طائرات «ميغ 21» و«سوخوي» تدك منازل قرويين في بلدة «معرشمارين» بإدلب

قيادي في الجيش السوري الحر: نسيطر على ثلث أريحا

TT

قال قيادي في الجيش السوري الحر بمدينة أريحا التابعة لمحافظة إدلب في شمال غربي سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن قواته أصبحت تسيطر على ثلث أريحا، على الرغم من تصعيد نظام الرئيس بشار الأسد لعملياته ضد المعارضين له، وقيامه بالتوسع في استخدام الطائرات والمدفعية والصواريخ في ضرب المدنيين. وكشف عنصر آخر من «الجيش الحر» في اتصال من مقر وجوده في بلدة «معرشمارين»، التابعة لأريحا، أن طائرات «ميغ 21» و«سوخوي» تدك منذ يوم الخميس الماضي منازل القرويين في البلدة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

ويبلغ عدد سكان بلدة «معرشمارين» نحو 6 آلاف نسمة. ووفقا للمصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أمس، في البلدة عبر الإنترنت، فإن عمليات دموية وعشوائية تنفذها الآلة العسكرية الأسدية في البلدة وبلدات مجاورة لها، تأتي ضمن هجوم موسع على مختلف المدن السورية بالطائرات الحربية والمروحيات والمدفعية والصواريخ، مما أوقع المئات من القتلى، بينهم 255 قتلوا يوم الاثنين الماضي وحده. ووفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن أغلب الضحايا سقطوا في دمشق والريف، إضافة إلى هدم عشرات البيوت.

وتابعت المصادر قائلة إنه وفي هذه الأثناء، بدأت قوات الأسد تنفذ مجزرة في «معرشمارين»، وهي قرية تابعة لريف معرة النعمان الشرقي، منذ يوم الجمعة الماضية، وإن القصف على القرية مستمر حتى يوم أمس (الثلاثاء)، وسط انتشار لعناصر من الشبيحة الذين يقومون بتمشيط المناطق التي يقصفها الطيران، لقتل من تبقى فيها من المناوئين لنظام الأسد، ومنع الأطباء المتطوعين من معالجة الجرحى، مشيرة إلى أن القصف يجري بالطيران الحربي ومن مدافع تسمى الفوزليكا، وأن المشافي الميدانية الصغيرة أصبحت مكتظة بعشرات الجرحى.

وبينما لم يتسن الحصول على تعليقات رسمية من الحكومة السورية، التي تقول دائما على وسائل الإعلام الرسمية إن قواتها تقوم بعمليات «تنظيف لبؤر إرهابية» - تحدث شهود عليان في اتصال عبر موقع «سكايب» على الإنترنت عن بدء الطيران الحربي السوري غاراته على بلدة «معرشمارين» منذ ليل الخميس الماضي، وقال عنصر من عناصر «الجيش الحر» من أبناء «معرشمارين»، يدعى أحمد، وهو يتأهب للالتحاق بجبهة القتال في حلب «لتحريرها» من قوات النظام السوري، إنه كان حاضرا واقعة القصف على البلدة، الذي قال إن حدته تصاعدت منذ بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، حتى يوم أمس.

وسقط يوم الجمعة الماضي في عموم سوريا نحو مائتي قتيل، لكن عدد القتلى الذين سقطوا في اليوم نفسه في «معرشمارين» لم يسجل مع العدد الإجمالي. وأضاف أحمد أن الهجوم الجوي على القرية راح ضحيته 20 قتيلا وأكثر من 50 جريحا، «ولا أحد عرف بهذا، لأن الإعلام ضعيف جدا في سوريا».

وتابع أحمد قائلا عن ملابسات الواقعة: «اعتدنا في معرشمارين الخروج في مظاهر سلمية بعد صلاة الجمعة، ولكن هذه المرة تخوفنا من أن يتم قصف المظاهرة من معسكر وادي الضيف الذي يبعد نحو 3 كيلومترات عن القرية، فلم نتظاهر، وذهب كل منا إلى منزله. وبعد صلاة الجمعة بساعتين جاءت طائرة حربية، فقلنا إنها عابرة سبيل.. ولكنها كانت آتية من أجلنا، فقامت بقصف منزل من منازل أهل القرية وقتلت صاحب المنزل وقطعته لأشلاء وقتلت ولديه الاثنين وبقيت زوجته وابنته تحت ركام منزلهم».

ويدعى صاحب المنزل الذي تعرض للقصف، طلال الرزوق، ويقع منزله في الجهة الغربية من البلدة، «وهو رجل لم يؤذ أحدا في حياته»، كما يقول أحمد. ويضيف: «بعد أن ابتعدت الطائرة، هرع الناس إلى الركام ليخرجوا الباقين من تحته بعيدا، وعندما بدأنا بإخراج البنت وأمها عادت الطائرة وقصفتنا مرة أخرى».

وأكدت مصادر أخرى وشهود عيان رواية العسكري «أحمد». وبلغ عدد شهداء مجزرة معرشمارين الذي كان أحمد شاهدا عليها، طفلين (ولد وبنت) ومن النساء امرأتين.. «أما من الرجال فكانوا 9 من أهل القرية و7 من خارجها».

وقال أحمد: «معظم القتلى سقطوا في الضربة الثانية التي نفذتها الـ(ميغ 21)، ومنهم امرأتان وزوج إحدى هاتين المرأتين. وهناك عاجز يمشي بكرسي متحرك أيضا قتل، وقتل رجل كان لاجئا من حمص من بابا عمرو»، مشيرا إلى أن «الضربة الثانية التي نفذتها الـ(ميغ 21) لم تقع على منزل الرزوق، بل كانت إلى الشرق منه قليلا، حيث كان يتجمع الناس».

أما غارة الـ«سوخوي» على مدينة أريحا، فكانت يوم أول من أمس الاثنين، وفقا لما رواه قيادي آخر من «الجيش الحر»، قائلا إن القصف جرى نهارا.. «قصفوا مدينة أريحا بطيران الـ(سوخوي)، لكننا نسيطر على ثلث المدينة»، مشيرا إلى أن قصف الطيران المكثف بدأ بعد أن تمكن «الجيش الحر» من إزالة حاجز قوي تابع لقوات الأسد، وأن المعارك دائرة حتى الآن.

وعلى صعيد متصل، وفي واقعة جرت في العاصمة المصرية أمس، قررت السلطات إخلاء سبيل رجل سوري بعد أن تم توقيفه لتهديده بتفجير مبنى جامعة الدول العربية، احتجاجا على موقفها من القضية السورية وعدم قدرتها على وقف المذابح بحق الشعب السوري. وقررت نيابة قصر النيل بالقاهرة صرف الرجل بعد أن تأكدت من أن تهديداته لم تكن جدية. وقال الرجل السوري ويدعى محمد خليل، وهو يحمل أيضا الجنسية المصرية، إن حالته النفسية تدهورت بعد وصول نبأ مصرع والدته المصرية التي تعيش في سوريا في غارة لقوات الأسد على مدينه درعا.