المعلم يتهم واشنطن بتشجيع العنف.. والشرع يرحب بمبادرة طهران ومجموعة الاتصال الإقليمية

موسكو لا تعتزم إنهاء وجودها العسكري.. وتقارير عن إرسال قادة من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا

TT

اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة نشرتها صحيفة بريطانية الثلاثاء الولايات المتحدة بأنها «اللاعب الرئيسي» في تشجيع مقاتلي المعارضة على محاربة نظام الرئيس بشار الأسد، بينما رحب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بـ«المبادرة الإقليمية التي ستطرح في قمة طهران لدول عدم الانحياز بشأن حل الأزمة السورية»، وبلجنة الاتصال التي تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا.

يأتي ذلك في الوقت الذي أشار فيه تقرير لصحيفة «وول ستريت» الأميركية إلى أن إيران أرسلت قادة من النخبة الإيرانية والحرس الثوري ومئات جنود المشاة إلى سوريا لدعم قوات الرئيس السوري في مواجهة المعارضة. بينما أوضح قائد الجيش الروسي أمس أن موسكو لا تعتزم إنهاء وجودها العسكري في سوريا رغم تصاعد العنف والمخاوف من سقوط نظام الأسد.

ورأى المعلم في مقابلة مع صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن الولايات المتحدة قد تكون تستخدم سوريا للحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وبالغت في تصوير القدرات النووية الإيرانية لبيع أسلحة إلى الدول العربية. وقال وزير الخارجية في المقابلة التي أجراها الصحافي روبرت فيسك: «نعتقد أن الولايات المتحدة هي اللاعب الرئيسي ضد سوريا».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تستخدم الأزمة السورية ضد إيران، أشار المعلم إلى دراسة نشرها معهد «بروكينغز» الأميركي للأبحاث ومفادها أنه «إذا أردتم احتواء إيران، فعليكم البدء بدمشق أولا». وأضاف الوزير السوري: «قام مبعوثون غربيون بإبلاغنا منذ بدء هذه الأزمة بأن العلاقات بين سوريا وإيران، وبين سوريا وحزب الله، وبين سوريا وحماس هي العناصر الرئيسية التي تقف وراء هذه الأزمة».

كما اتهم المعلم الولايات المتحدة بدعم الهجوم العسكري لمقاتلي المعارضة من خلال تزويدهم بمعدات اتصال، معتبرا أن هذا يعني دعما للإرهاب. ونفى المعلم التكهنات بأن نظام الأسد سيستخدم أسلحة كيميائية إذا أصيبت سلطته بضعف أكبر، مؤكدا أن «مسؤولية الحكومة حماية شعبها».

وفي سياق ذي صلة، أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن الشرط الأساسي لتحقيق التسوية السياسية في سوريا يتطلب وقف العنف من كل الأطراف، ومن ثم الدخول في حوار وطني، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام.

وقالت الصحيفة إن مدير مكتب الشرع نقل عن الأخير قوله خلال استقباله رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي، الأحد في مكتبه في دمشق إن «الأساس لتسوية الأزمة في سوريا من دون شروط مسبقة يتمثل في وقف العنف من كل الأطراف والدخول في حوار وطني».

وأوضح الشرع بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أن ذلك يعني الاستناد إلى خطة المبعوث الأممي كوفي أنان ووثيقة مؤتمر جنيف، وهو ما يتطلب قراءة موضوعية متلازمة لهاتين الوثيقتين، معتبرا أن القبول بهاتين الخطتين يجعل الدول الغربية خارج الـ«فيتو» الروسي والصيني في مجلس الأمن. وأضاف أن ذلك يساعد جميع السوريين أي الحكومة والمعارضة على الدخول في حوار وطني والقبول بنتائجه إذا توافرت الإرادة السياسية ومصداقية التطبيق. وأكد الشرع ترحيب سوريا بالمبادرة الإقليمية التي ستطرح في قمة طهران لدول عدم الانحياز بشأن حل الأزمة السورية، مرحبا بلجنة الاتصال التي تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا. واعتبر أن «عدم قبول بعض الدول بإشراك إيران في الجهود الخاصة بتسوية الأزمة السورية، بحجة أن إيران جزء من المشكلة، يشكل خطأ سياسيا واضحا»، مشبها القيام بذلك بـ«إبعاد الولايات المتحدة عن أي جهد سياسي يتعلق بحل الصراع العربي الإسرائيلي سلميا».

ومن جهته، دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز إلى التركيز على استعادة السلام والهدوء إلى سوريا. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أن دعوة صالحي جاءت أثناء لقائه بنظيره اللبناني عدنان منصور.

وقالت إن صالحي أثار المسألة السورية خلال اللقاء، حيث قال إن الدول المشاركة في اجتماع الحركة بالعاصمة الإيرانية طهران شددت على وقف العنف ورفض التدخلات الخارجية، كما أكدت على الحاجة لتقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا وإبراز أهمية حل المشكلة عبر الحوار. وفي المقابل، ذكرت صحيفة «وول ستريت» الأميركية أن إيران أرسلت قادة من النخبة الإيرانية والحرس الثوري ومئات جنود المشاة إلى سوريا لدعم قوات الرئيس السوري في مواجهة المعارضة. ولفتت الصحيفة نقلا عن العميد سالار ابنوش القائد في الحرس الثوري الإيراني، إلى أنه تم تدريب أعضاء الأجهزة الأمنية السورية في مجال الأمن والتجسس، واتخذ قرار إرسال عناصر الحرس الثوري الإيراني بعد الهجمات التي نفذها الثوار في حلب ودمشق، ولا سيما الانفجار الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق وأدى إلى مقتل 4 من القادة الأمنيين في يوليو (تموز) الماضي. وذكرت الصحيفة أن النظام الإيراني يدعم النظام السوري بالمال والسلاح بحسب ما أفاد مصادر في الحرس الثوري.

إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الروسي نيكولاي ماكاروف أمس إن موسكو لا تعتزم إنهاء وجودها العسكري في سوريا رغم تصاعد العنف والمخاوف من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف، ردا على سؤال حول أنباء بأن روسيا تقوم بإخلاء قاعدتها البحرية في سوريا وتسحب كبار ضباطها فيها، «لماذا أنتم قلقون بشأن سوريا إلى هذه الدرجة؟»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. موضحا أن «جميع الخطط التي وضعناها ناجحة.. أعتقد أنه من السابق لأوانه البدء في التوصل إلى أية استنتاجات والقول أننا فررنا من سوريا».

وانتشرت أنباء غير مؤكدة في وسائل الإعلام الروسية بأن الجيش الروسي يقلص وجوده في قاعدة طرطوس البحرية التي تستأجرها موسكو من حليفتها سوريا منذ العهد السوفياتي. وذكرت صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» هذا الشهر أن البحرية الروسية قررت إنهاء تدريباتها الصيفية قرب سوريا قبل الموعد المقرر، والانسحاب من المنطقة في إشارة للغرب على عدم نيتها الدفاع عن الأسد باستخدام القوة.