مغني «راب» يبحث عن هوية اندماج فرنسية جديدة

عبد الملك.. من المخدرات إلى الصوفية

TT

قبل أن يحظى بشعبية كمغني راب وشاعر، كان عبد الملك بمثابة مزيج من هويات مختلفة متداخلة.. «شخص مصاب بانفصام في الشخصية»، على حد قوله. كان عبد الملك، الصبي الكاثوليكي الذي يعمل في مذبح الكنيسة والذي اعتنق الإسلام حديثا، منحرفا ودارسا في الوقت نفسه، حيث كان يتاجر في الحشيش ويعكف على قراءة كتب الفلسفة في الوقت نفسه، كما كان يسرق.

وفي فترة المراهقة، خسر أصدقاء بسبب الهيروين والجريمة والانتحار، وفي حالة من الغضب، بحث عن تفسيرات في كتاب «عن قصر الحياة» للمفكر الروماني سينيكا. وفي سن السادسة عشرة، على حد قول عبد الملك، نبذ عالم الجريمة وحرق كل شيء اشتراه بـ«أموال قذرة» وانضم إلى جماعة إسلامية متشددة. وفي وقت لاحق، انجذب إلى مذهب الصوفية الروحاني.

ولد باسم ريجيس فاييت ميكانو، الابن الفرنسي لمهاجرين كونغوليين، وتنقل ما بين عوالم مختلفة. الآن، يشير عبد الملك إلى أنه أصبح «واحدا». يقول عبد الملك: «أصبحت في حالة سلام مع نفسي». ويضيف أن بلاده مسألة أخرى، حيث إنه ما زال لزاما عليها تقبل اختلاف الأعراق والديانات فيها. ويقول عبد الملك، 37 عاما، إنه يفتخر بكونه فرنسيا، لكنه قد حقق مسيرة حياة عملية ناجحة بشكل مميز من خلال التعبير عن هويته الفرنسية في الشعر وتسليط الضوء على ما يطلق عليه مجتمع متعجرف والنفاق الذي يتعامل به مع أبنائه وبناته من غير البيض. يغني الكثير من مغني الراب الفرنسيين عن العنصرية والهوية ومأزق الأحياء الفرنسية الفقيرة، غير أن قليلين هم من لديهم رباطة جأش عبد الملك وموهبته الشعرية. «ثمة اختلاف كبير بين الصورة التي ترى فرنسا نفسها عليها وحقيقتها الفعلية».. هذا ما قاله، متحدثا بنفس المقاطع والأحرف الساكنة التي تميز موسيقاه. ويضيف أنه «لفترة طويلة، لم نكن قد أدركنا أن التعددية جزء من الهوية الفرنسية».