المعارضة السورية تعبر عن عدم رضاها على قمة طهران ومرتاحة لخطاب مرسي

اعتبرتها «قمة فك العزلة عن إيران»

TT

عبّرت المعارضة السورية عن عدم رضاها على قمّة دول عدم الانحياز التي افتتحت في طهران أمس، وفي وقت أثنت فيه على مواقف الرئيس المصري محمد مرسي الداعمة للثورة السورية، فضلت لو جرت مقاطعة هذا القمة التي وصفتها بـ«قمة فك العزلة عن طهران».

وأكدت المعارضة السورية أن «إيران شريكة لنظام الأسد في قتل الشعب السوري وتمارس عملا تخريبيا في سوريا، وتهدد يوميا أمن دول الخليج بنشاطات إرهابية».

فقد رأى مراقب عام الإخوان المسلمين في سوريا، رياض الشقفة، أن «الشعب السوري لم يبنِ آمالا على قمة طهران، لأنه يدرك أن إيران هي شريكة للنظام السوري في قتله». وأكد الشقفة لـ«الشرق الأوسط» أن «لا جدوى من هذه القمة، والمعارضة السورية لم تتوقع حلولا منها، وهذا ما ترجم في كلمات الافتتاح التي لم تتطرق في معظمها للوضع السوري، باستثناء كلمة الرئيس المصري محمد مرسي التي كانت معبرة وتمثل وجهة نظر الشعب السوري». وردا على سؤال عمّا إذا كانت طهران طرحت المبادرة التي كانت تسوق لها قبل القمة، قال الشقفة «لا أعتقد أن هناك مبادرة حقيقية، بل مجرد أفكار طرحت، لكن ثمة اتفاق بين كل أطياف المعارضة، بأن لا حوار مع النظام، والحوار الوحيد المقبول هو على نقل سلمي للسلطة، وزوال بشار الأسد، وكل الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري».

وأعلن عضو المجلس الوطني السوري، وليد البني، أن «موقف الرئيس المصري شكّل صدمة إيجابية لدى المعارضة السورية، ومنطلقا جديدا للتعاون بينها والدولة المصرية في المرحلة المقبلة». وقال البني في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «عندما علمنا بأن الرئيس مرسي سيزور طهران شعرنا بشيء من الخذلان، واعتقدنا أنه سيهادن الدولة التي تدعم النظام السوري في قتل شعبه (إيران)، لكن بعد أن سمعنا كلامه رأينا أن الأمر مختلفا، فهو حمّل مسؤولية ما يجري في سوريا لنظام القتل، وطالب الجميع العمل على تغيير الواقع وأساليب القتل ونقل السلطة في سوريا». ورأى البني أن «الكلمة كان مريحة جدا للشعب السوري، هذا الشعب الذي استعاد ثقته بالقيادة المصرية». وزاد قائلا «بعد خطاب الرئيس مرسي يجب أن ينتبه أشقاؤنا في مصر إلى أن السماح للسفن الإيرانية بنقل الأسلحة إلى نظام الأسد عبر قناة السويس، هو بمثابة المساهمة في قتل الأطفال والنساء في سوريا، ونتمنى على الأشقاء المصريين أن لا يسمحوا من الآن فصاعدا للسفن المحملة بالأسلحة الإيرانية أن تعبر قناة السويس باتجاه الموانئ السورية». وأكد أنه «إذا أرادت مصر أن تلقي بثقلها وتقف إلى جانب الثورة السورية، فإنها ستتمكن من قلب المعادلة وستسرع في تحقيق طموحات الشعب السوري». وتابع البني «سمعنا الرئيس مرسي يقول لا نريد تدخلا دوليا في سوريا، نحن لسنا ضدّ هذا الطرح، ولكن المطلوب من مصر أن تتعاون مع المملكة العربية السعودية وباقي الدول العربية وتساعد الشعب السوري على التخلص من هذا النظام ونيل حقوقه وحريته بأسرع وقت ممكن».

بدوره وصف الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية بسام جعارة القمة بأنها «قمة الانحياز لطهران وليست قمة عدم الانحياز». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف من هذه القمة هو فك عزلة طهران، وكان يأمل أن تتم مقاطعة هذه القمة لأن طهران تمارس عملا تخريبيا في سوريا وفي العالم العربي، وكان حري بالأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) أن يزور المعتقلين الإيرانيين في طهران بدل أن يغطي هذا المؤتمر ويعطيه شرعية». وقال «إن إيران هي شريك حقيقي في قتل الشعب السوري».