بغداد تتسلم آخر دفعة من دبابات «أبرامز» الأميركية.. وواشنطن تنفي فرضها شروطا على الحكومة العراقية

قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط»: لا نخشى السلاح بل طريقة استخدامه

TT

في وقت أوشكت فيه الضجة التي أثيرت قبل مدة بشأن ما قيل عن استبعاد الولايات المتحدة لطيارين شيعة من التدريب على طائرة «إف 16» التي تعاقد العراق على شرائها من الولايات المتحدة الأميركية، أعلنت واشنطن أمس أنها سلمت العراق آخر دفعة من دبابات «أبرامز»، والبالغ عددها تسع دبابات. وقال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في بغداد في بيان له إن «الولايات المتحدة سلمت، في الـ27 من أغسطس (آب) الحالي، الجيش العراقي تسع دبابات من نوع (أبرامز)، والتي تعتبر آخر دفعة يتسلمها العراق بموجب 140 دبابة تم شراؤها وفق برنامج المبيعات العسكرية الخارجية»، مبينا أن «عملية تسليم الدبابات تمت في معسكر بسماية الواقع جنوب شرقي بغداد». وأضاف المتحدث أنه «جرى خلال عملية التسليم إجراء تجربة لهذه الدبابات واختبار قدرات فصائل من الجيش العراقي».

من جانبه، اعتبر مسؤول مكتب التعاون الأمني التابع للسفارة الأميركية في بغداد، الفريق روبرت كاسلن، خلال البيان، أن «هذه المعدات العسكرية الحديثة مثال لنجاح برنامج المبيعات العسكرية الخارجية في إطار ما تنجزه الولايات المتحدة بمجال تسليح الجيش وتطوير القوات الأمنية العراقية». ولفت كاسلن إلى أنه «سيتم تسليم المزيد من هذه المعدات للجيش العراقي في المستقبل القريب ضمن هذا البرنامج».

وكانت قد أثيرت مؤخرا ضجة بشأن ما قيل عن استبعاد الولايات المتحدة لطيارين عراقيين شيعة من التدريب على طائرات «إف 16» التي من المؤمل أن يتسلم العراق الدفعة الأولى منها خلال شهر مارس (آذار) العام القادم. وفي وقت أصر فيه عدد من نواب البرلمان العراقي عن التحالف الوطني على أن هناك تمييزا من قبل الولايات المتحدة على صعيد التدقيق في أسماء الطيارين العراقيين الـ13 الذين أرسلوا للتدريب على أساس كونهم أكرادا وسنة، فقد نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع ومكتب القائد العام للقوات المسلحة العقيد ضياء الوكيل مثل تلك الأخبار. وكان قد أبلغ «الشرق الأوسط» بأنه «ليس هناك أي تدخل من جانب الولايات المتحدة في مثل هذا الموضوع، وأن العراق هو من رشح الطيارين الثلاثة عشر»، مؤكدا أن «العراق رشح 14 طيارا سوف يتم إرسالهم مطلع العام القادم للغرض ذاته». وبالتزامن مع ضجة الطيارين كانت قد أثيرت قضية العلاقة بين الجيش الاتحادي وقوات البيشمركة الكردية وسط مخاوف من إمكانية استخدام الأسلحة ضد الأكراد مجددا.

وفي هذا السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي مؤيد الطيب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأكراد لا يخشون السلاح الذي يتم شراؤه، بل هم مع أن تكون المؤسسة العسكرية العراقية قوية قادرة على الدفاع عن الوطن ضد أي عدوان خارجي وكذلك التصدي للإرهاب». وأضاف أن «الأكراد وعلى الرغم من الضمانات التي أعطاها الدستور بعدم استخدام السلاح ضد الشعب وعدم زج الجيش في الخلافات السياسية، فإننا ومن منطلق التجربة ما زلنا نخشى الطريقة التي يمكن أن يستخدم بها السلاح وليس السلاح نفسه». وردا على سؤال بشأن نفي الولايات المتحدة فرضها شروطا على العراق بشأن السلاح قال الطيب إن «الولايات المتحدة الأميركية تعتقد أن العراق اليوم يختلف عما كان عليه من قبل، وأنه لم يعد يشكل خطرا على جيرانه وعلى شعبه، وأن دستوره فيه من الضمانات ما يجعلها تطمئن لمثل هذه التوجهات، ولذلك فإنها لم تعد في وارد فرض الشروط عليه مثلها في ذلك مثل العديد من الدول الديمقراطية في العالم التي تفرض شروطا على الدول غير المضمونة، بل إن قوانين بعض الدول تمنع بيع السلاح للدول التي لا يمكن الاطمئنان إلى توجهاتها السياسية».

وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد نفت فرض أي شروط على استخدام العراق لطائرات «إف 16»، مؤكدة أن العراق هو من يقرر كيفية استخدام هذه الطائرات وفترات تحليقها وصيانتها. وقالت السفارة الأميركية في بغداد في بيان لها إن «الولايات المتحدة الأميركية لم تفرض أي شروط على استخدام العراق لطائرات (إف 16)»، مبينة أن «العراق وحده يقرر كيفية استخدام هذه الطائرات، إضافة إلى ما يتعلق بفترات التحليق والصيانة». واعتبرت السفارة أن «هذه الطائرات سترفع، وبشكل كبير، من قابلية القوة الجوية العراقية في حماية حدود البلاد وسيادتها».