بعد أن رشحه مؤتمر الحزب نائبا للرئيس.. ريان يقود حملة عنيفة ضد أوباما

قال إن أميركا بحاجة إلى تغيير بعد 4 سنوات من المراوحة.. ورئاسة بلا بوصلة

TT

بينما يتوقع أن يكون خطاب ميت رومني، مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس باراك أوباما في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، أمام مؤتمر الحزب في تامبا (ولاية فلوريدا) هو خطاب الحزب الرئيسي، كان خطاب بول ريان، نائب رومني، متطرفا في تحديد هوية الحزب، وفي الهجوم على أوباما.

وليلة الأربعاء، بعد أن وافق مؤتمر الحزب رسميا على ترشيحه نائبا لرومني، وفي بداية خطاب ناري، أعلن ريان: «خلال أربع سنوات، فشل أوباما، وأضاع فرصة نادرة». وأضاف: «صارت رئاسة أوباما بلا بوصلة، وتعيش على شعارات متعبة، وتحاول اللحاق بلحظة مرت». وعن برنامجه الانتخابي، دافع في شجاعة عن الأغنياء، وقال: «لنقلص الحكومة، ولنزِد دور القطاع الخاص».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن خطاب ريان المتطرف كان يجب أن يكون متوقعا، وإن هناك من راهن على أن ريان سيكون معتدلا قليلا، ليواكب آراء رومني، اليميني الأقل تطرفا، وأيضا ليكسب المستقلين وسط الناخبين الأميركيين، ونسبتهم تزيد عن ثلاثين في المائة. لكن لم يغير ريان رأيه. وقال ريان في مواجهة عقائدية واضحة مع أوباما ومع فلسفة الحزب الديمقراطي: «ليعرف خصومنا أننا نحذرهم تحذيرا واضحا: في هذه الانتخابات، في هذه المسألة، لن تنجح شعارات اليسار. ميت رومني وأنا نعرف الفرق بين حماية برنامج (حكومي) وبين إفساده. أيها السيدات والسادة، تحتاج أمتنا إلى هذه المناقشة. نحن نريد هذه المناقشة. ونحن سوف نفوز في هذه المناقشة».

ومرارا وتكرارا، وقف المندوبون في مؤتمر الحزب في فلوريدا على أقدامهم، وصفقوا وهتفوا لكلمات ريان. وقال مراسل صحيفة «واشنطن بوست» داخل قاعة المؤتمر إن سكوت ووكر، الجمهوري حاكم ولاية ويسكونسن التي ينتمي إليها ريان، وصديقه منذ فترة طويلة، بكى. غير أن ريان استمر يهاجم فلسفة الحزب الديمقراطي، وقال: «أرى المعارضين (الديمقراطيين) صامتين حول سجلهم في الحكم. وأراهم قلقين على بقائهم في الحكم».

لكن مصادر في الحزب الديمقراطي قالت إن ريان هاجم أوباما حول نقاط معينة، دون أن يشير إلى أنه كان يؤيده في هذه النقاط. مثلا: هاجم أوباما لتخفيضه نفقات الرعاية الطبية بأكثر من 700 مليار دولار، رغم أنه في برنامجه الذي قدمه في مجلس النواب تعديلا لميزانية أوباما اقترح نفس الشيء. ومثلا: انتقد ريان أوباما لعدم دعمه توصيات لجنة تضم أعضاء من الحزبين حول تخفيض العجز في الميزانية، وتخفيض مديونية الحكومة، دون أن يشير إلى أنه كان عضوا في نفس اللجنة. ولم يؤيد، هو نفسه، توصيات اللجنة.

وفي الجزء الأخير من خطابه، ركز ريان على مخاطبة الجيل الجديد. وهو في الثانية والأربعين من عمره، ويعتبر أصغر مرشح لنيابة الجمهورية منذ عقود كثيرة. ويعتبر واحدا من «جنريشين إكس» (الجيل إكس)، إشارة الجيل الذي ولد في الثمانينات والتسعينات.

وفي خطابه قال ريان: «أنا أقبل النداء الموجه إلى جيلنا بأن نترك لأطفالنا ما أعطتنا أميركا. بأن نوفر فرصا للشباب، ونوفر الأمن لكبار السن. وأنا أعرف أن جيلنا مستعد لتلبية النداء». وأضاف: «لأكون صريحا معكم: ليس لدينا وقت كثير. لكن، إذا نحن جادون، وأذكياء، ونقدر على أن نقود، يمكننا تلبية النداء».

بالإضافة إلى خطاب ريان، استمع مؤتمر الحزب إلى كلمات من قادة آخرين في الحزب. وتحدث حاكم ولاية أركنسا السابق، مايك هاكابي، الذي كان نافس رومني للترشيح باسم الحزب الجمهوري في عام 2008 (وخسر الاثنان، وفاز بالترشيح السناتور جون ماكين، لكن أوباما هزمه). وبسب خلفيته المسيحية، ركز هاكابي على دور اليمين المسيحي في الانتخابات وفي العمل السياسي. وكرر شعارات معارضة الإجهاض، وزواج المثليين، وتخفيض ميزانية القوات المسلحة، وتخفيض دور أميركا في العالم. ودعا زملاءه الإنجيليين المسيحيين لتأييد رومني. وكان بعضهم عبر عن تردده لأن رومني ينتمي إلى طائفة المرمون المسيحية، التي يراها كثير من هؤلاء أنها متمردة على الدين المسيحي. وتحدثت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية في عهد الرئيس السابق بوش الابن. وأشارت، وهي السوداء، إلى ولادتها وتربيتها في ولايات الجنوب أيام التفرقة العنصرية. وقالت: «لم نقدر على تناول ساندويتش هامبورغر في مطعم (وولوورث)، (من مطاعم الجنوب المشهورة في ذلك الوقت) لكن ها أنا أقف أمامكم اليوم، وأقول لكم إنني أقدر على أن أكون رئيسة للولايات المتحدة، وإنني فعلا كنت وزيرة للخارجية». وأضافت: «تقدر أميركا على توفير وسائل تجعل المستحيل ممكنا. لكن، يحتاج هذا بالطبع إلى القيادة، والشجاعة، والإيمان الراسخ بقيمنا».

وانتقدت رايس سياسة أوباما الخارجية، وقالت إنه يقصر في التصرف المناسب والشجاع إزاء تطورات هامة في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن «وعد الربيع العربي غارق في الغموض. وتتحدى الصراعات الداخلية والجيران المعادون الديمقراطية الهشة في العراق. ويذبح جزارون طغاة شعوبهم في إيران وسوريا. وتمنع الصين وروسيا استجابة المجتمع الدولي لهذه التطورات. ويتساءل الجميع: أين أميركا؟».

وأضافت: «عندما لا يعرف أصدقاؤنا، أو وأعداؤنا على حد سواء، الإجابة على هذا السؤال، يدخل العالم مرحلة العالم الفوضى والخطر».