الانتخابات الأميركية: رومني أكثر قدرة على إصلاح الاقتصاد.. وأوباما أكثر شعبية

المرشح الجمهوري يتوج غدا

المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني وزوجته آن مع حفيدهما يصعدون إلى طائرتهم المتجهة إلى تامبا أمس (أ.ب)
TT

غدا الخميس، وبعد أن أجل الحزب الجمهوري مؤتمره في تامبا (ولاية فلوريدا) ليوم بسبب الإعصار «إيزاك»، سيرشح الحزب رسميا ميت رومني لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس باراك أوباما، وسيلقي رومني خطابا رئيسيا يحدد فيه خطته الانتخابية. وقالت تقارير إخبارية إن رومني لا بد أن يلقي خطابه حتى إذا اختصرت أيام المؤتمر تضامنا مع نيوأورليانز (ولاية لويزيانا) إذا ضربها الإعصار «إيزاك»، في ذكرى الإعصار «كاترينا» الذي كان أغرق أجزاء كبيرة منها.

ورغم أن رومني لم يعلن تفاصيل الخطاب الذي سيلقيه، قالت مصادر إخبارية أميركية إنه سيركز على تجربته كرجل أعمال، وعلى قدرته على إصلاح الاقتصاد الأميركي، وإنه سيصور الرئيس أوباما كغير مؤهل لحل هذه المشكلة المعقدة. وفي السياسة الخارجية، يتوقع أن يركز رومني على «الاستثنائية الأميركية»، إشارة إلى أن هناك دورا أميركيا فعالا وقياديا في العالم. وبالنسبة للشرق الأوسط، يتوقع أن يركز رومني على تأييد إسرائيل أكثر من أوباما، وأنه، في هذا، سيتهم أوباما بعدم دعم إسرائيل بالصورة المطلوبة «لأهم حليف لنا في الشرق الأوسط».

في الوقت نفسه، أوضحت استفتاءات أميركية أن الأميركيين يرون أن كلا من أوباما ورومني شخصية جذابة، وأنيقة، وفصيحة. وبينما يفضلون رومني لحل المشكلة الاقتصادية، يفضلون شعبية أوباما. ويبقى المرشح الجمهوري متخلفا عن الرئيس الديمقراطي في قلوب الأميركيين. ويكرس الحزب الجمهوري في مؤتمره على تقديم رومني بأنه رجل الأعمال السابق والمليونير الذي كان حاكما لولاية ماساشوستس بين عامي 2003 و2007 والذي حقق، خلال عشرين سنة تقريبا، سلسلة من النجاحات في القطاع الخاص. وبعدما كان رومني فشل في الفوز بالترشيح الجمهوري لانتخابات 2008، عاود المحاولة هذه المرة، وحالفه الحظ ليتبع خطى والده، الحاكم السابق لولاية ميتشغان، الذي ترشح لرئاسة الجمهورية، لكنه لم ينجح. ولسنوات كثيرة، اعتبرت المصادر الإخبارية رومني معتدلا براغماتيا، ويقف على يمين الوسط، إن لم يكن في الوسط. لكن رومني تشدد كثيرا خلال حملة الانتخابات التمهيدية الجمهورية، وكرر انتقادات بلا هوادة على حصيلة ولاية أوباما. وتأكد هذا التوجه اليميني عندما اختار رومني المحافظ المتشدد بول رايان، عضو الكونغرس عن ولاية ويسكونسن، لمنصب نائب الرئيس.

ومنذ أشهر، تصور الأجهزة الإعلامية الأميركية رومني، الحائز لشهادة في القانون وإدارة الأعمال من جامعة هارفارد، وهو يجوب أنحاء الولايات المتحدة في بنطال جينز وقميص يثني كميه بعناية، وهو يصافح آلاف الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة تنقصها العفوية، ويظهر عليه على الدوام وكأنه على عجلة من أمره، وكأنه جاد أكثر مما يجب.

أشار إلى ذلك لاري ساباتو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا، وأضاف أنه إذا كان رومني، المتزوج منذ 43 عاما، وهو أب لخمسة أولاد، منضبطا ولبقا، فإنه في الوقت نفسه «بارد، ويخاطب الناخبين وكأنه يلقنهم درسا، مما لا يسهم في تقريبه إلى قلوبهم، وفي فوزه بأصواتهم». وبالنسبة لقضايا العرب والمسلمين، يعطف رومني كثيرا جدا على إسرائيل، ورغم أن أوباما ظل حريصا على دعم إسرائيل، فإن رومني يقول إنه لا يفعل ذلك بالصورة المطلوبة.

وخلال نقاش جمهوري عام 2007، سئل رومني حول «استخدام الأسلحة النووية التكتيكية» لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية تهدد بها إسرائيل، فقال «إنك لا ترفض أي خيار. عليك أن تقف شامخا، وتقول في فخر: انظروا إلى ما يحدث في السودان، وأفغانستان، والعراق، وإيران». وأضاف أنه سيستخدم «الحصار والقصف والضربات العسكرية الجراحية ضد إيران إذا لزم الأمر». وفي العام نفسه، احتج رومني على دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي للحديث أمام الجمعية العامة الأمم المتحدة، وقال إنه ينبغي إلغاء الدعوة. وينبغي، بدلا عن ذلك، وضعه في لائحة المتهمين ضد اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بسبب تهديداته ضد إسرائيل.

وبالنسبة لغزو العراق، كان رومني في قيادة الذين أيدوا الغزو. وبالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، يحرص رومني على تقديم نفسه كأكثر حرصا على أمن إسرائيل من أوباما. وفي السنة الماضية، قال «علاقتنا مع إسرائيل، وهي دولة تشارك قيمنا، وهي صديقتنا الأفضل في منطقة الشرق الأوسط، ، ينبغي أن تكون علاقة دعم وثقة، بدلا من الانتقاد واللوم».

وعندما زار إسرائيل الشهر الماضي، ركز على هذا الرأي. وقال «إنها مصلحة وطنية أميركية حيوية أن تعيش إسرائيل كدولة يهودية. أريد من العالم أن يعرف أن الروابط بين إسرائيل والولايات المتحدة لا تتزعزع». وكرر أهمية نقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وقال «سوف تكون الإجراءات التي سوف أتخذها هي الإجراءات الموصى بها والمدعومة من جانب القادة الإسرائيليين. أنا لا أسعى إلى اتخاذ إجراءات مستقلة عن آراء حلفائنا. إذا قال قادة إسرائيل إن هذا إجراءات مهمة ومفيدة، سأكون ميالا لاتخاذها».