عدد اللاجئين يقترب من الخط الأحمر التركي.. وأنقرة تبدأ بإرسال المساعدات إلى ما وراء الحدود

مصدر دبلوماسي في أنقرة لـ «الشرق الأوسط»: استقبلنا 3 آلاف.. و6 آلاف ينتظرون في المنطقة العازلة

TT

ارتفعت في الأيام الأخيرة حركة النزوح السورية إلى جنوب تركيا هربا من المعارك الدائرة في البلاد بين قوات المعارضة والنظام. وأدت المعلومات المتوترة عن المجازر إلى زيادة في حركة النزوح، خصوصا للنساء والأولاد والعجائز، مما جعل الحكومة التركية تقف أمام مأزق التعامل مع الموجات المتتالية من النزوح، بينما قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن موقف أنقرة لم يتغير إزاء اللاجئين السوريين، وإذا ازداد تدفقهم إلى تركيا «سنجري مباحثات بخصوص التدابير التي يجب أن نتخذها».

وقال ناشط سوري يعمل في مجال إغاثة اللاجئين إن السلطات التركية «تقنن» عملية دخول اللاجئين، متذرعة بعدم وجود أماكن شاغرة في المخيمات التي بنتها تركيا منذ اندلاع الأزمة. وأشار إلى أن آلاف من السوريين ما زالوا منذ يومين يقيمون في المنطقة الحدودية التي تخضع لـ«الجيش السوري الحر» عند الحدود مع تركيا، خاصة في ريف مدينة حلب.

وقال الناشط الذي رفض ذكر اسمه، إن السلطات التركية تركت هؤلاء في العراء، وبينهم أطفال ومرضى، مشيرا إلى أن الحال الإنسانية صعبة جدا، وقد يؤدي الأمر إلى تهديد حياة بعض هؤلاء.

وفي المقابل، نفى مصدر في وزارة الخارجية التركية «إقفال الحدود أمام النازحين»، لكنه أشار إلى أن ما يجري هو محاولة لتأمين أماكن سكن لهؤلاء. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن المراكز التي أنشأتها السلطات التركية قد امتلأت إلى حد كبير، ولم تعد تستوعب أي قادم إضافي، مشيرا إلى أن المعسكرات القديمة التي كان من المقرر إقفالها قد فتحت مجددا وامتلأت بالنازحين، مشيرا إلى أن الرقم يقترب من «الخط الأحمر» التركي، وهو 100 ألف لاجئ، بعد أن وصل عدد اللاجئين إلى أكثر من 80 ألفا. وأشار إلى أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن هناك 6 آلاف سوري ينتظرون على الجانب الآخر من الحدود، بعد أن أدخلنا اليوم (أمس) 3 آلاف لاجئ جديد. وأكد المصدر أن تركيا ليست في وارد منع اللاجئين من دخول أراضيها، لكنها تتعامل مع تدفق كبير، مما يجعل من عمليات التدقيق في الهويات والظروف تستغرق وقتا أطول من المعتاد. وكشف المصدر أن تركيا أنفقت حتى الآن ما يفوق 300 مليون دولار على أعمال الإغاثة، لكنها الآن تواجه مشكلة استيعاب لهؤلاء، كاشفا أن النازحين الموجودين في المدارس وبيوت الطلبة يفترض أن ينتقلوا إلى المخيمات الجديدة التي تشيد على عجل وعددها 5 مخيمات جديدة تضاف إلى 8 مخيمات موجودة. لكن المصدر أبدى تشاؤمه من إمكانية استيعاب هذا العدد الهائل من النازحين.

وأوضح المصدر أن تركيا تدرس بجدية إمكانية إقامة معسكرات للاجئين داخل الأراضي السورية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والمعارضة السورية. وأوضح أن هكذا خطوة يفترض أن تحظى بدعم المجتمع الدولي لضمان أمن هؤلاء وعدم وقوعهم فريسة سهلة لقوات النظام، الذي يستهدف كل شيء في سوريا. وقال الدبلوماسي التركي: «ستتم إقامة مخيمات بحلول 3 أيام على أبعد تقدير، وسنسمح حينئذ لهؤلاء الأشخاص بالدخول تدريجيا إلى تركيا». وأكد المصدر التركي أن أنقرة توزع مساعدات إنسانية ومستلزمات أساسية على السوريين الذين يوجدون في المنطقة العازلة الفاصلة بين البلدين، مضيفا أنه يجري بناء مخيمين جديدين للاجئين، قدرة استيعابهما 10 آلاف شخص في غازي عنتاب وهاتاي، وهما محافظتان واقعتان في جنوب تركيا قرب الحدود.

ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن مسؤولين الأتراك المختصين، أنه ستبدأ تركيا باستقبال اللاجئين السوريين مجددا من بعد انتهاء إنشاء مخيمات جديدة، مؤكدين أن تركيا بدأت بمواجهة مصاعب كبيرة على أثر تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، خاصة مع اقتراب موعد افتتاح المدارس بعد أن شغل ما يقارب 15 ألف لاجئ سوري المدارس الابتدائية الموجودة في كل من المدن (أضنة، عثمانية، اديمان، كيليس، غازي عنتاب، كهرمان مراش ومالطيا). وقال المسؤولون: «بدأنا بالبحث عن حلول سريعة لاستضافة اللاجئين السوريين مجددا، بعد أن تجاوزت أعداد اللاجئين السوريين في تركيا أكثر من 80 ألف لاجئ، تستضيفهم أنقرة بالشكل التالي؛ 5 مخيمات بمدينة هطاي، اثنان في مدينة أورفة، واحد في مدينة غازي عنتاب»، مع استضافة 12 ألف لاجئ في الحاويات السكنية.