قادت عمليات البحث التي تولتها الأجهزة الأمنية والعسكرية والمساعي والاتصالات السياسية التي تولاها المسؤولون السياسيون وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى نهاية سعيدة أدت إلى تحرير المهندس الكويتي عصام الحوطي الذي اختطف يوم السبت الماضي من قبل مسلحين مجهولين في منطقة البقاع، الذين طلبوا فدية مالية قدرها مليونا دولار أميركي مقابل الإفراج عنه. وفي هذا الإطار، أوضح مصدر قضائي أن «عوامل عدة ساهمت في تحرير المخطوف الكويتي من دون دفع أي فدية مالية، أهمها عمليات البحث والدهم المكثفة التي نفذتها وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي للمنطقة التي لجأ إليها الخاطفون في البقاع، والاتصالات والضغوط السياسية التي مورست عليهم من قوى سياسية وحزبية». ولفت المصدر إلى أن «هناك موقوفين اثنين على ذمة التحقيق، وهناك جهود مكثفة لتوقيف المنفذين الفعليين وإحالتهم إلى القضاء لمحاكمتهم».
وتلقى أمس رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان رسالة من أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، شكره فيها على الجهود التي بذلها والمسؤولون اللبنانيون، والتي ساهمت في إطلاق سراح المختطف الكويتي، مؤكدا أن «ما حصل لن يؤثر على العلاقات الوطيدة بين البلدين منذ عقود طويلة».
وهنأ سليمان بتحرير الحويطي، وأمل خلال استقبال السفير الكويتي عبد العال القناعي «ألا تؤثر هذه الحادثة على العلاقة مع الكويت التي كانت دائما إلى جانب لبنان وقدمت - ولا تزال - المساعدات في شتى المجالات»، محملا السفير القناعي تحياته إلى أمير الكويت صباح الأحمد الصباح ومحبة الشعب اللبناني للشعب الكويتي، ومشددا على «وجوب استمرار التحقيقات والملاحقات القضائية وكشف الفاعلين والقائمين بأعمال الخطف»، معتبرا أن «الخاطفين لن يتمكنوا عاجلا أم آجلا من الاستمرار في التواري من وجه العدالة والقانون، ومن الإفلات من الحساب على أفعالهم»، مشددا على «تكثيف العمل في اتجاه إطلاق سائر المخطوفين وإعادتهم إلى ذويهم وأهلهم». كما تلقى بري رسالة شكر من أمير الكويت على جهوده وجهود الدولة اللبنانية التي بذلت لإطلاق سراح المخطوف الكويتي المحرر عصام الحوطي. وقال السفير القناعي في تصريح له: «أخص بالشكر الرئيس نبيه بري الذي واصل الليل بالنهار، وبعث مندوبا من قبله إلى منطقة الاختطاف، وأشرف بنفسه على كل الجهود التي أدت إلى إطلاق سراح المواطن الحوطي واصطحبه مندوب الرئيس بري إلى مبنى السفارة».