تونس: عبو أمينا عاما والمرزوقي رئيسا شرفيا لحزب المؤتمر

مصادر حقوقية تنفي هروب سامي الفهري مدير شركة «كاكاتوس» المتهمة بالفساد المالي

TT

أنهى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في ساعة متأخرة من ليلة الأحد، ثاني مؤتمراته السياسية بانتخاب محمد عبو أمينا عاما للحزب (حصل على 115 صوتا فيما حصل اقرب منافسيه على 53 صوتا)، وأسندت صفة الرئيس الشرفي لحزب المؤتمر للمنصف المرزوقي باعتباره المؤسس منذ سنة 2001 قبل أن يتفرغ لرئاسة تونس. وتضمن البيان الختامي للمؤتمر دعوة إلى ضرورة مواصلة تحالف الحكم مع حزبي حركة النهضة وحزب التكتل، وتعزيز المكاسب التي حققها كاسترجاع الأمن وعودة العجلة الاقتصادية والتعامل بشكل نقدي وصريح بكامل النزاهة مع شركائه في الحكم. وتمسك الحزب بمحاسبة رموز الفساد ومنتهكي حقوق الإنسان والحريات في إشارة إلى قيادات نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وكذلك إلى التيارات المتشددة التي برزت بعد الثورة.

وفي هذا الشأن قال عماد الدايمي عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر (حصل على أكبر عدد في انتخابات المكتب السياسي بـ132 صوتا) في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن موقف الحزب هو التمسك في هذه المرحلة التأسيسية للديمقراطية بالترويكا (الائتلاف الثلاثي الحاكم) بوصفها خيار المرحلة كما عبر عن ذلك، وقال إن البديل عنها في السياق الحالي لن يكون غير الفوضى التي يسعى إليها المتضررون من الثورة وداعمو الثورة المضادة. واعتبر أن إحدى مهام الحزب الأساسية في اللحظات الراهنة التصدي لأي محاولات لرجوع قوى الردة خاصة من خلال صيغ وعناوين جديدة لا يمكن أن تخفي مشروعهم الذي يريد العودة بنا إلى الوراء في إشارة لعودة منتسبي التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (حزب بن علي) إلى النشاط ضمن 46 حزبا سياسيا. واعتبر الدايمي أن تعديل التوجه الراهن بما يلتقي مع تطلعات الشعب التونسي، يجب أن يتم من خلال لقاء كل القوى الحية، وأن هذا التوجه يبقى ضروريا لعزل أعداء الثورة ومجابهة ما خلفه الاستبداد من فساد وفقر وتفقير وتهميش على حد تعبيره.

وكان حزب المؤتمر قد جدد هياكله بما أفرز تركيبة من أربعين شخصية ستشكل جزءا من المجلس الوطني. كما انتخب المؤتمرون مكتبا سياسيا جديدا بعشرة أعضاء مثلت مزجا بين عدد من مؤسسي الحزب وكفاءات جديدة وطاقات شابة.

من ناحية أخرى قالت سامية عبو القيادية في حزب المؤتمر إن المعركة الانتخابية القادمة ستنحصر بين حركة النهضة وحزب المؤتمر و«نداء تونس»، وأضافت أن حركة النهضة لن تنهزم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة وتوقعت أن تقود حكم تونس لمدة عقود إضافية وجددت تمسك حزب المؤتمر بتقديم المنصف المرزوقي مرشحا لحزب المؤتمر في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وبشأن بطاقة الإيداع بالسجن الصادرة ضد سامي الفهري مدير شركة «كاكاتوس» المملوكة لبلحسن الطرابلسي صهر بن علي، ذكرت سنية الدهماني محامية الفهري أن هيئة الدفاع نصحته بملازمة منزله إلى حين تطبيق القرار أو التراجع عنه. ونفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون موكلها قد حاول الهرب أو مغادرة تونس أو حاول التخفي بطريقة أو بأخرى وقالت إنه في انتظار محاكمة عادلة لا تلجأ إلى أساليب التحامل أو التشفي وأكدت وجود خروقات قانونية كثيرة في ملف المحاكمة.

وكانت أنباء قد راجت حول هروب سامي الفهري إلى خارج تونس وروجت بعض المواقع لسيناريوهات بوليسية على غرار اعتماده على زورق بحري سريع في مغادرة البلاد ساعات بعد صدور الحكم. وكانت مصادر من إدارة السجون والإصلاح قد نفت إيداع الفهري السجن إلى غاية صباح أمس وأن الفرق الأمنية المكلفة بتنفيذ حكم المحكمة لم تنفذ القرار بعد.