المغرب: الجدل حول جولة وفد «مركز كنيدي» الأميركي وسط حديث عن انحيازه لـ «البوليساريو»

رئيسته كتبت انطباعات سلبية في مدونتها بعد زيارة العيون.. وأطفال يتضامنون في الرباط مع أبناء اللاجئين

TT

توجهت كيري كنيدي، رئيسة مركز «روبرت كنيدي للعدالة وحقوق الإنسان» والوفد المرافق لها أمس إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب غربي الجزائر) بعدما تباحثت مع مسؤولين مغاربة بالرباط، في خضم جدل أثارته زيارة هذا الوفد، الذي اعتبر مناوئا للمغرب ومتعاطفا مع جبهة «البوليساريو».

وكانت كنيدي قد بدأت زيارتها إلى مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، يوم الجمعة الماضي التقت خلالها ناشطين صحراويين مؤيدين لجبهة «البوليساريو» وممثلي السلطات المحلية وعددا من العائلات الصحراوية المقسمة بين طرفي النزاع. ولم تخف الجهات الرسمية المغربية، وكذا بعض الأحزاب السياسية توجسها من موقف «مركز كنيدي» وانحيازه لـ«البوليساريو».

وفي غضون ذلك، كتبت كيري في مقال نشرته يوم الاثنين على الموقع الإعلامي الأميركي «هافينغتون بوست» بأن رجال من المخابرات الداخلية المغربية منعوا في العيون ابنتها ماريا (17سنة) التي ترافق الوفد من التقاط صور لناشطة صحراوية تدعى «سكينة جد أهلو»، تعرضت لتعنيف من طرف الشرطة، مشيرة إلى أن الوفد تعرض لمضايقات أثناء اتصالاته وجولاته.

وكانت وكالة الأنباء المغربية قالت إن «جد أهلو» تعمدت السقوط في الشارع لكي تبدو أنها ضحية قمع. كما أشارت كيري إلى وقوع مشادة بين ناشطين صحراويين وعناصر أمن في العيون أثناء تفريق مظاهرة.

إلى ذلك، نسب إلى كيري قولها عقب لقائها بأعضاء في البرلمان المغربي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن زيارتها المغرب تهدف إلى الاطلاع على الوضع الحقوقي في الصحراء، وإنها التقت خلال زيارتها لهذه الأقاليم مجموعة من الفعاليات المدنية والسياسية ومسؤولي السلطات الحكومية بالمنطقة.

وأكدت أنه ليس لديها أي مواقف مسبقة حول هذا الموضوع، وأن مهمتها تنحصر في تعزيز الممارسة الحقوقية في المنطقة، كما أنها ستطلع على وضعية حقوق الإنسان بمخيمات تندوف.

والتقى محمد فوزي بنعلال، النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) بالرباط، كنيدي والوفد المرافق لها، رفقة زبيدة بوعياد، رئيسة الفريق الاشتراكي بالمجلس، وعمر أدخيل، رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان، وإدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي قال إن «المباحثات تناولت 3 مواضيع هي حصيلة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وحق التظاهر في مدينة العيون، وحق تأسيس الجمعيات في المدينة، وأيضا ادعاءات الإساءة».

وأضاف اليزمي: «شرحنا من جهة أن حصيلة عمل هيئة الإنصاف والمصالحة في مختلف المجالات سواء التعويض أو كشف الحقيقية لا يمكن أن تتم في لقاء قصير استغرق ساعة».

وتابع: «دعونا المركز إلى ملتقى دولي في السادس والسابع من يناير (كانون الأول) المقبل، لتقييم عمل الهيئة وتطبيق توصياتها، مع حضور دولي مهم خاصة للمركز الدولي للعدالة الانتقالية».

من جهته، قال حمو أكيليد، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون لـ«الشرق الأوسط»، الذي التقى أعضاء الوفد الحقوقي خلال زيارته للعيون: إن «أسئلة الوفد تمحورت حول الوضع الحقوقي بالمنطقة، و ما إذا كان هناك تحسن أو تطور في هذا المجال. خصوصا عقب تأسيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان».

وفي غضون ذلك، شارك أطفال مغاربة قدر عددهم بخمسائة طفل أول من أمس في الرباط في مسيرة تضامن مع طفلة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفوض العام السابق لشرطة «البوليساريو».

وتدعى الطفلة مريم، ومرت أول من أمس سنتين على ميلادها في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف.

وكان ولد سيدي مولود، قد انشق عن جبهة «البوليساريو» عام 2010 لكنه على الرغم من ذلك عاد إلى تندوف حيث ظل معتقلا منذ سبتمبر (أيلول) 2010 إلى ديسمبر (كانون الثاني) 2010، وسلم بعد ذلك إلى مفوضية اللاجئين في موريتانيا حيث ظل هناك كل هذه المدة، لأنه أعلن أنه سيعود مجددا هذه الأيام إلى تندوف. وكانت ابنته مريم ولدت وهو معتقل لدى جبهة «البوليساريو».

ورفع الأطفال الذين شاركوا في مسيرة الرباط شعارات تطالب بعودة جميع أطفال اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف إلى عائلاتهم في الصحراء، ودعوا الأمم المتحدة والجزائر لفك الحصار عنهم. وقال المنظمون إن الأطفال الذين شاركوا في المسيرة جاءوا من جميع أحياء الرباط، كما شارك فيها أطفال من دول المغرب العربي ونشطاء حقوقيون وبعض الجمعيات الصحراوية.

وانطلقت المسيرة من ساحة البريد في شارع محمد الخامس (وسط الرباط)، ثم شكل الأطفال «قنطرة» بين سفارة الجزائر ومكاتب المفوضية العليا للاجئين لمدة خمس دقائق وهم يلوحون بأعلام دول المغرب العربي الخمسة.

و قال علي جدو، وهو من منظمي المسيرة «احتفلنا بعيد ميلاد ابنة مصطفى ولد سيدي مولود كحادث رمزي للمطالبة بلم شمل هذه الأسرة، وجميع الأسر الأخرى التي تعيش مقسمة بين الصحراء وتندوف، والمسيرة هي تذكير بمشكلة أطفال اللاجئين في مخيمات تندوف».وزاد قائلا: «هذه الرسالة موجهة إلى الأمم المتحدة والجزائر لأن الأمر يتعلق بفراق قسري لأب عن أسرته، بعد أن قال الحقيقة».

يشار إلى أن ولد مولود كان أعلن عند انشقاقه بأن حل نزاع الصحراء يكمن في تطبيق خطة «الحكم الذاتي» التي يقترحها المغرب.