء إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وقال إن إيران «أكدت على الدوام على الحوار الوطني وإيجاد حل سوري للقضية السورية، وتعتبر أن مشروع المصالحة الوطنية سيؤدي إلى تسوية المشكلات الراهنة».

وأكد جليلي على ضرورة إنهاء أعمال العنف وجمع الأسلحة، وامتناع الدول عن دعم العناصر المسلحة، مشددا على ضرورة الاستفادة من المبادرات الجديدة ومشاركة أطياف مختلفة من الشعب في الحوار الوطني السوري.

من جانبه، وصف حيدر العلاقات السورية - الإيرانية بأنها «عميقة ولا مثيل لها»، وقال إن «جميع الشعب السوري بمختلف مكوناته يريد تقرير مصيره بنفسه، في إطار الوسائل الديمقراطية ومن دون تدخل خارجي. ولهذا الغرض، فإن سوريا على استعداد لأي حوار، مع التأكيد على صيانة الاستقلال ونبذ العنف».