رئيس وزراء كينيا يلقي باللوم في مقتل رجل دين مسلم على أعداء الأمة

أودينغا يحذر من «حرب أديان» بعد اضطرابات مومباسا

TT

أوضح رايلا أودينغا رئيس الوزراء الكيني أمس أن أعداء البلاد يقفون وراء جريمة قتل رجل دين مسلم أثارت أعمال شغب أدارها على حد وصفه «تنظيم سري» لإحداث انقسامات بين المسيحيين والمسلمين، حسبما ذكرت وكالة رويترز أمس.

وكان رجل الدين عبود روغو الذي تتهمه الولايات المتحدة بمساعدة إسلاميين متشددين على صلة بتنظيم القاعدة في الصومال يواجه اتهامات أمام محكمة كينية بامتلاك أسلحة عندما قتل بالرصاص في سيارته على يد مهاجمين مجهولين في مومباسا يوم الاثنين.

وتسبب مقتله في اندلاع أعمال شغب لمدة يومين سقط فيها خمسة قتلى بينهم ثلاثة من رجال الشرطة.

وعاد الهدوء إلى ثاني أكبر مدينة كينية وهي وجهة سياحية وميناء رئيسي على المحيط الهندي في الوقت الذي تقوم فيه شرطة مكافحة الشغب بدوريات في شوارع مومباسا المزدحمة مسلحة بهراوات خشبية وغازات مسيلة للدموع وبنادق آلية.

وقال أودينغا للصحافيين بعد أن ألقى كلمة أمام رجال دين في المدينة «نشك في ضلوع أعداء لبلادنا في هذا الأمر.. إنها محاولة للتسبب في انقسام بين المسيحيين والمسلمين في بلادنا حتى تبدو كأنها حرب دينية».

وأضاف أن كينيا لها الكثير من الأعداء بما في ذلك في الخارج بعد أن أرسلت قوات إلى الصومال المجاور في أكتوبر (تشرين الأول) لمحاربة إسلاميين متشددين.

وأجاب ردا على سؤال حول ما إذا كان رد الفعل العنيف في شوارع مومباسا - التي تقطنها أقلية مسلمة كبيرة - منظما أم أنه مجرد إبداء تلقائي لمشاعر الغضب بقوله «بالتأكيد هكذا يبدو الأمر. لماذا تعمد مهاجمة الكنائس.. هذا بالضرورة جزء من رد فعل منظم. من أين جاءت القذائف.. هذا يؤكد شكوكنا في أن هناك تنظيما سريا يدير هذا الأمر».

وكان مثيرو الشغب أشعلوا النيران في ست كنائس على الأقل مما أجج المخاوف من أن تتحول الاضطرابات إلى عنف طائفي في المدينة التي توترت فيها العلاقات بين المسلمين والمسيحيين جراء هجمات قنابل ألقي باللوم فيها على متشددين صوماليين ومتعاطفين معهم.

وحذر أودينغا أمس من أنه لن يسمح بنشوب «حرب ديانات» بين المسيحيين والمسلمين بعد اضطرابات دامت يومين اندلعت إثر مقتل رجل الدين المتشدد عبود روغو محمد في مدينة مومباسا الساحلية.

وتوفي شرطيان ليل الثلاثاء الأربعاء متأثرين بجروحهما ما يرفع عدد القتلى إلى أربعة (ثلاثة شرطيين ومدني) منذ اندلاع أعمال الشغب الاثنين بحسب الشرطة.

وأسفرت أعمال العنف أيضا عن سقوط ما لا يقل عن 12 جريحا في صفوف قوات الأمن، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وأودينغا الذي أتى إلى مومباسا للقاء رجال دين مسلمين ومسيحيين، انتقد أولئك الذين يحاولون «إثارة الفتنة بين المسيحيين والمسلمين». وصرح للصحافيين في ختام اللقاء «لن نترك قوات خارجية تحرض الكينيين على حرب أديان»، منددا بمقتل رجل الدين المسلم.

وأضاف رئيس الوزراء «نريد تعايشا بين كافة الطوائف الموجودة في مومباسا». ومعظم سكان كينيا من المسيحيين لكن مجموعة مسلمة مهمة تعيش على طول سواحل البلاد.

وأعمال الشغب التي أحرقت خلالها كنائس أو تعرضت للنهب، اندلعت فورا بعد مقتل روغو عندما كان في سيارته مع عائلته.

وكان يشتبه بأن روغو على صلة بالإسلاميين الشباب الصوماليين.

وكان روغو يخضع لعقوبات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة لاتهامه بتجنيد مقاتلين وجمع الأموال لحركة الشباب الصومالية المرتبطة بالقاعدة.

ومطلع 2012 اعتقل روغو أثناء عملية مداهمة نفذتها الشرطة في منزله بعد أن عثرت على أسلحة وذخائر وصواعق. ومنذ ذاك أطلق سراح روغو بكفالة.

وقال قائد شرطة منطقة مومباسا الساحلية اغري أدولي وصحافيون من الصحافة الفرنسية إنه يبدو أن الهدوء عاد الأربعاء إلى ثاني مدن كينيا وفتحت المحال التجارية أبوابها وعادت وسائل النقل إلى العمل.

وقال أدولي «لدينا عدد مناسب (من قوات الأمن) لتسيير دوريات في الشوارع وضمان الأمن».

ولا يزال التوتر قائما في هذه المدينة في وقت تقوم الشرطة بتفتيش المنازل بحثا عن أسلحة في حي ماجينغو حيث كان يخطب روغو ومن حيث انطلقت أعمال العنف الاثنين.

ووجهت صباح أمس محكمة مومباسا إلى 24 مشتبها بهم تهمة التجمع غير المشروع والمشاركة في أعمال الشغب. وبحسب الوزير المكلف الأمن بالوكالة يوسف حجي، فقد تم توقيف 32 مشتبها بهم. ووعدت النيابة الكينية بفتح تحقيق في جريمة قتل روغو.

وفي حين ترى عدة منظمات مسلمة في عملية اغتيال مسؤول مسلم في مومباسا إعداما جديدا خارج إطار القضاء، طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش بتحقيق مستقل.

ودعت عدة دول غربية ( فرنسا وبريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة خصوصا) رعاياها إلى توخي الحذر في مومباسا. وحذرت السفارة الأميركية في نيروبي رعاياها بالقول: «في فترة من التوتر الشديد يمكن لتجمعات سلمية في أماكن عامة أن تتحول إلى أعمال عنف».

وكان يتوقع أن يزور الرئيس الكيني مواي كيباكي الذي لم يدل بعد بأي تصريح حول أعمال العنف، مومباسا الأربعاء لتدشين سفينة عسكرية. لكنه ألغى الزيارة لحضور جنازة أرملة وزير سابق بحسب الحكومة الكينية.