«القاعدة» تسعى لإطلاق نسختها الثالثة في السعودية

عبد المنعم المشوح مدير حملة «السكينة» لـ «الشرق الأوسط» : نشطت مشاركات كثيرة قبل رمضان بأربعة أشهر

بعض الأسلحة والذخائر التي ضبطها حرس الحدود بعسير (واس)
TT

كشفت مصادر سعودية لـ«الشرق الأوسط» عن تحركات تقودها أياد مخربة إرهابية تسعى إلى إطلاق نسخة ثالثة للقاعدة في الجزيرة العربية هدفها فقط الحث على الجهاد من أجل زعزة الأمن السعودي، في الوقت الذي ليس لهم أي ارتباط بمن ينادون إلى الجهاد بالعراق وسوريا، مع وجود ملابسات فكرية تكشف أنهم يدارون بأيد خارجية.

وكشفت إحدى الحوارات التي أجرتها حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية جرت فصوله على شبكة الإنترنت في غضون الثلاثة أشهر الماضية من خلال معرف أطلق عليه مسمى «الكتيبة» ويدار من قبل أكثر من شخص ويدعون لتبني العمليات الإرهابية في السعودية، وحصلت «الشرق الأوسط» على نص النقاش معهم، ويؤكد النقاش أن الخلايا الجديدة ضحلة من الناحية الشرعية والعلمية، الأمر الذي يوضح تشتتهم، ويكشف أن تنظيم القاعدة بشكل عام أصبح مخترقا من قبل جهات خارجية والتي تسعى لزعزعة الأمن في السعودية، في الوقت الذي كان فيه التنظيم هو من يخترق ويستغل الجماعات والتيارات الأخرى ويهضمها في داخله، إلا أنه نتيجة لضعف هذا التيار أصبح أداة تنفيذ لجهات أخرى، وهو ما تكشف خلال عملياتهم الأخيرة، إلا أن هناك أيادي تدير هؤلاء لإنتاج فكر أكثر توحشا وتعطشا للدماء، وهو ما يرفضه المجتمع السعودي لإدراكه ووعيه لخطورة الأفكار المنحرفة لتكون الاستجابة لهم ضعيفة.

واتضح من خلال النقاش مع تلك الفئة التي بدأت تنشط في الآونة الأخيرة أنها مشتتة حتى في الردود وتحاول أن تتجنب كثيرا من النقاط وتشتيت الحديث وهو ما يؤكد أنها لا تحمل أي علم شرعي أو فكري بل إنها ضحلة في الفكر والعلم الشرعي، إضافة إلى أنها تستخدم عبارات بذيئة في الردود أبعد ما تكون عن النقاش العلمي والمبني على العلم والمعرفة، حاملين معهم التصميم على فكر الجهاد دون أي أسانيد شرعية أو فكرية، بل في بعض الأحيان، كما لاحظ بعض من ناقشهم على الإنترنت أنهم يقولون سيراجعون علماء لهم لأخذ الفتوى الشرعية منهم، وهو ما يؤكد أنهم يدارون بأياد خارجية تخريبية تسعى لزرع الفتنة في البلاد وقتل العباد.

وبالعودة إلى أحد الحوار التي أجرتها حملة السكينة في 2003 من خلال معرف «المنظار» مع أحد أعضاء تنظيم القاعدة وهو عبد العزيز الطويلعي العنزي والمعروف بكنية «أخو من طاع الله»، والمسؤول الإعلامي في تلك الفترة للقاعدة في السعودية والمعتقل حاليا لدى الأجهزة الأمنية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من هذا الحوار، محاولات التنظيم عند بدء نشأته تأسيس فكرة الجهاد بالسعودية يحمل شعار «سعودة المشاريع الجهادية». ويتضح خلال الحوار الذي يعتبره أحد المختصين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» من أهم حوارات القاعدة في جزيرة العرب، والحديث الذي أدلى به «أخو من طاع الله» المسؤول الإعلامي في تلك الفترة للقاعدة بالسعودية والذي اختتمه بقوله «فيا من ناقشنا في الجهاد في بلد من البلاد، أو نهانا عن شيء من صوره.. نقول: قل ما تشاء وإنه عما تشاء، (إلا السعودية).. فقد بدأت (سعودة المشاريع الجهادية)»، يرى فيها مراقبون محاولة جديدة لإعادة إنتاجها مرة أخرى في الداخل السعودي.

وكشف المصدر أن هذه العناصر والمقبلة من عدة دول والتي أهمها اليمن والتي تلقى أكبر تأييد ودعم من قبل أيمن الظواهري، حيث إنها كانت أول من أعلنت مبايعتها له، لديها ارتباطات خارجية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بالسعودية، بيد خفية وخارجية تسعى إلى تحريكهم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد المنعم المشوح مدير حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية إنه ومن خلال الرصد والمتابعة فقد نشطت مشاركات كبيرة بصورة بالغة قبيل 4 أشهر من رمضان، إلا أن اللافت بالأمر خفوت حجم المشاركات بصورة ملحوظة خلال شهر رمضان الكريم.

وحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط» فإن أحد الأشخاص المقبوض عليهم في بيان وزارة الداخلية الأخير هو ممن كانوا منخرطين في الجدل مع حملة السكينة على الإنترنت، وحسب مراقب فإن خفوت المشاركات على الإنترنت من قبل أعضاء التنظيم في التوقيت المشار إليه يكشف أن القبض على أعضاء خليتي الرياض وجدة قد تم في هذا التوقيت.

وبحسب المشوح فقد كثرت مشاركاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي كـ«تويتر» وبعض المدونات، مؤكدا على تنامي التوجه لاستهداف الداخل السعودي مع فشل في استقطاب سعوديين، وذلك لضعف الأداء والحجج الشرعية.

وأكد أهمية استمرار البرامج والمشاريع الفكرية المعززة للوسطية والنافية لأفكار العنف والغلو مؤملا أن تتحول إلى مشاريع وبرامج مجتمعية يشعر بها الجميع ويشارك فيها كل الأطياف تحت مظلة تنسيقية ورؤية شاملة، فالمواجهة الفكرية تحتاج إلى تنوع وطول نفس وتركيز وإلى تقييم وتصحيح.