وفد حقوقي أميركي يختتم جولته في المنطقة بإجراء محادثات مع قيادة «البوليساريو»

مصادر صحافية أميركية وجزائرية تحدثت عن إحباط خطة لاختطاف كيري كيندي من طرف «القاعدة»

TT

أجرت كيري كيندي، رئيسة «مركز روبرت كيندي للعدالة وحقوق الإنسان»، والوفد الحقوقي المرافق لها أول من أمس (الأربعاء)، محادثات مع محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في مخيمات اللاجئين في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، في ختام جولتها في المنطقة، وذلك وفقا لما أفادت به وكالة أنباء الجبهة أمس.

وفي غضون ذلك، تناقلت مواقع إلكترونية أنباء مفادها أن «تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي» أعد خطة لاختطاف كيري كيندي من داخل تندوف، وذلك بمجرد وصولها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين ضمن المرحلة الثانية والأخيرة من جولتها الاستطلاعية للمنطقة. وقال موقع أميركي متخصص في تتبع أخبار الحركات الإسلامية المتشددة إن جهاز المخابرات الأميركي «سي آي إيه» أحبط المخطط بعد أن أرسل قبل يومين إلى جهاز المخابرات العسكرية الجزائرية رسالة يؤكد فيها توصله إلى التقاط مكالمات مشفرة لعناصر بالتنظيم الإرهابي تتضمن تحضيرات لتنفيذ عملية اختطاف رئيسة مركز كيندي، ونشر عدد من الصحف الجزائرية هذه المعلومات لكن لم تكن هناك تأكيدات جزائرية رسمية لها.

وفي غضون ذلك، أعلن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام السابق لشرطة البوليساريو، الذي كان قد انشق عام 2010، عن نيته العودة مجددا إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف حيث توجد أسرته، وهو إعلان تزامن مع زيارة الوفد الحقوقي الأميركي للمنطقة.

إلى ذلك، أفاد مصدر مقرب من السفارة الأميركية في الرباط بأن المواقف التي عبرت عنها كيري كيندي خلال جولاتها في المنطقة، لا تعكس الموقف الأميركي من نزاع الصحراء، والقائم على دعوة الأطراف إلى الدخول في مفاوضات جدية من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع.

ونسبت صحيفة محلية إلى هذا المصدر قوله إن «مواقف كيندي هي مواقف شخصية بحتة ولا تعني أي شيء بالنسبة للسياسات الخارجية الأميركية». وأضاف أن «هذا الموقف يعني مؤسسة بعينها، لذلك فإن الولايات المتحدة متمسكة بدعم مسلسل التفاوض بين الأطراف، ولا يمكنها البتة أن تغير موقفها بمجرد تصريحات جاءت على هامش زيارة قامت بها كيندي إلى المغرب». وأكد المصدر نفسه أن «الولايات المتحدة لا تنظر إلى مواقف الأشخاص والمؤسسات في تعاملها مع حلفائها بقدر ما تنظر إلى عمق علاقاتها معهم».

وكانت جهات رسمية وكذا أحزاب سياسية مغربية قد عبرت عن توجسها من مواقف كيندي المنحازة مسبقا لجبهة البوليساريو، وتوقعت أن يصدر الوفد بعد عودته إلى واشنطن تقريرا منحازا للبوليساريو، خاصة أن الموقع الإلكتروني للمركز ثبت صورة أميناتو حيدر، وهي من المتعاطفين مع جبهة البوليساريو، مع تقارير حول مراحل جولة وفد المركز.

وفي السياق نفسه، قالت مصادر صحافية مغربية إن قيادة البوليساريو أصدرت قبيل زيارة وفد مؤسسة «روبرت كيندي» إلى مخيمات تندوف قرارات تمنع التظاهر في المخيمات أثناء زيارة هذه البعثة الحقوقية لها. وقالت المصادر إن محمد عبد العزيز، أمين عام جبهة البوليساريو، أصدر تعليماته لاتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة قصد منع أي نوع من المظاهرات والاعتصام بالمخيمات، خصوصا أمام مقر الأمانة العامة لـ«البوليساريو»، وطالب بفرض حظر التجول والتنقل أثناء زيارة البعثة الحقوقية.

يشار إلى أن بعض أسر المعتقلين الصحراويين بسجون «البوليساريو» تقوم باعتصام مفتوح أمام مقر الأمانة العامة لجبهة البوليساريو في تندوف، حيث نصبت خيمة كبيرة رافعة شعارات تطالب بإطلاق سراح ذويها أو محاكمتهم محاكمة عادلة.