مساعد وزير الأمن الإيراني: أحد أسباب دعمنا نظام الأسد وقوفه إلى جانبنا خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية

طهران: مقترح على هامش قمة عدم الانحياز بتشكيل لجنة تضم إيران ومصر وفنزويلا لحل الأزمة السورية

علاء الدين بروجردي (إ.ب.أ)
TT

برر مساعد وزير الأمن الإيراني حجة الإسلام خزاعي موقف بلاده في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الانتفاضة الشعبية التي تريد الإطاحة به، معتبرا أن واحدا من أسباب ذلك الدعم هو وقوف النظام السوري إلى جانب إيران خلال الحرب العراقية – الإيرانية، كما اعتبر أن طهران «انتصرت» في مواجهاتها مع الولايات المتحدة خلال الثلاثين عاما الماضية وهي عمر الثورة الإسلامية في إيران التي اندلعت في 1979، وقال إن الجمهورية الإسلامية لم تسمح لواشنطن بـ«ابتلاع» العراق ومنطقة الشرق الأوسط التي تعتبر مركز الشيعة في العالم، حسب تعبيره.

ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية عن مساعد وزير الأمن الإيراني في كلمة ألقاها في مدينة كرج أن «بقاء وعدم انهيار النظام السياسي في إيران في مواجهة مؤامرات الأعداء كان بمثابة المعجزة»، في إشارة إلى «المخططات» الأميركية للإطاحة بالثورة الإسلامية في إيران.

وأضاف المسؤول الإيراني: «إنهم (الأميركيون) كانوا يعتزمون السيطرة على الشرق الأوسط التي تعتبر أكثر مناطق العالم الجيوسياسية حساسية والتي تحتوي على 70 في المائة من مصادر الطاقة في العالم، وتعتبر مركز الشيعة، حيث كان موضوع (الشرق الأوسط الجديد) والعراق مجرد ذريعة، وصرحوا بأنهم جاءوا لإقامة برج الديمقراطية في العراق لتلقي ظلالها على إيران وسوريا».

وزعم خزاعي أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية أجهضت الاستراتيجية الأميركية في العراق»، وأضاف أن «إيران لم تسمح لأميركا بابتلاع العراق والشرق الأوسط، وأن تستفيد من الأموال التي أنفقتها في العراق».

وأشار مساعد وزير الأمن الإيراني إلى أن عقد قمة دول عدم الانحياز في طهران «أثبت أن الأعداء فشلوا في عزل الجمهورية الإسلامية».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، تجديد خزاعي دعم بلاده نظام الأسد، وقال إن «العديد من الدول العربية تسعى كي تقطع إيران صلاتها بسوريا، لكن دون جدوى.. إن واحدا من أسباب استمرار إيران في دعم سوريا هو أن سوريا دعمت إيران خلال حرب الدفاع المقدسة، الحرب المفروضة 1980 - 1988»، في إشارة إلى الحرب العراقية - الإيرانية.

وكان نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بعد وقوفه إلى جانب طهران خلال تلك الحرب، ولم يتم تطبيع العلاقات بشكل كامل بين دمشق وبغداد إلا بعد سقوط النظام العراقي على أثر الغزو الأميركي في مارس (آذار) 2003.

وتعمل إيران للحصول على دعم لحليفها نظام الأسد من دول عدم الانحياز خلال القمة التي تنظمها حاليا في طهران.

وأعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي الذي يزور سوريا حاليا أنه تم خلال اجتماعات قمة دول عدم الانحياز «تقديم اقتراح بتشكيل لجنة تضم إيران ومصر وفنزويلا لحل الأزمة السورية بصفتهم أعضاء في حركة عدم الانحياز، وهذه تشكيلة منطقية».

ونقل بروجردي عن الأسد خلال لقائه بأعضاء لجنة الأمن القومي أول من أمس في دمشق أن «الأسد أبلغ الوفد البرلماني الإيراني: إننا ومن منطلق الثقة المطلقة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية نؤيد أي خطوة تتخذها».

ووصف بروجردي الوضع في سوريا بأنه «هادئ جدا خلافا للحملة الدعائية»، ضد سوريا، وأن «الحكومة تسيطر حاليا على المناطق المتوترة مثل حلب».

وحول لقائه بنائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي دارت أنباء سابقة حول انشقاقه عن النظام، قال بروجردي إن «الشرع أشاد بالإجراءات التي تتخذها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ما يتعلق بالأزمة السورية».

وكان رامين مهمان باراست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية وقمة عدم الانحياز، قال في وقت متأخر من مساء أول من أمس حول المقترح الإيراني الذي من المقرر إعلانه خلال القمة لحل الأزمة السورية، والمقترح المصري بتشكيل مجموعة اتصال بمشاركة من إيران وتركيا والسعودية ومصر في هذا الشأن، إن «قمة عدم الانحياز ستوفر فرصة مهمة لحل الأزمات في العالم بصورة عامة؛ ومنها الأزمة السورية». وأضاف أن «إيران قدمت مقترحات وأدبيات خاصة قد لا تحظى بتأييد كل الدول الأعضاء، لكن يجب عدم التغاضي عنها كافة وإهمالها». وتابع أن «الدول الأعضاء متفقة على ضرورة اتخاذ الدول الأعضاء في الحركة خطوات إلى الأمام والتوصل إلى أطر إيجابية للحل السلمي ومنع التدخل الأجنبي والخطوات الأحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة وحلفائها».

وأشار إلى أن الاجتماعات واللقاءات التي تتم على هامش اجتماعات القمة وبعيدا عن جدول الأعمال «أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل مجموعة اتصال بين المعارضة والحكومة، والتوصل إلى حل في إطار مصالح الشعب».

وقال مهمان باراست، حسب ما أوردته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، إن «هامش قمة طهران يشكل فرصة مهمة وكبيرة تتجلى في حضور كبار الزعماء والأمين العام للأمم المتحدة للحوار وتبادل وجهات النظر وتقريبها على أساس خطة كوفي أنان السداسية والتوصل إلى صيغة مشتركة لوقف أعمال العنف، وتلبية رغبات الشعب السوري في إطار عملية ديمقراطية يتم الاتفاق عليها».