تصريحات «قديمة» لمسؤول مغربي تثير تراشقا بين الرباط والجزائر

الخارجية الجزائرية ردت على نظيرتها المغربية حول تعيين «وسيط أممي جديد»

TT

أثارت تصريحات أدلى بها يوسف العمراني الوزير في وزارة الخارجية المغربية حول نزاع الصحراء، التباسا داخل وخارج المغرب، حيث قال العمراني في تصريحات بثتها وكالة الأنباء المغربية ليلة أول من أمس، إن مشكلة الصحراء تحتاج إلى «وسيط أممي جديد» في إشارة إلى سحب المغرب ثقته من المبعوث الحالي كريستوفر روس، وهي العقبة التي تم تجاوزها بعد اتصال هاتفي جرى يوم السبت الماضي بين العاهل المغربي الملك محمد السادس وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.

وقال العمراني في تصريحاته إن المغرب يقترح إجراء محادثات مبنية على حكم ذاتي موسع بالصحراء، ودعا إلى إحياء الاندماج الإقليمي في إطار اتحاد المغرب العربي مشيرا إلى أن الخلاف المغربي - الجزائري حول قضية الصحراء ينبغي أن لا يكون عائقا أمام تسوية إشكاليات أخرى. وزاد يقول: «بخصوص قضية الصحراء نحن في حاجة إلى وسيط أممي جديد بغية استئناف المفاوضات والتوصل إلى حل مقبول من الأطراف ومبني على روح التوافق والواقعية».

والتقطت المصادر الجزائرية تصريحات العمراني التي أثارت الدهشة لأنها جاءت مخالفة لما تم الاتفاق عليه بين العاهل المغربي وبان كي مون، وفي هذا السياق، نسب إلى مصدر في وزارة الخارجية الجزائرية قوله إن «تعيين مبعوث جديد مسألة تعد من مهام الأمين العام للأمم المتحدة، وبان كي مون قد تحدث بوضوح عن هذا الموضوع وأكد أن شروط الوساطة لن تتغير ومبعوثه الشخصي سيواصل تنفيذ مهامه بهدف الدفع بعملية التفاوض والإشراف على أنشطة حفظ السلام وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

ونفت الخارجية الجزائرية وجود خلاف جزائري - مغربي حول قضية الصحراء، حيث قال مصدر لصحيفة «كل شيء عن الجزائر» إنه «من غير المناسب الحديث عن الخلاف بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء، لأن الأمر يتعلق بخلاف بين المغرب والمجتمع الدولي ممثلا في هيئة الأمم المتحدة»، مؤكدا أنه «لا توجد دولة عضو في الأمم المتحدة، تعترف بسيادة المغرب على الصحراء».

يشار إلى أن العاهل المغربي تلقى خلال اتصاله مع بان كي مون تأكيدات بأن الأمم المتحدة لا تعتزم إدخال أي تغييرات على مهامها في مجال الوساطة الهادفة إلى إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء مقبول من جميع الأطراف، مما يعني استبعاد فرضية توسيع صلاحيات الـ«مينورسو» لتراقب احترام حقوق الإنسان. وأكد بان كي مون أن مبعوثه الشخصي كريستوفر روس وممثله الخاص الألماني فولفغانغ فيسبرود فيبر سيضطلعان بمهامهما ضمن إطارها المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي من أجل تحقيق تقدم في مسلسل تسوية نزاع الصحراء وبالتالي المساهمة في إقامة علاقات ثنائية منشودة مع الجزائر.

وفي وقت لاحق، وبعد الالتباس الذي أثارته تصريحاته، نسبت وكالة الأنباء المغربية إلى العمراني توضيحات جديدة مفادها أنه أدلى بتلك التصريحات في منتصف يوليو (تموز) الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ونشرتها أسبوعية «جون أفريك» التي تصدر من باريس في عددها الأخير، لكن وكالة الأنباء المغربية لم تبين أن الأمر يتعلق بتصريحات قديمة إلا في قصاصة ثالثة بثتها الوكالة في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس أوضحت ذلك، لكن الخارجية الجزائرية كانت قد أدلت بتعليقاتها حول تصريحات يوسف العمراني.