الجماعات المسلحة بسيناء تلجأ لزرع «العبوات الناسفة»

وسط أنباء عن عملية عسكرية جديدة موسعة ضد الخلايا الإرهابية قريبا

TT

دخلت الجماعات الجهادية المسلحة في منطقة سيناء، شرق مصر، مرحلة جديدة من المواجهات بينها وبين قوات الجيش المصري، التي تشن مواجهات عنيفة ضدهم هناك منذ مقتل 16 جنديا بداية الشهر الحالي، على الحدود مع إسرائيل. وكشف مصدر أمني عن أن هذه الجماعات بدأت تتبع أساليب قتالية جديدة تقضي بتجنب المواجهة المباشرة مع القوات، وزرع العبوات الناسفة، بدلا من استهداف الحواجز الأمنية عن طريق إطلاق الرصاص. وكان الجيش المصري أعلن أول من أمس أنه قتل 11 «إرهابيا» في حملته ضد المسلحين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء. وجاء في بيان للجيش بثه التلفزيون الرسمي أن القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة اعتقلت 23 «إرهابيا».

وأوضح المصدر أنه تم تفكيك ثلاث عبوات ناسفة أول من أمس بعد أن قام مجهولون بزرعها، وكانت اثنتان منها داخل حقيبة قرب قرية سياحية والأخرى في حديقة عامة بالعريش، منوها إلى أن الجهاديين بدأوا يشعرون بخطورة المواجهة المسلحة المباشرة مع القوات المسلحة فأوقفوا الهجمات التي كانت تستهدف الحواجز الأمنية ولجأوا لزرع العبوات الناسفة لبث الرعب داخل نفوس المواطنين. وأضاف المصدر أن عمليات تمشيط موسعة تتم الآن في عدة مناطق بسيناء بعد تفكيك العبوات التي تم العثور عليها خاصة على الطرق التي تسير عليها المركبات العسكرية، لكن لم يتم ضبط أي مشتبه به. وقال إن «الهجمات المسلحة التي كانت تقوم بها هذه العناصر على الحواجز الأمنية توقفت منذ نحو 48 ساعة، خاصة بعد أن تم تزويد حاجز الريسة الذي تعرض للهجوم أكثر من 32 مرة بكشافات إضاءة حتى تتمكن القوات المتمركزة عند الحاجز من رصد العناصر التي تهاجمه».

وأكد المصدر أن قوات الجيش تعد الآن لعملية كبيرة داخل سيناء يتم استكمال معلوماتها حاليا لضمان نجاحها وأن هذه العملية ستتم خلال وقت قصير جدا وهي تستهدف عدة خلايا وصفها بالإرهابية داخل سيناء، مضيفا أن الانتشار الجيد لقوات الجيش في سيناء ساعد على قطع خطوط الإمداد للعناصر الجهادية المختبئة داخل مناطق صحراوية وجبلية بسيناء. وقال إن سحب الجيش لبعض دباباته من المنطقة (ج) لا يعني وقف العملية العسكرية، بل هي مستمرة، وإن الجيش سيوسع هجومه على المتشددين في شبه جزيرة سيناء خلال الفترة المقبلة.

وهاجم متشددون حرس الحدود المصري وقتلوا 16 من جنوده في الخامس من أغسطس (آب) الحالي، وبدأت مصر عملية استعانت فيها بالجيش والشرطة للهجوم على مخابئ المتشددين واعتقلت عددا من المشتبه بهم وصادرت أسلحة بما في ذلك صواريخ وغيرها من الأسلحة التي تعج بها المنطقة. ويقود العملية وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي الذي عينه الرئيس محمد مرسي عندما غير كبار قيادات الجيش يوم 12 أغسطس. وقال مصدر أمني مصري أول من أمس إنه يجري سحب الدبابات من المنطقة الحدودية في خطوة يمكن أن تهدئ مخاوف إسرائيل.

وفي إسرائيل عبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس حسب وكالة الصحافة الفرنسية عن أمله في أن يسحب الجيش المصري تعزيزاته التي انتشرت في سيناء لملاحقة الجماعات المتطرفة هناك عند انتهاء العملية. وقال باراك للإذاعة العسكرية: «إن كان يتوجب على المصريين إدخال قوات إلى سيناء فعليهم إدخالها وسحبها عند انتهاء هذه العملية وأعتقد أنهم سيقومون بذلك لكننا سنرى». وأضاف باراك: «علينا السماح للمصريين بالقيام بهذه العملية التي تجري حاليا.. لدينا بالتأكيد تحفظات بسبب ثغرات في ترتيبات عسكرية مثل نشر القوات والتنسيق» بين الجانبين.

وكان باراك يشير إلى اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 التي تنص على نزع السلاح من سيناء ووجوب التنسيق المسبق مع إسرائيل قبل نشر أي تعزيزات مصرية في شبه الجزيرة. ورأى باراك أنه «بالإمكان التوصل إلى ترتيبات لمحاربة الإرهاب وسنقوم بذلك. يتضمن الاتفاق (السلام) وترتيباته العسكرية فصولا متعلقة بالأوضاع التي تظهر فيها احتياجات أمنية واضحة وآمل أن نجد إجراء بيننا وبين المصريين للقيام بذلك».

وأضاف: «يجب التصرف بمسؤولية. وفي حال حدوث خرق (للاتفاقية) يجب العمل على تصحيح الوضع من خلال الاتصال المباشر مع المسؤولين المصريين».

وذكرت صحيفة «معاريف» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسل مؤخرا رسالة عبر البيت الأبيض إلى مصر يطالب فيها القاهرة بسحب الدبابات المنتشرة في سيناء فورا.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين متخوفون من قيام مصر باستغلال الوضع وإبقاء دباباتها وتعزيزاتها في سيناء إلى وقت غير محدد.

وكان المجلس الأمني المصغر الإسرائيلي أعطى في 9 أغسطس الماضي الضوء الأخضر لمصر بنشر طائرات هليكوبتر قتالية في سيناء.