بول رايان.. فرصة رومني الذهبية للفوز

انتقادات حول خبرته المحدودة في السياسة الخارجية

TT

يثير بول رايان، الذي اختاره المرشح الجمهوري ميت رومني لمنصب نائب الرئيس، إعجاب الطبقة المتوسطة واليمين الجمهوري، ويعد ممثلا لجيل المشرعين الشباب الطموح الذي يشق طريقه للقمة بثبات، وله كاريزما واضحة وقدرة على التواصل مع المواطنين، ومناظر بارع له ثقل ثقافي في حواراته مع وسائل الإعلام. كما يتمتع رايان باحترام خبراء المال ومسؤولي الميزانية لفهمه العميق للقضايا المالية وإخلاصه في مهاجمة المشكلات التي أسهمت في تراكم الدين الحكومي الضخم.

ويعد رايان من صقور اليمين في الحزب الجمهوري وإحدى الشخصيات المفضلة لحركة «الشاي» الفصيل الأكثر محافظة في الحزب الجمهوري الذي يعارض تدخل الحكومة في حياة المواطن ويعارض فرض ضرائب جديدة.

ويعد بول رايان (42 عاما) أحد النجوم الاقتصاديين في لجنة الموازنة بمجلس النواب وصاحب مشروع القانون البديل للميزانية الذي دعا من خلاله إلى خفض الإنفاق الحكومي بقيمة 5 تريليونات دولار من خلال تخفيض في برنامج الرعاية الصحية الذي يتبناه الرئيس أوباما وتخفيض الدعم المقرر للفقراء والمسنين. وبحكم مسؤولية رايان عن ملف الميزانية اصطاد كثيرا مع الرئيس باراك أوباما وسياساته، وأدى ذلك إلى خلق جدل حاد حول الميزانية والدين وخفض النفقات الحكومية.

هذه الصفات تقف وراء اختيار ميت رومني لريان في منصب نائب الرئيس في حملته الانتخابية في 11 أغسطس (آب) الماضي، وقد خلق هذا الاختيار عاصفة من التحليلات والآراء حول دلالات هذا الاختيار وتأثيره على فرص ميت رومني في هزيمة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. ويحاول الحزب الجمهوري دفع رايان لكسب أصوات الناخبين المستائين من ضعف الاقتصاد الأميركي وإقناعهم أن برنامج خفض الميزانية الذي يتبناه رايان سيخلص البلاد من أزمة اقتصادية ويستعيد النمو الاقتصادي مرة أخرى.

وقد أضاف اختيار رومني لرايان بالفعل زخما كبيرا لحملته الانتخابية خاصة مع قصة كفاح رايان التي تلهب الحماس، وفي المقابل استغل ذلك فريق حملة الرئيس باراك أوباما وهاجم اختيار بول رايان وسياسات الاقتصادية التي وصفوها بالمتطرفة واتهموا رايان أنه يتبنى برنامجا يرتكز على إعفاءات ضريبية للأكثر ثراء ويلقي بعبء أكبر على كاهل الطبقات الوسطى والأكبر سنا.

لكن رايان (42 عاما) الذي قضى حياته كلها في ولاية ويسكنسن وأمضى سنواته في مجلس النواب في حل المشاكل الداخلية لولايته والتعمق في مشاكل الاقتصاد والدين والميزانية، ويتميز بمعرفته وخبرته لدهاليز السياسة الأميركية ودوائر اتخاذ القرار بالكونغرس، ليس له خبرة في ملف السياسة الخارجية ومعرفته محدودة فيما يتعلق بملف الشرق الأوسط والتعامل مع القضايا الخارجية. وينتقد الكثيرون ضعف هذا الجانب في شخصية بول رايان الذي، إذا فاز ميت رومني في الانتخابات الرئاسية، سيكون مطالبا بتقديم المشورة في قضايا أوسع نطاقا من الميزانية وتمتد إلى شؤون السياسة الخارجية والعسكرية والتجارة. ويمتد الانتقاد أيضا إلى صغر سن رايان والتشكيك في قدراته على إدارة شؤون هذا المنصب.

ويركز موقع بول رايان على الإنترنت على جانب بسيط في مناقشة السياسة الخارجية ويقتصر على الدفاع عن إسرائيل وانتقاد قيام الرئيس أوباما بسحب القوات الأميركية من أفغانستان. وقد خاض رايان في نقاش حول السياسة الخارجية لأول مرة في مؤتمر انتخابي بولاية فيرجينيا الأسبوع الماضي أكد خلاله دعم الحزب الجمهوري لإسرائيل وانتقاد إيران، وإيمانه بفكرة إقرار السلام من خلال القوة وإيمانه بأن العالم بحاجة إلى قيادة أميركا له.