تجديد حبس «نخنوخ» المتهم بإدارة إمبراطورية للبلطجة

هدد بفضح عدد من رموز السياسة بعد إلقاء القبض عليه

صبري حلمي «نخنوخ»
TT

أثارت قضية رجل أعمال يدعى «نخنوخ»، المتهم بإدارة إمبراطورية للبلطجة، اهتمام المصريين منذ القبض عليه يوم الجمعة الماضي. ومنذ مداهمة الشرطة وكره بمنطقة كينج مريوط غرب الإسكندرية، تتناثر كثير من الحكايات والشائعات والأسئلة حول أدوار متعددة لعبها نخنوخ في شتى أنماط الحياة المجتمعية في مصر، وعلى الأخص الحياة السياسية، بداية من تعامله مع رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذين عمل لحسابهم، واستخدموه كعصا غليظة لترويع المواطنين، والحفاظ على هيبة النظام، خاصة في مواسم الانتخابات البرلمانية.

وأقر نخنوخ بصلاته وعلاقاته المتعددة من المشاهير طيلة السنوات الماضية، إلا أنه نفى التهم المنسوبة إليه، قائلا إن جماعة الإخوان كانت تريد الانتقام منه بسبب عمله ضد مرشحيها للبرلمان، في ظل النظام السابق. وعلى مدار الأيام الماضية، احتل خبر القبض على نخنوخ مساحات لافتة بالصحف والفضائيات، تفاوتت ما بين الإعجاب بشخصيته الفريدة، والاستنكار لاعترافاته بالتواطؤ مع النظام السابق.

الطريف أن نخنوخ، واسمه صبري حلمي نخنوخ، قدم نفسه في أثناء التحقيق معه بعد القبض عليه على أنه من حماة النظام السابق، متهما الشرطة باستخدامه كبش فداء لاستعادة هيبتها في نظر الإسلاميين، الذين يسيطرون حاليا على الحكم.

واعترف نخنوخ بأنه «عمل لحساب وزارة الداخلية لمنع فوز المعارضين في الانتخابات»، مشيرا إلى أنه فعل ذلك بأمر من حبيب العادلي وزير داخلية مبارك المسجون حاليا، مؤكدا أنه كان يعمل ذلك «لمصلحة واستقرار مصر».

واستدعى اعتقال نخنوخ أن تستخدم قوات الأمن عملية كوماندوز حقيقية مسلحة بالعربات المدرعة و420 من رجال الشرطة لمحاصرة قصره الواقع في منطقة كينج مريوط غرب الإسكندرية.

وعثرت الشرطة لديه على 5 أسود في أقفاص وحيوانات أخرى طليقة كان يحتفظ بها في حديقة حيوانات خاصة. كما عثرت على أسلحة ومخدرات ونساء يشتبه في أنهن يعملن في الدعارة. وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيق مع 16 رجلا من رجاله، بتهمة حيازة أسلحة ومواد مخدرة وتسهيل الدعارة.

وتساءل نخنوخ في تصريحات صحافية بعد القبض عليه: «لماذا انتظرت الشرطة 19 شهرا للقبض عليّ؟»، وأردف قائلا: «البعض في وزارة الداخلية ألصقوا بي التهم لإرضاء حزب الحرية والعدالة»، الجناح السياسي للإخوان المسلمين.

وعلى الرغم من ذلك، يفخر بأنه قام مع رجاله بحماية كثير من مراكز الشرطة خلال ثورة 25 يناير، مبررا ذلك بأن «رجال الداخلية أصدقاؤنا». وأكد نخنوخ أنه سافر من دون أي مشكلات إلى لبنان منذ بضعة أشهر، ولم يعد إلى مصر إلا مؤخرا للاحتفال مع أسرته بعيد الفطر.

وتقول الشرطة إن نخنوخ يعتبر من أكبر رجال العصابات في مصر، ولديه شبكة كبيرة من البلطجية الذين يعملون لحسابه. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الرجل بدأ نجمه يلمع عام 2000، وأصبح الراعي لكثير من النجمات الصغيرات الساعيات إلى تحقيق شهرة في عالم الفن.

وقد أقام نخنوخ في قصره القريب من الإسكندرية ملهى ليليا حقيقيا لحفلاته، مع ممرات سرية لمنع أي أحد من الذين يأتون لطلب خدماته من الالتقاء بضيوفه الآخرين.

وقال نخنوخ بعد القبض عليه: «لست بلطجيا، ولم أقم سوى بمساعدة الفقراء». وهدد بفضح عدد من رموز السياسة، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين «هي من خربت البلد»، على حد تعبيره.