مرسي يزور إيران بعد قطيعة دامت 35 عاما

وقع اتفاقيات بقيمة 5 مليارات دولار مع الصين

TT

توجه الرئيس محمد مرسي فجر اليوم (الخميس) إلى العاصمة الإيرانية طهران عقب انتهاء زيارته إلى الصين والتي اختتمها مرسي أمس، ويبدأ الرئيس المصري المنتخب حديثا أول زيارة رسمية لرئيس مصري منذ أكثر من 35 عاما حيث يحضر مرسي الجلسة الافتتاحية لقمة منظمة دول عدم الانحياز، والمنعقدة في طهران، إلى ذلك اختتم مرسي أمس زيارته إلى الصين والتي استمرت يومين ووقع خلالها مرسي والوفد المرافق له مع المسؤولين الصينيين عددا من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية كما تباحث مع القادة الصينيين حول الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط خاصة الوضع في سوريا.

ويزور مرسي إيران بعد قطيعة رسمية بين البلدين عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل والتي أعقبتها بعام واحد ثورة إسلامية في إيران أطاحت بحكم الشاة الذي احتضنته مصر وتوفي ودفن على أراضيها، مما خلف توترا دبلوماسيا وسياسيا بين البلدين، ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) من العام الماضي بدا على السطح بوادر اهتمام مصري إيراني مشترك باستئناف العلاقات، زاد من زخمها وصول القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي إلى الحكم.

على جانب آخر، التقى الرئيس المصري في ختام زيارته للصين أمس نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث عقدا جلسة مباحثات تطرقت إلى دعم أواصر التعاون والشراكة بين البلدين في كافة المجالات، وعقب ذلك التقى الرئيس مرسي مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو، ثم التقى مرسي عددا من أبناء الجالية المصرية في الصين، وألقى كلمة خلال فعاليات منتدى الأعمال المصري الصيني المشترك.

وقال مرسي في كلمته إن: «مصر تتطلع إلى تعاون مثمر مع الجانب الصيني في مختلف المجالات الاقتصادية»، مؤكدا أن هناك فرصا واعدة أمام المستثمرين الصينيين للاستثمار في مصر إلى جانب الفرص الموجودة الآن في تونس وليبيا ووعدهم بالعمل على تذليل كافة العقبات، كما أكد مرسي أن مصر تمر الآن بمرحلة جديدة من التقدم والنهضة بعد أن زالت «الكبوة»، وقال إنه يتطلع إلى مستقبل أفضل للعلاقات بين مصر والصين وتعاون مثمر في كل المجالات بين البلدين الصديقين.

من جانبه، قال وزير الاستثمار المصري، أسامة صالح، إن الحكومة المصرية تسعى إلى حث الجانب الصيني على المشاركة الفاعلة في تنفيذ «مشروع النهضة المصرية»، مؤكدا حرص الحكومة ومجتمع رجال الأعمال في مصر على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين، باعتبارها الشريك الأهم اقتصاديا لمصر خلال المرحلة المقبلة. وأكد صالح، في تصريحات له أمس على هامش فعاليات منتدى الأعمال المصري الصيني بالعاصمة بكين، إن الجانب المصري عرض على الجانب الصيني مشروعين استثماريين وهما مشروع شرق التفريعة ومشروع الصعيد - البحر الأحمر، لتشييد عدة مشروعات متكاملة بمنطقة شرق بورسعيد، والبدء في مشروع تنمية متكاملة في منطقة البحر الأحمر والصعيد، وأوضح وزير الاستثمار أنه عرض على الجانب الصيني أيضا مشروعات أخرى مختلفة صناعية وسكنية وتجارية.

من ناحية أخرى، أكد الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أنه تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات الاستثمارية بين رجال الأعمال المصريين ورجال الأعمال الصينيين، والتي وصلت حتى الآن لإجمالي استثمارات بلغت 4.9 مليار دولار، ووصف علي الاتفاقيات بالطفرة الكبرى في الاستثمارات بين البلدين، حيث إن حجم الاستثمارات الصينية في مصر حتى الآن لا يتجاوز 500 مليون دولار.