وزير الداخلية الليبي يعدل عن استقالته ويحذر من المسلحين

عبد العالي: المتطرفون قوة كبيرة من حيث العدد والعتاد ولا أريد الدخول معهم في معركة خاسرة

وزير الداخلية الليبي متحدثا للصحافيين خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة طرابلس (إ.ب.أ)
TT

أعلن وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العالي، أمس، عدوله عن استقالته التي كان قد قدمها الأحد على خلفية انتقادات للقوات الأمنية، وذلك لأسباب أمنية، في وقت قال فيه إنه لا يريد الدخول في «حرب خاسرة» مع المتطرفين المسلحين.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العالي سحب، أمس، استقالته التي كان تقدم بها الأحد إلى رئيس الوزراء الدكتور عبد الرحيم الكيب. ونسبت الوكالة للوزير قوله في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في طرابلس «يبدو أن استقالتي عقدت الوضع الأمني أكثر، لذا قررت العودة عن قراري، وسحب استقالتي، وأنا مستعد لمواصلة مهمتي». وندد وزير الداخلية بما سماها بـ«حرب إعلامية» تم شنها ضده على خلفية تدهور الوضع الأمني وإقدام مجموعات متطرفة على هدم عدد من أضرحة الأولياء في البلاد. وحذر الوزير الليبي، في تصريحات أوردتها وكالة الصحافة الفرنسية، من وجود «مجموعات كبيرة» من المتطرفين المسلحين في ليبيا، مؤكدا أنه لا يريد الدخول في «معركة خاسرة» معهم إثر تدمير العديد من أضرحة الأولياء. وقال عبد العالي للصحافيين «هؤلاء الناس قوة كبيرة من حيث العدد والعتاد موجودة في ليبيا»، رافضا خوض أي مواجهة مسلحة معهم.

وكان المؤتمر الوطني العام المنبثق من انتخابات السابع من يوليو (تموز) اتهم الأحد أعضاء في اللجنة الأمنية العليا بالتراخي وربما الضلوع في تدمير أضرحة أولياء مسلمين خلال الأيام الأخيرة في العديد من المدن الليبية بأيدي متطرفين. كذلك، تتعرض قوات الأمن الليبية للانتقاد منذ الهجومين بواسطة سيارة مفخخة اللذين خلفا قتيلين قبل أسبوع في طرابلس.

وكان عدد من المتشددين قد أقدموا على هدم جزء من ضريح ولي يتبرك به الناس في طرابلس السبت غداة هدم أهم ضريح لولي صوفي في غرب ليبيا. واستخدم المتشددون حفارا لهدم جزء من ضريح الشعاب الدهماني القريب من وسط العاصمة طرابلس. والجمعة، قام إسلاميون متشددون بتفجير ضريح العالم الصوفي الذي عاش في القرن التاسع عشر، الشيخ عبد السلام الأسمر، في زليتن على بعد 160 كم شرق العاصمة التي شهدت اشتباكات دموية في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأظهر فيديو بثته مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت تفجير الضريح بحضور عشرات المتشددين وسط هتافات «الله أكبر». واعتبر نائب رئيس الحكومة الليبية مصطفى أبو شاقور، عبر موقع «تويتر»، أن «تدمير الأضرحة والمساجد عمل إجرامي»، مؤكدا أن «من يقوم بهذا العمل سيطاله القضاء». وأكدت دار الإفتاء، أعلى السلطات الدينية في ليبيا، في بيان، أن تدنيس أضرحة مسلمين أو غير مسلمين مناف لتعاليم الإسلام، إلا أنها لم تدل بموقف مباشر من هدم أضرحة الأولياء.

وتشهد ليبيا خروقات أمنية متكررة على خلفية ثورة مسلحة أطاحت بنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي الذي حكم البلاد لأكثر من أربعة عقود.