«الجيش الحر» ينطلق في معركته «على الأرض» لتقليم أظافر النظام في «الجو»

أعلن عن تدمير 10 مروحيات في هجوم على مطار تفتناز والسيطرة على قاعدة صواريخ

جانب من المروحيات التي أعلن الجيش الحر عن تدميرها بقاعدة «تفتناز» العسكرية بإدلب في لقطة أذاعتها قناة الجزيرة أمس (يوتيوب)
TT

بدأ الجيش السوري الحر يصوب باتجاه الجو للحد من قوة النظام السوري، الذي لم يتوان عن استخدام الطائرات المروحية والحربية لدعم قواته البرية في معاركها مع المعارضين، معلنا عن استراتيجية جدية في استهداف الطائرات على الأرض؛ كونها طريقة أسهل لاقتناص عدد أكبر من الطائرات في نفس الوقت.

وفي الوقت الذي كان فيه قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن إسقاط ما بين 8 و10 مروحيات للنظام، تمكن الناشطون من توثيق وتصوير سقوط طائرتين حربيتين من نوع «ميغ». الأولى سقطت في 13 أغسطس (آب) الماضي في مدينة البوحسن في محافظة دير الزور وتم أسر قائدها، في حين أسقطت الأخرى مطلع الأسبوع الحالي في ريف إدلب الجنوبي. وقد أعلنت الكتائب التي نفذت العمليتين، أن السلاح الذي استخدم لإسقاط الطائرات كان مدفعا رشاشا من عيار 14 ملليمترا ونصف الملليمتر.

وأعلن متحدث باسم كتاب أحرار الشام، أن حصيلة الهجوم الذي نفذه الجيش الحر أمس على مطار «تفتناز» العسكري في إدلب، والذي يعتبر أكبر قاعدة جوية للمروحيات، هي تدمير 10 مروحيات تابعة للجيش النظامي السوري. وقال ناشطون إن عناصر من الجيش الحر شنوا هجوما بريا على المطار بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، بالإضافة إلى قصف مطار أبو الظهور العسكري ومعسكر النيرب بإدلب، في الوقت الذي أفيد فيه عن نجاح الجيش الحر في السيطرة على قاعدة صواريخ في الافتريس بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

ويمتلك الجيش السوري النظامي، بحسب موقع «غلوبل سكيوريتي» المختص بالشؤون العسكرية، ما يزيد على 441 طائرة «ميغ» بأنواعها المختلفة، 4707 قطع من صواريخ «سام»، ونحو 200 مروحية.

ويشير مراقبون إلى أن آلة السلاح الجوي السوري أصبحت في «غاية الإجهاد»، وذلك نتيجة لتكثيف طلعاتها الجوية على مدار الأشهر القليلة الماضية في غياب وجود «صيانة عالية الكفاءة» بالقدر المطلوب؛ في ظل العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري.. وهو ما قد يبرر لجوء النظام لاستخدام طائرات التدريب أو تلك القديمة، مثل «السوخوي»، في ضرباته الجوية، إلى جانب أن سيطرة عناصر الجيش الحر على بعض المدن، مثل حلب، تضطر النظام إلى استخدام مطارات بديلة بعيدة نسبيا عن موقع الطلعات الجوية، مما يضيف «عبئا إضافيا» على تلك الطائرات.

ويؤكد قائد المجلس العسكري للجيش الحر العميد المنشق مصطفى الشيخ، أن ما تم إسقاطه من مروحيات وطائرات حربية تم باستخدام مدافع 23 ومدافع 14 ونصف، وليس من خلال صواريخ أرض جو، لافتا إلى أن هذه المدافع استولى عليها الجيش الحر من مخازن النظام وتم تركيبها على عدد من الشاحنات، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هي طريقة عسكرية بدائية لمواجهة النظام، لكنها كل ما هو متوفر حاليا، علما بأنها لا تكون فعالة إلا عند نزول الطائرات إلى مستويات منخفضة للقيام بعمليات القصف، عندها نستهدف خزان الوقود وهي الطريقة المثلى لإسقاطها».

ويشير الشيخ إلى أن الخطط العسكرية تتركز حاليا على استهداف الطائرات المقاتلة والمروحيات في قواعدها العسكرية لأن العمل بهذه الطريقة أسهل وبكثير، وهو ما حصل يوم أمس في مطار «تفتناز» العسكري، لافتا إلى أن الخطة لا تقضي باحتلال المطارات، بل بتنفيذ ضربات موجعة للنظام والانسحاب.

ويعتبر الشيخ أن تأمين صواريخ «كوبرا» محمولة على الكتف كفيل بتغطية حاجات الجيش الحر من صواريخ أرض جو، بالتزامن مع مد الثوار بصواريخ م.د (مضادة للدروع)، بحيث يتمكن عندها الثوار من فرض واقع جديد على الأرض وفي الجو.

ولا يستبعد الشيخ أن يستخدم النظام - بعد الطائرات الحربية - كل أنواع الصواريخ التي بحوزته، على أن يلجأ في النهاية للسلاح الكيميائي، ويضيف: «المجتمع الدولي برمته يعلم كما كل أجهزة الاستخبارات العالمية أن الأسد لن يتنحى قبل تدمير وإحراق البلد بالكامل».

بدوره، يذكر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر بأن النظام السوري لم يستخدم سلاح الجو إلا بعد تعاظم قوة المعارضة المسلحة وبدئها بتهديد أماكن حيوية للنظام خاصة في دمشق وحلب، لافتا إلى أن الطائرات الحربية التي تستخدم عادة لمساندة قوات البر، تستهدف اليوم أماكن تجمع الثوار وهي تصيب أهدافها وبدقة.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «قوات المعارضة تمكنت من القيام بنقلة نوعية على الصعيد العسكري مع نجاحها بإسقاط مروحيات وطائرات (ميغ)، مع العلم بأنه بات بحوزتها 24 صاروخ أرض جو من نوعي (سام) و(ستينغر)، وأسلحة مضادة للدروع متطورة على غرار ميلان».

ويعتبر جابر أن من زود الجيش الحر بـ24 صاروخ أرض جو قادر على تزويده بعدد أكبر، ما سيحد من نشاط قوات الجو السورية؛ خاصة أن المعلومات تشير إلى أن 6000 صاروخ أرض جو سرقت من المخازن الليبية. ويضيف: «لكن لا يجب الاستهانة بالدفاع الجوي السوري، إذ يحوي 60000 عنصر وكميات كبيرة من طائرات (ميغ)، في حدود الـ400 وصواريخ (سام) في حدود الـ800 صاروخ».