كلمة مرسي في قمة عدم الانحياز تلقى ترحيبا وإشادة من رموز سياسية مختلفة

محللون اعتبروها تليق بمصر.. ونهجا جديدا في العلاقة بين القاهرة وطهران

TT

خلال خمس ساعات قضاها الرئيس المصري محمد مرسي في إيران، سلّم خلالها رئاسة قمة دول عدم الانحياز من القاهرة إلى طهران، بدا أن السياسة الخارجية لمصر في طريقها لاعتماد نهج جديد، فمرسي الذي انتظره في مطار القاهرة استقبال شعبي حاشد بعد أصداء كلمته في افتتاح القمة الـ16 لـ«دول عدم الانحياز» أمس، وجه رسائل واضحة من طهران كان أبرزها دعوته إلى مساندة نضال الشعب السوري في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد الذي وصفه بـ«القمعي». واستقبلت الأوساط المصرية خطاب مرسي بترحاب، واعتبرته عودة مبكرة للعب مصر دورا إقليميا بعد غياب عقود.

وكانت زيارة مرسي لإيران قد أثارت جدلا داخليا، وجذبت اهتماما عالميا، باعتبارها مؤشرا على انتهاء جفاء دام 33 عاما بين القاهرة وطهران.

وعلق أيمن الصياد، عضو المجلس الاستشاري للرئاسة على كلمة مرسي قائلا: «كأن مصر عبد الناصر تعود.. شكرا للديمقراطية»، مضيفا في تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن مرسي في قمة يوجد في طهران رغم أنف واشنطن وبعض العرب، موضحا أن هذه هي قمة عدم الانحياز، وليست طهران المتورطة في سوريا. وطالب الصياد من يستدرجون «بحسن نيتهم» إلى أن تكون «حربنا مع الشيعة، بدلا من إسرائيل، بأن ينتهوا عن ذلك»، مؤكدا أنه «لا أحد عاقل يمكنه أن يدافع عن جرائم النظام السوري، أو عن التورط الإيراني، ولكن لا أحد عاقل أيضا يقبل أن يضع الشيعة عدوا بدل إسرائيل».

من جانبه، صرح السفير سعيد كمال، الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية سابقا وعضو السكرتارية الدائمة لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، بأن خطاب الرئيس مرسي في افتتاح قمة طهران كان له أثر كبير وهام في الشأن الفلسطيني.

وثمّن كمال عاليا الجهود المصرية من أعلى قمة مصرية وإلى كافة المؤسسات التي تعكس موقف الشعب المصري الثابت من تأييد حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا بذل تلك الجهود لوضع حد نهائي للانقسام الفلسطيني.

ودعا نشطاء مصريون إلى تنظيم استقبال شعبي لمرسي، في مطار القاهرة بعد عودته من طهران. وقال النشطاء إنه «بعد أن أبهرنا رئيسنا المنتخب الدكتور محمد مرسي بكلمته الرائعة ووقوفه المشرف بجانب الشعب السوري والفلسطيني، حيث انحاز مرسي للشعب السوري بقمة عدم الانحياز بإيران، أقل ما يمكن أن نقدمه له هو استقبال شعبي تقديرا له على تشريفه لنا».

وأشاد الشاعر عبد الرحمن يوسف بكلمة مرسي قائلا على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «فخور بموقف الرئيس مرسي من الثورة السورية العظيمة، وبكلمته في افتتاح قمة عدم انحياز». من جانبها، تمنت أستاذة العلوم السياسية الدكتورة هبة رؤوف أن يخرج مرسي من طهران لزيارة أنقرة، ويتبعها بتفقد لمعسكرات السوريين على الحدود. وقالت: «إن استعادة العلاقات بشكل كامل مع إيران لن يضرنا، وأن لدينا من الأجهزة الأمنية والدبلوماسية ما يؤمن تبعات ذلك». واستطردت قائلة: «ملحوظة: الصهاينة لهم سفير في القاهرة».

من جانبه، أشاد نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي بكلمة مرسي، وقال في تغريدة له على موقعه على «تويتر»: كل التأييد للدكتور مرسي على كلمته القوية.. هذا ما كنا نبغيه، امض ولا تلتفت»، داعيا إلى أن يتم استقبال مرسي «استقبال الأبطال» في مطار القاهرة الدولي لدى وصوله من طهران.

وقال الدكتور عمرو حمزاوي، النائب في مجلس الشعب المنحل في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «علامة إجادة للرئيس على إشارته لسوريا في طهران، التضامن الفعال مع الثورة السورية واجب مصر والضغط على داعمي الديكتاتور الأسد ضرورة».

أما الدكتور معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فقال إن الخطاب الذي ألقاه الرئيس مرسي أمس في الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز، تليق بمصر، لكنه دعا إلى عدم المبالغة في ردود الأفعال تجاهها. وقال عبد الفتاح في تعليق له على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن «خطاب الرئيس يليق بمصر، لكن أرجو ألا نبالغ في ردة فعلتنا ولا نبذر بذور الديكتاتورية بمسيرات دعم وتأييد مصطنعة تكون سلبياتها أكثر من الإيجابيات».

وفي أول سابقة من نوعها، أشاد محمد أبو حامد، النائب بمجلس الشعب المنحل بخطاب الرئيس مرسي، رغم أن أبو حامد يعد من أبرز المعارضين لمرسي، ودعا لمليونية لإسقاطه وحل جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة الماضي. وقال أبو حامد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إلى الرئيس تحية تقدير لخطابك اليوم أمام قمة طهران وأتمنى تنفيذ ما ورد به من أفكار».

من جانبه، قال السفير أحمد الغمراوي، رئيس جمعية الصداقة المصرية - الإيرانية لـ«الشرق الأوسط: إن «كلمة الرئيس مرسي في طهران استعادت لمصر قرارها، وعبرت عن سياسة مصر بصراحة، ودون حرج من أي دولة سواء كانت أميركا أو إيران أو إسرائيل».

وأضاف الغمراوي: «كلمة الرئيس مرسي أكدت للعالم أن مصر تملك قرارها وتتعامل مع كافة الدول، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه الدكتور نبيل العربي حين تولى وزارة الخارجية المصرية بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 حين قال إن مصر ستفتح صفحات جديدة مع كافة الدولة بما في ذلك إيران».

وتوقع الغمراوي مزيدا من الانفتاح في العلاقات بين القاهرة وطهران، قائلا: «قطعا التعامل بين الجانبين سيكون مختلفا، ومصر لها مصالح مع إيران، خاصة في ظل حركة عدم الانحياز».