مجلس محافظة الأنبار يدعو الحكومة العراقية إلى وقف «الانتهاكات» السورية

التيار الصدري يكرر نفيه إرسال مقاتلين إلى سوريا

TT

بينما جدد التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس نفيه إرسال مقاتلين من جيش المهدي إلى سوريا فقد بدأت الأنظار تتجه إلى محافظة الأنبار كبرى المحافظات العراقية مساحة بوصفها البوابة التي يمكن أن يدخل منها (الجيش الحر) إلى العراق عقب إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بهدف «إسقاط العملية السياسية في العراق» كما تخشى بعض الأوساط العراقية.

وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون عبيد الشعلان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «محافظة الأنبار كانت قد أخذت بعين الاعتبار طبيعة ما يمكن أن يحصل على صعيد الأوضاع الداخلية في سوريا» مشيرا إلى أن «مجلس المحافظة أقام خيما لاستقبال اللاجئين السوريين غير أن الجيش اقتلعها من الجذور قبل أن تبدأ الضغوط على الحكومة لقبولهم الأمر الذي أكد صواب وجهة نظرنا».

وأوضح الشعلان أن «الأنبار تريد أن تفصل بين ما هو سيادي يخص الحكومة المركزية وإجراءاتها التي تختص بسيادة البلاد وما هو إنساني»، نافيا وجود أي تواطؤ من أي نوع قائلا: إن «عملية دخول اللاجئين وفرزهم عن أي عناصر أخرى يمكن أن تتم في ضوء إجراءات تقوم بها الأجهزة المختصة على الحدود وكل ما طالبنا به هو أن نكفل العوائل التي لديها أقارب بسبب التداخل العشائري في المنطقة». وبشأن ما إذا كانت هناك خروقات من قبل الجانب السوري قال الشعلان إن «الخروقات موجودة ومن قبل الجيش النظامي السوري ومن قبل الجيش الحر ونحن نطالب الحكومة باتخاذ الإجراءات التي تحمي سيادة البلاد»، مشيرا إلى أنه «يستغرب الصمت الحكومي حيال مثل هذه الأمور حيث لم تقم وزارة الخارجية باستدعاء القائم بالأعمال السوري وتسليمه رسالة احتجاج لمثل هذه الأعمال التي نستنكرها وندينها بشدة».

من جهته، دعا نائب رئيس الوزراء والقيادي في القائمة العراقية صالح المطلك خلال لقائه وفدا من شيوخ ووجهاء محافظة الأنبار المحاذية لسوريا ومجلس المحافظة إلى أن تكون الأنبار واحة للاستقرار الأمني والسياسي وتحصينها مما سماه التدخلات الخارجية. وقال بيان صادر عن مكتب المطلك وتلقت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «جميع الجهود يجب أن تتضافر من أجل العمل باتجاه إيجاد استقرار سياسي وأمني في الأنبار»، داعيا إلى «تحصينها من أي تدخلات خارجية قد تنعكس سلبا ليس على الأنبار فحسب بل على البلاد ككل». وقال المطلك إنه «لا يخفى على الجميع الثقل الكبير الذي تمثله الأنبار في عموم العراق لما تمتلكه من ثروات وقدرات بشرية وإرث حضاري واجتماعي وموقع جغرافي يؤهلها لتؤدي دورا مهما في رسم الخريطة السياسية والاقتصادية للعراق».

إلى ذلك، اعتبر الأمين العام كتلة الأحرار الصدرية ضياء الأسدي في مؤتمر صحافي أمس «الكلام عن إرسال عناصر من جيش المهدي إلى سوريا تجن وتهويل، لذلك ننفي الأمر جملة وتفصيلا»، مؤكدا أن «مهام جيش المهدي داخل العراق وليس خارجه». وأضاف الأسدي أن «المعارضة السورية ربما تريد أن تصرح بما تريد، لكن الواقع غير ذلك وزعيم التيار مقتدى الصدر نفى ذلك مرارا وهو ضد التدخل في شؤون الغير».