السحيباني والعسيري مطلوبان للأمن السعودي بسجل خال من السوابق

إمام مسجد الخليل لـ «الشرق الأوسط»: كنت حاضرا لحظة القبض على المؤذن

المطلوبان الأمنيان علي آل عرار وصالح السحيباني
TT

أكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن المطلوبين للجهات الأمنية في السعودية، وهما صالح محمد عبد الرحمن السحيباني (19 عاما)، وعلي ناصر عبد الله آل عرار عسيري (24 عاما) يتمتعان بسجل خال من السوابق، لكنهما يعانيان من الجهل وعدم التحصيل العلمي بعد نيلهما الثانوية العامة.

وبحسب المعلومات المؤكدة فإن كلا المطلوبين لا يتجاوز تحصيلهما العلمي مرحلة (الثانوية العامة) دون حمل أي مؤهلات أخرى في حال المقاربة لمؤذن مسجد الخليل إبراهيم والبالغ من العمر 22 عاما، والذي لم يلتحق بأي تعليم رسمي، بحسب المعلومات المتوفرة بعد أن تمكنت الجهات الأمنية من إلقاء القبض عليه ضمن خليتين عقب ضبط مواد كيميائية تستخدم لصنع المتفجرات وضعتها عناصر الخلية بالتنسيق مع مؤذن المسجد في إحدى الغرف الملحقة بالمسجد في حي الفيحاء بالسلي.

وتؤكد هذه المعلومات ما كشفته «الشرق الأوسط» في عدد سابق ومن مصادر خاصة عن مساع تقودها مجموعات إرهابية لإطلاق نسخة ثالثة لـ«القاعدة» في السعودية هدفها الحث على ما يسمى الجهاد، ومن ثم زعزعة الأمن في الداخل السعودي، أبرز ملامحها حداثة سن عناصرها، والجهل الشرعي، وضعف المؤهلات العلمية.

ووفق ما جاء في واحد من الحوارات التي أجرتها حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية عبر الإنترنت في غضون الثلاثة أشهر الماضية مع أحد المعرفات الذي أطلق على نفسه مسمى «الكتيبة» ويدار من قبل أكثر من شخص «واحدا منهم على الأقل كان ضمن المقبوض عليهم في بيان وزارة الداخلية»، يدعون جميعا لتبني العمليات الإرهابية في السعودية.

وفيما حصلت «الشرق الأوسط» على نص النقاش، بدا واضحا أن من طبيعة الحوار الدائر ضحالة علم الخلايا الجديدة في الجوانب الشرعية والعلمية، وتشتتهم، فضلا عن ثبوت اختراق تنظيم القاعدة من قبل جهات خارجية وإدارته من قبل أياد خفية، نتيجة لضعف التنظيم عقب الضربات الأمنية المتلاحقة لقياداته حتى بات أداة تنفيذ لجهات أخرى.

واتضح من خلال النقاش مع تلك الفئة التي بدأت تنشط في الآونة الأخيرة تشتتها في الردود، وتجنب بحث الكثير من النقاط، ما يؤكد عدم حملها وحصولها على أي علم شرعي أو آيديولوجي، بالإضافة إلى لجوئها إلى استخدام أوصاف بذيئة عند الردود، وأنها أبعد ما تكون عن النقاش العلمي المبني على التأصيل الشرعي، مع الاكتفاء في إعادة استلهام أدبيات التنظيم القديمة دون التمكن منها على غرار آباء التنظيم قبل رحيلهم.

على صعيد متصل، كشف لـ«الشرق الأوسط» خالد الحربي إمام مسجد الخليل معلومات تتعلق بزميله المؤذن الذي تم القبض عليه من قبل السلطات الأمنية بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، وكانت «الشرق الأوسط» علمت أن المطلوب كان يعمل مؤذنا للمسجد الذي وضعت وزارة الداخلية السعودية يدها فيه على المضبوطات.

وقال خالد الحربي «كنت شاهدا لتحريز كافة المضبوطات التي كانت بحوزة المطلوب عند القبض لحكم وظيفته» مبينا أن علاقة المطلوب بجماعة المسجد لم تثر أي شكوك تجاه سلوكه ومنهجه، وأشار إلى أن المطلوب لم يمارس الدعوة لأي أفكار دعوية أو تنظيمية داخل المسجد ولم يبد عليه أي من مظاهر المنتمين للفكر الضال، وهو ما يؤكد اعتماده منهج السرية التامة. في الوقت الذي تسابقت به وسائل الأعلام للكشف عن غرفة المسجد فضل الكثير من المصلين عدم التحدث للصحف، وذكر أحد العاملين بالمسجد وفضل عدم ذكر اسمه أن ما يثير التعجب كيف تسمح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بعمله مؤذنا، حيث إنه لا يحمل أي مؤهلات علمية، مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بعد نشر وزارة الداخلية البيان لم تقم بأي زيارة للمسجد حتى هذه اللحظة.

وشدد إمام المسجد على أهمية حرمات المساجد وقال: إن ما يثير الدهشة والحزن أن ينجرف بعض الشباب لمثل هذه الأفكار الضالة وأن يصل بهم الحال لاستخدام المساجد كمخابئ وأدوات لترويع الآمنين وقتل المعاهدين وتشويه صورة أئمة المساجد ومنسوبي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف التي تقوم على توعية الناس وتحذيرهم من الضلالات التي لا تخدم دينهم ووطنهم. ومن خلال تتبع «الشرق الأوسط» لسيرة المطلوب تبين أنه يبلغ من العمر 22 سنة غير متزوج ولا يمارس أي نشاط مهني أو تجاري كما أنه لا يمتلك أي وسيلة مواصلات خاصة.