وزراء خارجية دول عدم الانحياز يبحثون إدانة «العقوبات الأحادية»على الدول الأعضاء

مشروع البيان الختامي يدين إلصاق صفات «الشيطان» و«محور الشر» بإيران وكوريا

افتتاح مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز في طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

بدأت في طهران أمس أعمال اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، التي شارك فيه 78 وزيرا حسب تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي لوكالة «مهر للأنباء شبه الرسمية» الإيرانية.

واستهلت مراسم الافتتاح بكلمة وكيل الخارجية المصري، رمزي عز الدين رمزي، الذي سلم رئاسة هذا الاجتماع إلى وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي.

وبدأت اجتماعات القمة السادسة عشرة للدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، بطهران في 26 من الشهر الحالي، حيث عقد الاجتماع التحضيري للخبراء يومي 26 و27 منه، فيما سيعقد اجتماع القمة الرئيسي يومي غد وبعد غد بمشاركة زعماء وقادة دول عدم الانحياز أو ممثلين عنهم. وسيلقي المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي كلمة في مراسم الافتتاح، كما سيلقي رؤساء الدول المشاركة كلمات خلال المؤتمر، بينها كلمة للرئيس المصري محمد مرسي، الذي تولت بلاده رئاسة الحركة لمدة ثلاث سنوات، حيث سيشرح نشاطات مصر في حركة عدم الانحياز، ثم ينقل رئاسة الحركة إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد.

وتشكل العقوبات الغربية ضد إيران ودول أخرى، وإصلاح الأمم المتحدة، ودعم القضية الفلسطينية المواضيع الرئيسية في المناقشات الوزارية التي بدأت أمس تحضيرا للقمة السادسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز في طهران.

ويناقش ممثلو الدول الـ120 الأعضاء، ومن بينهم أكثر من 70 وزير خارجية، على مدى يومي أمس واليوم مشروع البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة التي ستجمع عشرات من رؤساء الدول والحكومات يومي الخميس والجمعة في العاصمة الإيرانية.

وبمبادرة من طهران التي تستعد لترؤس حركة عدم الانحياز لثلاث سنوات، يدين مشروع البيان الختامي للقمة، المؤلف من مائتي صفحة، بشدة العقوبات والضغوط «الأحادية» التي تفرضها الدول الغربية وحلفاؤها على عدد من الدول الأعضاء في الحركة.

وتخضع إيران وكوريا الشمالية على وجه الخصوص لعقوبات بسبب برنامجيهما النوويين بينما تستهدف العقوبات دولا أخرى كسوريا وزيمبابوي وكوبا بسبب انتهاكها حقوق الإنسان.

ودون التطرق إلى حالات معينة يدين مشروع البيان الختامي كل أشكال «العقوبات الاقتصادية» و«الضغوط السياسية» و«الأعمال العسكرية» وخصوصا «الهجمات الوقائية» التي تهدد كلا من إسرائيل والولايات المتحدة بشنها ضد الدولة الإسلامية.

كما يدين مشروع البيان الختامي إلصاق الغرب صفة «الشيطان» ببعض دول المنظمة، في إشارة إلى الولايات المتحدة خصوصا التي تتهم إيران وكوريا الشمالية بأنهما أساس «محور الشر».

وتتطرق ورقة العمل التي تم نشرها على الموقع الإلكتروني لحركة عدم الانحياز إلى عدد من القضايا التقليدية للمنظمة التي أسستها دول ناشئة عام 1961 لإيجاد نوع من التوازن وسط هيمنة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في حينها.

وفي هذا السياق يدعو مشروع البيان الختامي إلى «ديمقراطية» مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للحد من هيمنة الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة المتهمة باستخدام هذا المنبر للدفاع عن مصالحها السياسية.

كما يؤكد مشروع البيان دعم دول الحركة لقيام دولة فلسطينية في حدود 1967 بهدف التوصل إلى «سلام عادل» في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ومن المتوقع أن تجدد القمة الدعوة إلى نزع السلاح وإقامة مناطق خالية من السلاح النووي ولا سيما منطقة الشرق الأوسط في إشارة إلى إسرائيل بصفتها «القوة النووية الوحيدة» في المنطقة.

وستجدد القمة دعمها لحق كل الدول في الحصول على الطاقة النووية لأغراض سلمية في صدى للموقف الإيراني المعلن دفاعا عن برنامجها النووي بوجه الدول الكبرى التي تشتبه في سعي طهران للحصول على السلاح النووي، على الرغم من النفي الإيراني.

ومن المتوقع أن يشارك نحو 35 رئيس دولة وحكومة ووفود من نحو مائة دولة في القمة التي تأمل إيران الاستفادة منها لكسر العزلة الدولية التي يسعى الغرب إلى إحكامها عليها.

ومن ضمن المشاركين في القمة الرئيس المصري محمد مرسي الذي سيكون بذلك أول رئيس مصري يزور طهران منذ قيام الثورة الإسلامية، حيث سيقوم بتسليم إيران الرئاسة الدورية للمنظمة، وأكد العراق مشاركة نوري المالكي رئيس الحكومة نيابة عن الرئيس العراقي جلال طالباني الذي اعتذر عن المشاركة بسبب تلقيه العلاج في ألمانيا.

و نقلت وكالة «فارس» شبه الرسمية الإيرانية عن مصدر قي رئاسة الوزراء العراقية أن نوري المالكي سيصل والوفد المرافق له العاصمة طهران مساء غد الأربعاء (اليوم) علي رأس وفد رفيع المستوي مكون من وزراء وعدد من نواب البرلمان العراقي، مشيرا إلى أنه «كان قد أعلن مسبقا عن مشاركة رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني في قمة طهران ولكن ظروفه الصحية حالت دون مشاركته».

كما سيشارك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في القمة على الرغم من الانتقادات الأميركية والإسرائيلية. وسيجري بان على هامش القمة لقاءات مع مسؤولين إيرانيين، بحسب ما أعلن الناطق باسمه. وأوضح المتحدث أن الأمين العام للأمم المتحدة يأمل في اغتنام الفرصة لينقل «بوضوح» إلى طهران قلق وتطلعات المجتمع الدولي في ما يتعلق بالموضوع النووي وقضايا حساسة أخرى.

والى جانب الموضوع النووي تندد الأمم المتحدة بشكل دائم بانتهاك إيران لحقوق الإنسان، حيث انتقد بان كي مون مرارا دعوة القادة الإيرانيين إلى إزالة «الورم» الإسرائيلي من الشرق الأوسط.